كتاب جديد للدكتورة أسماء معيكل بعنوان: نظرية التوصيل في الخطاب الروائي العربي المعاصر

17 03

عن دار الحوار للنشر والتوزيع في اللاذقية صدر كتاب «نظرية التوصيل في الخطاب الروائي العربي المعاصر» للدكتورة أسماء معيكل بطبعته الأولى 2010، ويقع في 413 صفحة من القطع المتوسط.

قسمت الدكتورة معيكل كتابها إلى مقدمة ومدخل وأبواب ثلاثة وخاتمة، ثم ثبت بالمصادر والمراجع.

وقد حددت من خلال المدخل عنوان الدراسة بمجموع المفردات التي يضمها، مفككة العنوان إلى مكوناته الأساسية لتعريفها وتحديد شكلها الدقيق، وهي: نظرية التوصيل، الخطاب، الخطاب الروائي، المعاصرة، والمساحة الزمنية.

وخصصت الباب الأول للحديث عن المبدع، وقد احتوى ذلك الباب على ثلاثة فصول، الفصل الأول «رؤيا العالم» وتحدثت فيه عن تلك الرؤيا التي يسعى المبدع إلى تقديمها عبر خطابه الروائي، ويهدف إلى توصيلها إلى المتلقي، محاولة الكشف عن الدور الذي تؤديه رؤيا العالم في توصيل الخطاب الروائي الذي تصوغه بين مبدعها ومتلقيها. أما الفصل الثاني «المبدع الناقد» فقد تحدثت فيه عن المبدع الناقد الذي يظهر في المرحلة الثانية من الكتابة، عندما يتحول المبدع إلى ناقد يمارس نوعاً من النقد الفطري على إنتاجه في محاولة منه لتحقيق أهدافه وتوصيل رؤاه بالشكل الذي يريده، وقد كشفت في هذا الفصل عن دور المبدع الناقد في تيسير عملية التوصيل أو عرقلتها. والفصل الثالث «الراوي الداخلي والخارجي» وهو الراوي الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً برؤيا العالم، فقد تحدثت فيه عن الدور الذي يؤديه والوظائف التي يقوم بها والمواقع التي يتخذها من أجل أداء مهمته والتي تؤثر في إنتاج السرد وشكل النص ووظيفته في التوصيل، كاشفة عبر دراسة تطبيقية تجليات الراوي في النصوص موضوع الدراسة.

أما الباب الثاني فخصصته للحديث عن المتلقي، وقد قسمته إلى ثلاثة فصول، تناولت في الأول «القارئ الفردي» منشغلة فيه بتتبع القارئ الذي يقبع خارج النص، وكيفية تلقيه للخطاب الروائي ووصوله إليه، وأثر ذلك على عملية التوصيل والوظيفة الأساسية للرواية. وفي الفصل الثاني «القارئ الداخلي» تناولت ذلك القارئ الداخلي الذي من الممكن أن يوجد داخل النص، أو من الممكن أن يلمح طيفه فيه، متتبعة تجلياته في النصوص المدروسة وأهمية وجوده، سواء أكان بشكل ظاهر أم خفي في عملية التوصيل. وفي الفصل الثالث «القارئ المثالي» وضحت المزايا التي تجعل من قارئ ما قارئاً مثالياً، وبيان دوره وأهميته بالنسبة إلى القارئ العادي.

وأخيراً في الباب الثالث الذي عنونته «النص» فقد درست في فصله الأول «النص المفتوح» السمات التي تجعل من نص ما نصاً مفتوحاً، وأهمية ذلك بالنسبة إلى الوظيفة التي يؤديها النص، أي الوظيفة التوصيلية المرتبطة بالنص الروائي. وفي الفصل الثاني «النص المغلق» حاولت الكشف عن سمات النص المغلق والدور الذي يؤديه في مقابل حديثها عن النص المفتوح في الفصل الأول، وفي الفصل الثالث «النص متعدد الخواص» فقد كشفت عن الأثر السلبي أو الإيجابي لهذا النوع من النصوص على عملية التوصيل.

أما الخاتمة فجعلتها للنتائج والملاحظات التي توصلت إليها عبر دراستها التطبيقية هذه.


الدكتورة أسماء معيكل

درست الدكتورة أسماء معيكل في هذا الكتاب الروايات الآتية: «الكرنك» لنجيب محفوظ، «سباق المسافات الطويلة» لعبد الرحمن منيف، «وليمة لأعشاب البحر» لحيدر حيدر، «الرهينة» لزيد مطيع دماج، «التبر» لإبراهيم كوني، و«قطار الصعيد» ليوسف القعيد، و«العلامة» لبنسالم حميش.

أما مقدمة الكتاب فكانت للدكتور سعد الدين كليب أستاذ النقد الحديث في كلية الآداب بجامعة حلب، وفيها أشار إلى أن: «إن بين أيدينا محاولة نقدية جادة، رأت في وعي الخطاب الروائي العربي، من باب التوصيل، ضرورة ثقافية وإيديولوجية، علاوة على كونها ضرورة أدبية ونقدية. وبما أن نظرية التوصيل تقوم على ثالوث متكامل، وهو المرسل والرسالة والمتلقي، فقد سعت هذه المحاولة إلى دراسة ذلك الثالوث، في الخطاب الروائي العربي، في الربع الأخير من القرن العشرين. إنّ هذه الدراسة من المحاولات التطبيقية الجادة والرائدة في بابها عربياً، وهي محاولة تستحق الترحيب حقاً».

أخيراً لا بد من القول إن الكتاب يعكس بعض خلاصات تجربة الباحثة الدكتورة أسماء معيكل في مجال النقد، ممارسة وبحثاً وتدريساً، ويجمع بين الجوانب التنظيرية والتطبيقية من خلال الربط بين التصورات المنهجية التفسيرية والإنجازات النصية التطبيقية، ويشكل إضافة حقيقية للمكتبة العربية التي لا تزال بحاجة إلى كتب نقدية تبلور النصوص الروائية وتدرسها من وجهات نظر عديدة، وتفتح عوالمها نحو آفاق نقدية لا حدود لها.

يذكر أن الدكتورة أسماء معيكل تدرّس في قسم اللغة العربية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة حلب، باختصاص النقد الأدبي، إلى جانب عملها نائبة عميد كلية الآداب الثانية بإدلب. وهي تنشر الدراسات والمقالات النقدية في عدد من المجلات والدوريات السورية والعربية. كما صدر لها العام الماضي رواية بعنوان «خواطر امرأة لا تعرف العشق».


بيانكا ماضيّة - حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق

مصطفى البطران :

إننا بحاجة إلى مثل هذه الكتب الجادة الأكاديمية التي تنم عن دراية وخبرة ومهارة في البحث
لأننا نفتقر في مكتباتنا إلى الدراسات العلمية التي تبنى على اسس ومعايير فنية لنرتقي
بالأدب في كل فنونه بما يليق ويدفع سفينة الأدب إلى بر النجاة في خضم واقع يفتقر إلى
كل المتممات التي تجعل السفينة تشق طريقها بكل قوة لنصصل إلى ما نتوخاه من الأديب
خصوصا والأدب عموما ... بوركت جهودك دكتورة أسماء ... ونطمح إلى المزيد

سوريا

حسين :

ممكن ترخيص لتحميل كتاب الأفق المفتوح لدكتورة اسماء المعيكل

الجزائر

د . حسن علي:

سيدتي الكريمة .... طاب يومك .... لمائا لم تدرسي الخطاب الروائي في ضوء نظرية التواصل ؟ انها اكثر اوسع واشمل ... تحياتي

العراق