اختتام فعاليات مهرجان تمكين اللغة العربية في حلب

06 03

اختتمت مساء يوم الاثنين 1 آذار 2010 فعاليات احتفالية تمكين اللغة العربية في حلب والتي ابتدأت في الحادي والعشرين من شهر شباط وتضمنت ما يقارب الأربعين فعالية متنوعة توزعت على الأماكن والجهات المنظمة لها والأفراد المشاركين فيها إنما جمعها في نفس الوقت اهتمامها باللغة العربية.

بداية الاحتفالية كانت مع الافتتاح الرسمي الذي انطلق في مديرية الثقافة مساء يوم الأحد 21 شباط 2010 والذي تضمن افتتاح معرض الخط العربي بعنوان «جمالية الحرف وجمالية المعنى» وافتتاح معرضٍ للكتاب العربي إضافة إلى أمسية شعرية، وندوة عن اللغة العربية والإعلام، وكلمات تشيد بأهمية المناسبة.

بعد ذلك تتالت على مدار الأيام فعاليات المهرجان حيث تضمن ندوات شعرية، ومحاضرات فكرية، وأمسيات أدبية، إضافة إلى عرض لنشاطات الجهات المشاركة في الاحتفالية وما قامت به في مجال تمكين اللغة العربية والحفاظ عليها. والجهات المشاركة في الاحتفالية هي كل من: محافظة حلب، ومجلس مدينة حلب، ومديريات التربية والأوقاف والثقافة، واتحاد شبيبة الثورة، والاتحاد العام النسائي ومنظمة طلائع البعث، في حين توزعت أماكن هذه النشاطات على عدد من الأماكن المتنوعة ما بين مسارح مديرية الثقافية والمراكز الثقافية التابعة لها داخل مدينة حلب وفي الريف، إضافة إلى المكتبة الوقفية الموجودة في الجامع الأموي، وصالة الأسد، وصالة معاوية، ودار الكتب الوطنية.


الأستاذ محمد قجة رئيس جمعية العاديات بحلب

فعاليات عديدة متنوعة يقول عنها السيد محمد قجة رئيس جمعية العاديات بحلب، ورئيس لجنة تمكين اللغة العربية في المدينة بأن الهدف منها ليس عرض هذه النشاطات الثقافية والفنية أمام الناس بقدر ما هو الاحتفاظ بالذاكرة القومية وتعميق ثقافة اللغة العربية مضيفاً بأن سبب بدء الاحتفالية في يوم 21 شباط هو أن هذا اليوم هو اليوم الذي أقرته منظمة اليونسكو على أنه «يوم اللغة الأم» عالمياً مضيفاً بأنه في هذا اليوم تقيم كل دول العالم احتفالات تتعلق بتمكين لغاتها الأم ضمن مدنها ويضيف قائلاً: «الهدف من إقامة هذه المهرجان هو هدف استراتيجي متمثل في إعادة اللغة العربية لدورها الطبيعي كلغة ثقافة وعلوم في سورية، وأن تكون اللغة العربية لغة التعليم الأساسية في كل المدارس والجامعات. ونعني بعبارة "اللغة العربية" أي اللغة العربية الفصحى».

ويتابع قائلاً بأن مصطلح «اللغة العربية الفصحى» لا تعني فصحى التراث التي كان يستخدمها المتنبي وابن المقفع والجاحظ في كتاباتهم قديماً، إنما اللغة السهلة الميسرة الموجودة في الجرائد وعلى ألسنة مذيعي الأخبار في القنوات التلفزيونية السورية، مضيفاً بأنه يجري حالياً العمل ضمن مشروع تمكين اللغة العربية في مدينة حلب وفي القطر السوري بشكل عام على عدة محاور يعددها بالقول: «تعمل الحكومة السورية متمثلة بوزارة الإدارة المحلية على عدة محاور منها تعريب أسماء المحلات حيث قمنا في مدينة حلب بحصر المحلات التي تحمل أسماء أجنبية، وتوجيه تحذير لها والطلب منها تغيير أسمائها إلى اللغة العربية، كما أننا نقوم أيضاً بعدد من الدورات لموظفي الدواوين والمراسلات ومراجعة الاستمارات الموجودة فيها لإلغاء الأخطاء اللغوية وتمكين اللغة العربية الفصحى، كما أن هناك محوراً آخر يتعلق بالإعلان واللوحات الإعلانية. وهناك لجان خاصة بهذه المحاور تتفرع عنها لجان فرعية تهتم كل لجنة منها بجانب من هذه الجوانب المذكورة».

بدوره يقول مدير الثقافة بحلب السيد أحمد محسن بأن المديرية كان لها دور فاعل في دعم اللغة العربية الفصحى متمثلاً في اعتماد اللغة الفصحى على منابر ومسارح المديرية كلغة لا بديل عنها وكلغة أساسية كما يقول، مضيفاً بأن المديرية لا تسمح بأن يلقى على منابرها إلا اللغة العربية الفصحى سواء في الشعر أو قصة أو أمسية أدبية أو ندوة، ويتابع بالقول: «إن اللغة العربية تضم مخزوناً ثقافياً واسعاً، وتعبر بدورها عن حضارتنا وحاضرنا. كما أنها طيف واسع الإبداع وأداة التطور التي يستخدمها أبناء الأمة من المحيط إلى الخليج. لأجل ذلك حاولنا في المديرية تأمين كل ما يلزم لإنجاح هذه الاحتفالية عن طريق تقديم كل الدعم الممكن للجهات المشاركة في الاحتفالية من مستلزمات أو مسارح ومراكز وقاعات تتبع للمديرية أو المراكز الثقافية، كما قمنا بدورنا بعدد من النشاطات المتنوعة الموزعة ما بين محاضرات وندوات».


السيد محافظ حلب وإدارات المحافظة
يكرمون العاملين على تمكين اللغة العربية في المحافظة

اقرأ... وفي البدء كانت الكلمة
من جهته يقول المهندس علي أحمد منصورة محافظ حلب بأن هذه الاحتفالية يجب ألا تكون مجرد احتفالية بقدر ما يجب أن تتحول إلى واقع ملموس على الساحة، مضيفاً بأن هذه الأمر لن يتحقق إلا عن طريق القراءة والتي يراها السيد المحافظ قد تراجعت كثيراً في الآونة الأخيرة حيث يتابع بالقول: «كانت أول كلمة نزلت في القرآن الكريم على رسول الله محمد هي "اقرأ" ولم يخاطب الله رسوله بالسجود والصلاة بل قال له "اقرأ" لأنه الله يعلم بأن القراءة هي مفتاح الحضارة. أما في الإنجيل فمكتوب "في البدء كانت الكلمة" الأمر الذي يدل على أهمية الكلمة وبالتالي اللغة في الحضارة. هذه الاحتفالية جاءت ضمن منهج عمل لاستعادة دور اللغة العربية في سورية حيث قمنا لأجل هذا الغرض بتشكيل لجان فرعية على مستوى المحافظات للعمل على هذا الموضوع».

ويتابع السيد المحافظ قائلاً بأن على الناس التجاوب من خلال اعتمادها تسمية كل المحلات التجارية والأماكن بأسماء عربية، كما يضيف بالقول بأنه يجب تعليم الأطفال اللغة العربية الفصحى بدءاً من سن مبكرة مشدداً أن كلمة «العربية الفصحى» لا تعني فصحى التراث إنما اللغة السهلة التي يفهمها كل الناس داخل القطر السوري وحتى خارجه حيث أضحت هذه اللغة الرابط الوحيد لأبناء الوطن العربي تجمع ما فرقته السياسة.

وثم تم خلال حفل الاختتام إلقاء كلمات التأكيد على أهمية اللغة العربية، كما تم في الوقت نفسه عرض فقرة مسرحية لمنظمة طلائع البعث بعنوان «الوصية»، ومن ثم جرى تقديم فقرة غنائية بعنوان «لغتي» قدمها أطفال رياض الاتحاد العام النسائي، تلاها تكريم لعدد من الذين أسهموا في خدمة اللغة العربية، ومن ثم أمسية طربية قدمها الفنان عبد القادر أصلي وفرقة نغم الموسيقية بقيادة العازف عبد الحليم الحريري.

تكريم للغة، وليس لي
من المكرمين، التقينا في البداية الأستاذ محمود فاخوري ذي الباع الطويل في مجال دعم تدريس ونشر اللغة العربية والذي قال لنا: «أنا مسرور بهذا التكريم لا لأنني كرمت، بل لأن هذا التكريم هو تكريم لكل من عمل على تمكين اللغة العربية وإعزازها ونهضتها في كل مكان. أعمل أنا في مجال تمكين اللغة العربية منذ ما يزيد عن نصف قرن، وأعتبر أن عملي في هذا المجال هو رسالة أؤديها في خدمة اللغة العربية وعسى أن تكون جهودي في المحاضرات أو الدراسات أو المقالات التي تنشر أو المؤتمرات قد أثمرت. وإن جهودي هذه هي رديف لكل الجهود الأخرى التي تقام في سبيل إعلاء اللغة العربية أو تمكينها».

ويضيف بأن هذا التكريم هو حافز له على متابعة جهوده في هذا المجال ضمن رغبة في أن تغدو اللغة العربية سائدة في القطر السوري حيث يقول بأن سورية كانت رائدة في مجال إعلاء اللغة العربية من بين الأقطار الأخرى حيث يتابع قائلاً: «هناك العديد من الدول التي تقوم بتدريس المناهج الجامعية باللغات الإنكليزية أو الفرنسية، في حين كانت سورية السباقة والوحيدة التي درّست هذه المقررات باللغة العربية. هذا الأمر يحسدنا عليه الكثير من الدول الأخرى، وعسى أن تحذوا هذه الدول حذو سورية في الاهتمام باللغة العربية وجعلها لغة التعليم الأساسية لديها».

أما السيد عبد الكريم الأشتر أحد أعضاء اللجنة العليا لتمكين اللغة العربية في مدينة حلب، وأحد المكرمين في الأمسية فيقول بأن هذه التكريم هو تكريم للغة العربية قبل أن يكون تكريماً شخصياً له مضيفاً بأن اللغة العربية أصبحت الملاذ الأخير لنا للحفاظ على هويتنا ويضيف قائلا:ً «نحن في الوطن العربي للأسف نعاني من أميتين، الأمية الأولى هي أمية القراءة والكتابة حيث أن هناك الكثير من سكان الوطن العربي يجهل أساسيات القراءة والكتاب للأسف، والأمية الأخرى التي أتحدث عنها هنا هي أمية القراءة! للأسف فإن الوطن العربي لا يقرأ وعلينا نحن بدورنا تشجيع القراءة ضمن المنازل لما لها من أهمية، ويجب على لجان تمكين اللغة العربية المركزية وعبر المحافظات أن تعنى بموضوع غرس القراءة في نفوس الناس».

ما يزيد عن الأسبوع أمضاه سكان حلب في فعاليات ونشاطات تتحدث عن تمكين اللغة العربية وغرسها من جديد في نفوس الناس، ولكن يجب ألا ينحصر ذلك في أسبوع واحد، بل يجب أن يمتد ليشمل العام بأكمله خصوصاً بين جيل الشباب والذي بات مبتعداً عن لغته وغريباً عنها كما أكد معظم من شارك في تلك الفعاليات.


أحمد بيطار - حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

من مهرجان تمكين اللغة العربية في حلب

من مهرجان تمكين اللغة العربية في حلب

من مهرجان تمكين اللغة العربية في حلب

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق