يامن يوسف في غاليري قزح: تناقض الإنسان كشريك يحمل أكثر من وجه

11 شباط 2010

لا مفرّ من هذا الجسد الذي يحمل في ثنايا تفاصيله قصةَ حياة، شوقاً وعناقاً، حريةً وقيداً، هروباً وخوفاً، وأملاً لغد أفضل. فمن خلاله نقرأ مفرداتنا الغرائبية عن تناقضات مستترة في دواخلنا تخرج من حين لآخر، معلنة وبكل وضوح عن هذا الكم الكبير الذي تختزله عوالمنا الداخلية، لذا سيبقى هذا الجسد الشغل الشاغل للنحات والذي يجسد في تفاصيل أجساده المنحوتة مرآة للجسد الآخر، مرآة لنا.

ففي المعرض الفردي الأول للنحات الشاب يامن يوسف، والذي أُقيم في غاليري قزح يوم الجمعة 5 شباط 2010، كنا أمام 21 عملاً فنياً توزع بين 16 عملاً من البرونز و5 أعمال من الخشب، حاكى يامن من خلالها رؤيتَه الخاصة عبر أعمال اتسمت بمساحات كبيرة من البوح الصريح.


النحات يامن يوسف

لقد كان يامن يوسف، الذي تخرج من كلية الفنون الجميلة عام 2005 من قسم النحت، أمام تحدِّيه الأول في فضاء غاليري قزح وسط دمشق القديمة، وبحضور عدد من الفنانين الشباب والمهتمين بهذا الفن العتيق.

تميّزت الأعمال البرونزية بصغر حجمها، وإن كانت تحمل في تفاصيلها المشغولة بعناية
فنان دلالاتٍ كبيرةً تختزل حلماً مبتغى لفضاءات أكثر رحابة واتساعاً، فكان الجناح رمزاً لها ووسيلة للتحليق. وفي عمل آخر كانت الوسيلةُ شريكَ حياة، يأخذنا من بين أذرعنا لفضاء أجمل. في عمل آخر، ربما يكون هذا الشريكُ القيدَ الذي لا مفر منه. وفي هذا يضعنا النحّات أمام تناقض الإنسان كشريك يحمل أكثر من وجه وأكثر من دلالة، وخاصة بوجود عمل فني جميل ثنائي الوجه ذي خامة خشبية. وفي عمل آخر، يؤكد يوسف على هذا التناقض من خلال عمل برونزي ذي حجم صغير، وكأن الرأس قد انشطر لنصفَين.

أما الأعمال الخشبية فقد تميَّزت بحجوم أكبر، ومنها عملٌ فني لجسد أنثى متقن الصنع، نقطع معه مسافة طويلة بين تعب الجسد الذي تآكل قسم منه وبين نظرةٍ حالمة لأفق بعيد مستريحة من جسد اهترأ من تعب الحياة.

لا بدّ أن تجربةَ يامن يوسف مميزةٌ، يبدأ معها مشوارَه الإبداعي مستعيناً بدراسته الأكاديمية وتراكم خبرته، وبإصراره على العمل المستمر سيكون له مساحته الخاصة على خريطة الفن التشكيلي، وهذا ما نتمناه.


مازن عباس

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من أعمال الفنان يامن يوسف

من أعمال الفنان يامن يوسف

من أعمال الفنان يامن يوسف

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق