السورية الشابة حور ملص على خشبة المسرح الملكي في لندن: أنا سورية حتى العظم
2008/04/05
«كنت أتصوّر أنني سأذوب في إنكلترا وعراقتها وفنها وثقافتها، لكنني اكتشفت هنا في إنكلترا هويتي وثقافتي، وأنني سورية دمشقية حتى العظم»، هذه العبارة جاءت في رسالة بعثت بها الفنانة السورية الشابة إلى أهلها ومحبيها وأصدقائها في دمشق عبر جريدة الوطن وهي تستعد ضمن جولتها الأوروبية في فرقة «فيرف 08» لإحياء أمسية لأداء فنون الرقص التعبيري المعاصر على خشبة المسرح الملكي للأوبرا الأعرق في لندن مساء اليوم الأحد وذلك يشكل حدثاً فنياً استثنائياً بوصفها أول راقصة عربية تقف على هذه الخشبة وكانت حور قد سافرت العام الماضي إلى إنكلترا لمتابعة دراستها في مجال الرقص الحديث في معهد NSCD في ليدز شمال العاصمة لندن بعد تخرجها من المعهد العالي للفنون المسرحية - قسم الرقص التعبيري الذي انتسبت إليه بعد أحد عشر عاماً من دراسة الباليه في «مدرسة الباليه» حيث تعلمت على يد الأساتذة الخبراء مثل لاريسا يرمولوفا ولودميلا غاغانيا في الرقص الكلاسيكي ومعتز ملاطي لي وألبينا بيلوفنا إضافة إلى كونها أحد أعضاء فرقة «سما» للرقص التعبيري التي يشرف عليها الكريوغراف علاء كريميد.
فرقة «فيرف 08» تضم هذا العام أحد عشر راقصاً من مختلف دول العالم وتستمر جولتها الأوروبية التي بدأت في شباط الماضي حتى التاسع من تموز القادم، إذ تمنح الفرقة الفرصة، تِباعاً، لبعض ألمع الشباب الموهوبين لفتح الباب واسعاً أمامهم لدخول عالم الرقص المعاصر احترافياً وهم يتعلمون أحدث تصاميمه ويتمرنون على أيدي أهم مصممي الرقص ومحترفيه في المدارس الإنكليزية وتضمن برنامج الفرقة أعمالاً لمصممين أمثال كارول براون «السلالات الجديدة» ودارشان سنغ بوللر «المنفى والموت» وهنري أوغيكي «فكر كقطرة مطر» وسايمون بيرتش «آذار» إضافة إلى أعمال أخرى لعدد من المصممين.
من المتوقع أن يحضر العرضَ السفير السوري في لندن الأستاذ الدكتور سامي الخيمي والجالية السورية في لندن، تقديراً لهذا الإنجاز الفني وتشجيعاً لفنانة سورية عربية شابة تقف على خشبة هذا المسرح العريق.
بمناسبة هذا الحدث بعثت الفنانة حور ملص برسالة إلى أحبائها وأصدقائها وأهلها في دمشق جاء فيها:
أرجو أن تكونوا معي في هذه اللحظات الحساسة في حياتي، كما كنتم دوماً سنداً ودعماً في كل نشاطاتي، بعد أيام سأقف على مسرح Royal Opera House في لندن، الذي زرته طفلة، ولم يخطر ببالي أنّ حلم طفولتي سيتحقق في يوم من الأيام: أن أرقص على خشبة هذا المسرح الرائع وأكون أول عربية ترقص هناك، لا يمكن أن تتصوروا مدى حماسي واندفاعي لأقدم أفضل ما عندي، ذلك الذي استغرق بناؤه كل عمري، فكونوا معي، صلوا لي، لأنني أحتاجكم اليوم أكثر من أي وقت مضى، لأنني أدرك أن ما أقدمه ليس فقط لطموحي الشخصي وحلمي القديم بل من أجلكم أحبائي، ومن أجل كل ما أحبه في وطني سورية: مدنها، أهلها، مائها وهوائها.
فقط لو تعلمون كم أشتاق لشوارع دمشق القديمة وكم أشتاق لشقاوتنا في المعهد. أريد أن أقول لكم إنني لم أكن أتصور يوماً من الأيام أنني سأحس بكل هذا الشوق، وكل هذا الحنين لبلدي، كنت أتصور أنني سأذوب في إنكلترا وعراقتها وفنها وثقافتها، لكنني اكتشفت هنا في إنكلترا هويتي وثقافتي، اكتشفت أن الغربة على قسوتها أفضل أستاذ لحب الأهل والأصدقاء والبلد، اكتشفت أنني سورية دمشقية حتى العظم، واكتشفت أن الرقص المعاصر الذي أمارسه حالياً، وعلى الرغم من كونه فناً غربياً خالصاً، إلا أنني وعندما أعود إليكم -وأنا مشتاقة جداً لكم جميعاً- سأفرغ كل ما تعلمته على خشبتكم، في عروضكم.
صرت أشعر بمسؤولية هائلة تجاهكم يا أصدقائي بأنّ ما تعلمته، واكتسبته على مدار هذا العام، وفي الجولة الأوروبية، ليس ملكي وحدي فقط، بل ملككم أنتم أيضاً لأنكم كنتم دائماً معي وبجانبي فانتظروني يا أحبائي، وصلوا لي كي أمثلكم خير تمثيل في أعرق عاصمة للباليه في العالم.
أحبكم جميعاً - حور ملص - ليدز – إنكلترا.
الوطن