بين الكتابة والصورة حضور فني مبدع خلاق

هذا الفن ليس مجانياً حال الفنِّ المعاصر

02/أيار/2008


لم تكن الغاية من معرض «بين الكتابة والصورة» تقديم بانوراما فنية تعكس درجة الإخاء الإسلامي المسيحي الذي هو موجود أصلاً ويتعايشه الناس طبيعياً من دون الإحساس به أو التطرق إليه، أو تقديم نماذج عنه، بل ارتأت الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية بالتعاون مع المديرية العامة للآثار والمتاحف ومكتبة الأسد الوطنية إقامة معرض يتم فيه تقديم نماذج من المخطوطات والأيقونات في سورية يمكن أن يكون لعرضها أهمية خاصة لدى المشتغلين في الفن عامة، ومن جهة ثانية تقدم للمتلقين والسياح صورة عن الفن السوري القديم.

وبناء عليه، افتُتح معرض «بين الكتابة والصورة» في قصر الحير في المتحف الوطني بدمشق في الثلاثين من أيار ويستمر حتى السابع عشر من حزيران2008.

قدم المعرض أكثر من ثلاث وعشرين مخطوطة إسلامية وخمس وعشرين أيقونة بوصفها نماذج فنية فريدة مبدعة وخلاقة حيث لا مكان للمجانية، وأشرف عليه الفنان التشكيلي الياس الزيات عضو مجلس الإدارة في الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية ومسؤول معارض الفن التشكيلي، وفي معرض الكتابة والصورة يقول «ما الكتابة حقيقة إلا زخارف صورة، والصورة رموز كتابية، وبالتالي مَن يرسم أيقونة يكتب أيقونة، فالكتابة تصوِّر فكرة عن طريق الكلمات التي هي صور والصورة تترجَم كتابة.

«إلا أن المعرض ركز على مجموعة من المخطوطات المكتوبة التي كما ذكرت هي صور زخرفية، وعلى الأيقونة، لكننا لم نبحث في موضوعيهما بل بحثنا عن الفن فيهما: الصفحات التي تقدم فناً، وحاولنا أن نجد علاقة بين الفنين المسيحي والإسلامي وأن نقول إن هاتين الحضارتين الإسلامية والمسيحية تلاقتا في سورية عبر العصور القديمة وتفاعلتا وأخذتا من بعضهما منذ الفتح الإسلامي حتى يومنا الحالي.

«الأهم من ذلك أن الفنين اشتغلا جنباً إلى جنب ضمن لواء الحضارة العربية التي أبدعت في العلم من مختلف صنوفه والتي نقلت علومها إلى أصقاع الكون، ومن هذه الحضارة الشمولية أخذنا انعكاسها في الفن وحاولنا استعراض التلاقي بين الحضارتين في الفن».

يضيف الزيات: «الأيقونة حاملة لتقنيات فنية هائلة، فالصورة لا يمكن أن تكون من دون تقنيات والزخرفة الإسلامية أيضاً تحتاج إلى فنان مبدع، فهذا الفن ليس مجانياً حال الفنِّ المعاصر، بل فن ملتزم بأسلوب لم يتغير من القرن التاسع حتى اليوم، والأيقونة أيضاً من بدايات الفترة المسيحية حتى اليوم تكاد تكون بالأسلوب ذاته.

بناء عليه نقدم في هذا المعرض نماذج تهمّ شريحة كبيرة من المشتغلين في الفن وجماليات الفن، وممن يريد من المتلقين الاستمتاع به أو الفائدة منه، وهناك إصدار رافق المعرض بغية إبقاء هذا الفن في متناول يد المتلقي وفي مكتبته».

يذكر أنه من المعارض الفنية التشكيلية النوعية التي عمل الزيات على تنظيمها معرض «إحياء الذاكرة التشكيلية»، وحالياً معرض «بين الكتابة الصورة».



رياض أحمد


اكتشف سورية


مواضيع ذات صلة
- عروض موسيقية ومسرحية تجوب شوارع عاصمة الثقافة العربية
- بيت السينما يستضيف سينما المؤلف في سورية
الاحتفال بالسينما والسينمائيين السوريين

- افتتاح المهرجان الصيني في دمشق بالعربية بغير ترجمة
العربي لا يغنّي بالصينية ولو لعب دوره راقص صيني


تعليقات القراء

المشاركة في التعليقات:

*اسمك:
الدولة:
بريدك الإلكتروني:
*تعليقك:

الحقول المشار إليها بـ (*) ضرورية

ضيف اكتشف سورية
أنطون مقدسي
أنطون مقدسي
حصاد عام 2008
حصاد عام 2008
دمشق القديمة
غاليري اكتشف سورية
غاليري اكتشف سورية
 

 


هذا الموقع برعاية
MTN Syria

بعض الحقوق محفوظة © اكتشف سورية 2008
Google وGoogle Maps وشعار Google هي علامات مسجلة لشركةGoogle
info@discover-syria.com

إعداد وتنفيذ الأوس للنشر
الأوس للنشر