جامعة حلب تحتفل بعيدها الذهبي
تقديم درع الاحتفالية للسيد الرئيس بشار الأسد

04/أيار/2008

برعاية السيد الرئيس بشار الأسد بدأت فعاليات احتفالية جامعة حلب بعيدها الذهبي والمؤتمر الذهبي الدولي الأول على مدرج كلية الطب الكبير بالجامعة بمشاركة ثلاث وسبعين جامعة عربية وأجنبية وست منظمات دولية.

مثّل السيد الرئيس في افتتاح الاحتفالية المهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء الذي ألقى كلمة أكد فيها أهمية الدور الذي أدته جامعة حلب على صعيد الارتقاء بمنظومة التعليم ونشر رسالة العلم والمعرفة في سورية وتمكين الطلاب الدارسين من امتلاك أدوات التفكير المنهجي وتنمية ملكة النقد والتحليل العلمي والقدرة على استشراف حاجات المجتمع وابتكار الحلول المنطقية والمعالجات العلمية لها.

وأوضح أن تحقيق الجامعة لهذه الأهداف يتم من خلال تركيزها على إعداد الكفاءات البشرية ذات الاختصاصات والمهارات المتنوعة ورفد المجتمع بالقوى العاملة القادرة على الإسهام بفاعلية في بناء المجتمع وتطوير البحث العلمي وإثراء المعرفة وحماية تراث الأمة وذلك جعل الجامعات جسراً تواصلياً بين المجتمع ومؤسسات الدولة ومنجماً يلبي احتياجاتها ويرفدها بالدماء الجديدة والطاقات المبدعة.

لفت المهندس عطري إلى طبيعة الصلة التفاعلية وتبادل الأثر والتأثير بين الجامعة والمجتمع وذلك يحتم على الجامعة إدراك طبيعة التحولات والتغيرات من حولها ومجاراة ذلك بتطوير وظائفها وبنيتها وبرامجها وتخصصاتها بما يسهم في تعزيز دورها.

قال رئيس مجلس الوزراء إن الخطة الخمسية العاشرة أولت اهتماماً كبيراً بتطوير قطاعي التربية والتعليم العالي وخصصت الحكومة استثمارات كبيرة وواسعة في هذا المجال كي تتمكن مخرجات منظومة التعليم من مواكبة احتياجات عملية الإصلاح والتطوير التي تشهدها سورية في المجالات المختلفة وذلك من خلال زيادة فرص الالتحاق بالتعليم العالي وإتاحته للجميع وفق معايير الكفاءة والجدارة وتوفير البنى التحتية والمباني ومستلزمات العملية التعليمية والتطوير المستمر للمناهج والخطط الدرسية والبرامج التعليمية وإغناء القدرات النوعية للجامعات وأعضاء الهيئة التدريسية واعتماد نظام عصري لتقويم الأداء ومعايير الجودة ورفع مستوى انتاجية منظومة البحث العلمي وتحسين مستوى التعليم المتوسط وتحديثه.

أشار المهندس عطري إلى الجهود التي بذلتها وزارة التعليم العالي عبر خططها وبرامجها السنوية لترجمة هذه الأهداف إلى خطوات وإجراءات عملية مؤكداً أنه كان للقوانين والمراسيم التي أصدرها السيد الرئيس بشار الأسد على صعيد السماح بإحداث الجامعات الخاصة وتنظيم الجامعات والتفرغ العلمي وإحداث جامعات وكليات وأقسام جديدة وافتتاحها، أكبرُ الأثر في تحقيق نقلة نوعية في هذا المجال، ولفت إلى أن ذلك تجلى في زيادة عدد الجامعات الحكومية ليصل إلى ست جامعات تتبع لها مائة وسبع كليات تضم ما يزيد عن أربعمائة وثلاثة وثلاثين قسماً في الاختصاصات المختلفة وبذلك يصبح الحلم بأن يكون في كل محافظة سورية جامعة أو فرع لجامعة واقعاً ملموساً وحقيقة مجسدة يدعمها ويعززها إسهام الجامعات الخاصة التي وصل عدد المفتتح منها إلى اثنتي عشرة جامعة فضلاً عن ثماني جامعات مرخصة هي في طور استكمال البنى التحتية ومستلزمات العملية التعليمية.

بيّن أن ما أنجزته جامعة حلب في مختلف المجالات يُعد معلماً مهماً ضمن منظومة التعليم العالي في سورية لتسهم إلى جانب زميلاتها من الجامعات الحكومية والخاصة في أداء رسالتها التنويرية وذلك جعلها منارة عِلم ومركز إشعاع ثقافي وفكري أتاح لها اكتساب شهرة رفيعة ونيل مكانة مرموقة بين مصاف أشهر الجامعات العربية والإقليمية.

بيّن الدكتور محمد نزار عقيل رئيس جامعة حلب أن الجامعة منذ تأسيسها حافظت على المكانة الرفيعة التي تبوأتها فقد خرّجت عبر تاريخها أجيالاً من مختلف الاختصاصات في العلوم الإنسانية والتطبيقية وقد شغل الكثيرون منهم -وما زالوا كذلك- مواقعَ متقدمة في العمل السياسي والاقتصادي والثقافي داخل الوطن وخارجه.

قدم الدكتور عقيل شرحاً لتطور جامعة حلب مستذكراً إنشاء أول كلية للهندسة في جامعة حلب عام 1946 تابعة للجامعة السورية التي تُعرف اليوم بجامعة دمشق لتكون النواة لتأسيس جامعة حلب 1958 وقال إنه في عام 1969 تم افتتاح كلية الطب البيطري في مدينة حماة التابعة لجامعة حلب التي كانت النواة لإحداث جامعة البعث، وأرست ركائز التعليم الجامعي في المنطقة الشرقية عندما افتتحت كلية ثانية للزراعة في دير الزور عام 1977 كانت النواة لجامعة الفرات.

كما تصدت الجامعة لمهمة وطنية جديدة تمثلت في إنشاء بنية تحتية مادية وتقنية وبشرية لتعليم جامعي في محافظة إدلب حيث أُحدثت كليات للزراعة والتربية والآداب والحقوق والعلوم تقوم جامعة حلب بالإشراف عليها.

لفت إلى الجهود التي بذلتها الجامعة لتطوير واقع الدراسات العليا في كلياتها بالاشتراك مع جامعات أوروبية عريقة إضافة إلى حِرصها على إقامة طيف واسع من العلاقات مع الجامعات والمؤسسات التعليمية المحلية والعربية والدولية.

وألقى الدكتور فواز الأخرس رئيس الجمعية السورية البريطانية كلمة المؤتمر الطبي الدولي الأول الذي تستضيفه جامعة حلب بهذه المناسبة، أكد فيها على أهمية ما يناقشه هذا المؤتمر من موضوعات علمية وما يتضمنه برنامجه من عمليات جراحية عديدة ومشاركة نخبة من الأطباء من مختلف بلدان الاغتراب يغطون ستة عشر اختصاصاً طبياً.

أشار الدكتور الأخرس إلى أهمية استمرار تواصل المغتربين مع الوطن الأم وإفادته من علمهم وخبراتهم في مختلف المجالات مؤكداً في الوقت ذاته ضرورة التفاعل الإيجابي مع مكونات وطن الاغتراب والتواصل الفكري والإبداعي والعلمي معه والحفاظ على الشعور بالانتماء للوطن الأم واستمرار تواصل المغتربين مع جذورهم الثقافية والحضارية.

دعا إلى توفير السبل الكفيلة لاستقطاب الكفاءات والعمالة الخبيرة المهاجرة وتأمين جسر إسهامهم في تنمية وتطوير وطنهم من أجل تحويل الهجرة نسبياً من استنزاف لثروة البلاد البشرية إلى مصدر غنى وثروة اقتصادية وفكرية وسياسية وذلك يتطلب خلق مناخات مناسبة تشريعياً وإجرائياً لبناء مثل هذه الجسور لتعزيز التزام هؤلاء المغتربين بوطنهم الأم وانتمائهم له.

لفت إلى اهتمام الحكومة السورية بالمغتربين لتعزيز دورهم في عالم المهجر بما اكتسبوه من ثقافة جديدة هناك وتجسيد الهوة مع وطن الاغتراب ليكونوا خير سفراء لوطنهم وللحضارة والثقافة العربية، بعد ذلك عُرض فيلم وثائقي بعنوان ذاكرة جامعة حلب تناول التطور الذي شهدته الجامعة على مدى خمسين عاماً في مجالات البنية التحتية وإعداد الكوادر التدريسية وتأمين مستلزمات العملية التعليمية والبحثية.

قام الدكتور عقيل بتقديم درع الاحتفالية للسيد الرئيس بشار الأسد وتسلمها المهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء كما كُرم عدد من خريجي جامعة حلب منهم الدكتور محمود الأبرش رئيس مجلس الشعب والمهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء والدكتور ياسر حورية عضو القيادة القطرية رئيس مكتب التربية والطلائع والتعليم العالي القطري ووزراء المالية والتعليم العالي والسياحة والدولة لشؤون التنمية والإسكان والاقتصاد والتجارة والشؤون الاجتماعية والعمل والنفط والثروة المعدنية والإسكان والتعمير والدولة لشؤون المشاريع الحيوية ومحافظا حلب وحمص ورئيسا هيئة تخطيط الدولة ومجلس الدولة ورئيسا جامعتي الفرات والبعث وعدد من المسؤولين السابقين والحاليين.

بعد ذلك كرم المهندس عطري الدكتور محمد نزار عقيل رئيس جامعة حلب ثم افتتح وصحبه حديقة أصدقاء جامعة حلب التي تزيد مساحتها عن عشرة آلاف متر مربع بتكلفة تصل إلى نحو خمسة وعشرين مليون ليرة سورية وقاموا بزرع الأشجار في الحديقة.

حضر الاحتفالية الدكتور هيثم سطايحي عضو القيادة القطرية رئيس مكتب الثقافة والإعداد والإعلام القطري والسيدة شاهيناز فاكوش رئيسة مكتب المنظمات الشعبية القطري ووزير الصحة ورئيسا اتحادَي نقابات العمال وطلبة سورية وأمينا فرعَي الحزب في المدينة والجامعة والمفتي العام للجمهورية ومحافظ إدلب وعدد من أعضاء مجلس الشعب ورجال الدين الإسلامي والمسيحي وضيوف الاحتفالية الممثلين للجامعات العربية والأجنبية.

تضم جامعة حلب حالياً خمساً وعشرين كلية إضافة إلى التعليم المفتوح ويتبع لها عشرة معاهد تقنية وستة عشر مركزاً تعليمياً وقد أُحدثت في حلب عام 1946 كلية الهندسة وكانت آنذاك تتبع للجامعة السورية في دمشق وشكلت هذه الكلية النواة الأساسية لجامعة حلب التي يفصلنا عن أحداثها خمسون عاماً. وسوف يُعقد خلال هذه الاحتفالية التي تستمر حتى نهاية العام الحالي مائة وسبعة مؤتمرات علمية نُفذ منها حتى الآن ثلاثون مؤتمراً في مختلف المجالات العلمية والبحثية.

أُعد برنامج ترفيهي وسياحي للمشاركين في المؤتمر يتضمن إقامة مباريات رياضية وزيارة المدينة القديمة وقلعة سمعان الأثرية ومتحف الفسيفساء بالمعرة في ريف إدلب بالإضافة إلى زيارة كفرجنة وعامودة وإقامة حفل تراثي في قاعة العرش في قلعة حلب.



سانا

طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك