كورال الحجرة في المعهد العالي للموسيقى وفرقة بيركومانيا: أغانٍ وأناشيد لأرييل راميريتز

12 02

قدَّم كورال الحجرة في المعهد العالي للموسيقى، بقيادة الخبير الروسي فيكتور بابينكو وبمرافقة فرقة بيركومانيا الإيقاعية السورية التي يقودها الموسيقي السوري سيمون مريش، حفلةً جميلة بعنوان «أمسية غنائية من الأرجنتين» على مسرح الأوبرا في دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق، وذلك مساء الأربعاء 10 شباط 2010.

خُصِّص الحفل لأعمال الموسيقي الأرجنتيني أرييل راميريتز، الذي وُلد عام 1921 في مدينة سانتا فيه في الأرجنتين، وبدأ بدراسة العزف على البيانو منذ صغره في مدينته، ثم انتقل إلى مدينة كوردوبا ليتم فيها دراسته الثانوية، وهناك التقى بالشاعر والمغني الشعبي الأرجنتيني الكبير آتاخوالبا يوبانكوي، والذي كان له دور رئيس في توجيهه وتشجيعه نحو الاهتمام بالموسيقى الشعبية الأرجنتينية. في التاسعة عشر من عمره، حصل على وظيفة معلم مدرسة في منطقة الجبال (الشمالية الشرقية)، وكانت هذه الفرصة الأهم حيث شكَّلت نقطة الانطلاق لعمله اللاحق في مجال الموسيقى الشعبية. فقد أمضى ثلاث سنوات متنقلاً بين القرى السهلية والجبلية الأرجنتينية يجمع ويدوّن ويبحث في جذور الموسيقى والإيقاعات التقليدية لأميركا الجنوبية.


كورال الحجرة يقدم أرييل راميريتز على مسرح الأوبرا

وفي سن الثانية والعشرين، عاد راميريتز لدراسة الموسيقى بشكل أكاديمي في الكونسيرفاتوار الوطني في بوينس إيريس، ثم سافر إلى إسبانيا لدراسة الموسيقى الكلاسيكية في الكونسيرفاتوار الوطني في مدريد ومن هناك انتقل إلى روما ثم إلى فيينا ليستكمل دراسته في التأليف الموسيقي. وبعد رجوعه إلى الأرجنتين عام 1954، عاد لدراسة وتدوين وتوزيع ونشر الأغاني الشعبية والفلكلورية الأنديزية والأرجنتينية، ضمن «مجموعة أرييل راميريتز للفلكلور»، كما كتب العديد من الدراسات والمؤلفات الآلية للبيانو والغيتار على الألحان والأشكال الإيقاعية للموسيقى الأرجنتينية التقليدية. يعد راميريتز اليوم الموسيقار الأكثر شعبية في الأرجنتين إن لم يكن في القارة الأميركية الجنوبية بأكملها، حيث تُعد أعماله الغنائية الأكثر تداولاً وشيوعاً وخاصة بعد أن قام عدد من المغنين العالميين بغنائها وتسجيلها، أمثال بلاسيدو دومينغو، خوسيه كاريراس، خوسيه كورا. اليوم، يشغل راميريتز منصب رئيس جمعية المؤلفين والملحنين في الأرجنتين.

بدأت الأمسية بمجموعة «القداس الشعبي» التي تضمنت خمس أغانٍ، هي: «كيريالايسون» (يا رب ارحم) بإيقاع بطيء من الأنديز، «المجدلية» (المجد لله في العلى) بإيقاع سريع من الشمال الغربي، «قانون الإيمان» بإيقاع سريع من الشمال الأوسط، «قدوس» بإيقاع بوليفي، «حمل الله» بإيقاع من البامباس في جنوب الأرجنتين، بأداء صولو للمغني السوري جوزيف طرطريان.


فرقة بيركومانيا تشارك في العرض
ففي العام 1964، الذي يُعتبر الأهم في حياة راميريتز الموسيقية، أقرّ المجمع الفاتيكاني الثاني بالسماح باستخدام الموسيقى المحلية والقومية للشعوب في تلحين القداس الإلهي وغنائه بلغاتها لدى هذه الشعوب، فسارع راميريتز إلى وضع «القداس الشعبي» ليغنى من قبل تينور وكورال مختلط، بألحان وإيقاعات شعبية، وبمرافقة رئيسية من فرقة إيقاعية تقليدية أرجنتينية، ومغنى بلغة إسبانية، الأمر الذي أدى إلى انتشاره بشكل كبير في الدول الناطقة بهذه اللغة، وإلى تحوله إلى عمل عالمي بعد تسابق شركات الإنتاج إلى تسجيله بأصوات أهم المغنين مثل كاريراس.

أما العمل الثاني في الحفلة فكان عنوانه «الميلاد لنا» (عيد الميلاد المجيد)، وتضمّن ست أغانٍ هي: «البشارة»، «رحلة الحج»، «الميلاد»، «الرعاة»، «الملوك الثلاثة»، «الرحلة إلى مصر». وكان غناء صولو لكل من المغني السوري سعيد الخوري والمغنية السورية لونا محمد. تروي هذه المجموعةُ قصةَ ميلاد السيد المسيح بشكل مشهدي متسلسل من بشارة العذراء إلى الرحلة إلى مصر. وضع راميريتز في هذا العمل خلاصة تجربته ودراسته للموسيقى الكلاسيكية في أوروبا، فقد اعتمد في هذا العمل على إدخال الهارموني الكلاسيكي على الألحان الشعبية الأرجنتينية وتركيبها على الإيقاعات التقليدية، مستخدماً لذلك الكورال بشكله الكلاسيكي الأوروبي، وكما هو الحال في «الميسا كريولا» فقد وضع راميريتز لكل مشهد أو حركة من الحركات الست للكانتاتا إيقاعاً مختلفاً من مختلف مناطق الأرجنتين.


إدريس مراد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

قائد الفرقة الوطنية السيمفونية السورية ميساك باغبودريان يحضر العرض

كورال الحجرة التابع للمعهد العالي للموسيقى وفرقة بيركومانيا يقدمان موسيقى أرييل راميريتز على مسرح الأوبرا في دار الأسد للثقافة والفنون

فيكتور بابينكو وسيمون مريش يتقدمان العرض

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق