فرقة تشيللي باند السورية في دار الأسد للثقافة والفنون : تحية من دمشق إلى هافانا

02 03

قدمت دار الأسد للثقافة والفنون عرضاً موسيقياً غنائياً راقصاً بعنوان «تحية من دمشق إلى هافانا» أحيتها فرقة تشيللي باند لموسيقى أمريكا اللاتينية من سورية بمشاركة فرقة إيكو سالسا السورية للرقص اللاتيني، وذلك على مسرح الدراما مساء الإثنين 1 آذار 2010.

وقبل أن ندخل إلى البرنامج سنعرف القارئ قليلاً على الموسيقى اللاتينية، حيث يستمتع سكان أمريكا اللاتينية بأنواع متعددة من الموسيقى، لذا فإن عزف الموسيقى الحية في الشوارع شائع في تلك المنطقة، كما أن أداء الموسيقى التقليدية، وموسيقى السود والموسيقى الأوروبية الكلاسيكية يجذب أعدادًا كبيرة متحمسة من الجماهير، كما أن لموسيقى الروك شعبية في أوساط أمريكا اللاتينية. يعود تاريخ موسيقى هنود أمريكا اللاتينية إلى عصر ما قبل الاستعمار، وقد قامت تلك الموسيقى بدور رئيسي في معظم احتفالات الهنود ومازالت محتفظة بأهميتها في المناطق التي تقطنها أعداد كبيرة منهم، وقد أدخل المستوطنون الأوروبيون أشكالاً من الموسيقى الأوروبية وكذلك الآلات الموسيقية إلى أمريكا اللاتينية، وتجمع موسيقى الميستوزو الألحان الهندية ممزوجة بالأنغام الأسبانية الحية، كما تعكس الموسيقى في جزر الهند الغربية ومناطق الشريط الساحلي الرئيسي تقاليد الموسيقى الإفريقية التي أدخلها الأرقاء السود الذين كانوا يعملون في المزارع الكبرى، ويمكن سماع الأنغام الإفريقية المعقدة في موسيقى الكاليبسو في ترينيداد وألحان السامبا والبوسانوفا في البرازيل.

يستخدم الموسيقيون في عزفهم لموسيقى أمريكا اللاتينية التقليدية اَلات موسيقية خاصة ومتنوعة، وتتضمن هذه الآلات: الطبول الخشبية والمعدنية (الكونغا والبونغز والتيمبالس)، الكوترو (الغيتار الخشبي ذي الأوتار الأربعة)، الماراكاس (أدوات إيقاع مصنوعة من نبات القرع الجاف)، والغييرو( آلة خشبية مجوفة من الداخل يتم العزف على الأخاديد المحفورة على جانبها بعصا صغيرة)، والكلافي ( قطعتان مستديرتان من الخشب الجاف)، بالإضافة للبيانو الذي يشكل الأرضية الأساسية لهذا النوع من الموسيقى وذلك من خلال الألحان المتكررة التي يعزفها بمصاحبة الغيتار والتي تلعبً دوراً إيقاعياً فعالاً مع الأصوات الفردية والأدوار المكتوبة، ويطلق على هذه الأرضية اسم مونتونو.


الدكتور محسن بلال وزير الإعلام
في مقدمة الحضور

وتسود آلات الفلوت والقيثارة التقليدية والأبواق النحاسية (الترومبيت، الترومبون، والساكسوفون) والكمان والدفوف الصغيرة معظم الموسيقى التقليدية. توجد في كثير من مدن أمريكا اللاتينية الكبيرة فرق موسيقية كبرى لعزف المعزوفات الموسيقية الكبرى وأخرى للمعزوفات الصغرى بالإضافة إلى الفرق الأوبرالية الكبرى. تعزف هذه الفرق أعمال المؤلفين الأوروبيين الكبار الكلاسيكية. وقد أثرت الألحان الكلاسيكية الأوروبية تأثيراً واضحاً على الموسيقى السيمفونية المحلية حتى القرن التاسع عشر، ثم بدأ عدد من مؤلفي الموسيقى اللاتين في التعبير عن تراثهم القومي في موسيقاهم. ففي بداية القرن العشرين بدأ عدد من المؤلفين الموسيقيين العالميين من أمثال هيكتور فيلالوبوس من البرازيل، وكارلوس شافيز من المكسيك، وروبين غونزاليس من كوبا في إدخال الميلوديات والألحان الشعبية في موسيقاهم، كما أدخلوا أيضًا بعض الأدوات الموسيقية التقليدية في عزف بعض أعمالهم الفنية.

للموسيقى في كوبا - دون أي شك - تأثير كبير في شخصية الكوبي، ويُقال إنه يتم التحدث في كوبا بطريقة غنائية، والمشي بطريقة راقصة، والحب يقوم ويزدهر على وقع كلمات أغنية. ومن الأعماق يظهر عشق الموسيقى عند الشعب الكوبي، ومن الداخل يصقله الانسجام والإيقاع والموهبة ويستطيع التقاط الحركات والالتواءات والنوتات الموسيقية، ويؤلف معجزة يحتويها المدرج الموسيقي. تنتشر الموسيقى في كوبا كالريح، لأنها ضرورة لسكانها كالهواء، والأنماط الموسيقية موجودة بوفرة نتيجة اختلاف أصول سكانها وتعدد ثقافاتهم المتوارثة من أراضي أجدادهم، وفي كوبا جوقات للموسيقى الشعبية تعد بالمئات، يغنوّن بنغمة يطلق عليها النغمة الشارعية، وجوقات للموسيقى للأكثر ثقافة، ويمكن أن تسمع من الجوقات الشعبية عزفاً على آلات تقليدية أو آلات وافدة مع السكان أو من صندوق بسيط، أو من منجل أو علبة معدنية، والسر في ذلك هو التداخل الثقافي الذي خلق خليطاً من الثقافات الموسيقية التي وجدت طريقها في بانوراما الجزيرة.


الأستاذ الموسيقي فيكتور بابينكو والسيدة عقيلته

وبالعودة إلى الحفلة، قدمت الفرقة مجموعة من القطع الآلية في البداية ومن ثم بعض القطع المغناة بصوتين هما للسورية نور عرقسوسي والكيني فيكتور مولي، وتعود هذه الأعمال إلى المؤلفين: إبراهيم فيمر من سنتياغو، آرتورو ساندوفال الكوبي أيضاً، تيتو بوينتي وهو أمريكي من أصل بورتوريكي، روبين غونزاليز من هافانا، والكوبي مونغو سانتا ماريا، وقدمت أيضا أغنية من كينيا، ولا بد من الإشارة إلى أداء المغنيين حيث صفق لهم الحضور الكبير طويلاً احتراماً لصوتيهما القويين والجميلين.

وشاركت في الحفلة فرقة إيكو سالسا بثلاث رقصات من السالسا والمامبو والباتشاتا وذلك على أنغام تشيللي باند بأدائها الرائع، والجدير ذكره بأن الفرقة الراقصة هي بإشراف المدرب الدكتور تيسير الساعاتي وهو أحد أهم مدربي الرقص اللاتيني بكافة أشكاله. بدأ الرقص منذ العام 2003 في الأردن، وأصبح بوقت قصير من أهم المدربين في المنطقة، له عدة مشاركات ضمن فعاليات مهرجانات الرقص اللاتيني التي تقام سنوياً حول العالم (قبرص، المملكة المتحدة، بلغاريا، سويسرا، الإمارات العربية المتحدة، لبنان).


إدريس مراد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

فرقة تشيللي باند وموسيقى أمريكا اللاتينية

فرقة تشيللي باند وموسيقى أمريكا اللاتينية

فرقة تشيللي باند في عرضها على مسرح الدراما

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق