رواد التشكيل السوري في صالة إيبلا
معرض الذاكرة والوفاء

24/كانون الثاني/2010

افتتح مساء الأربعاء 13 كانون الثاني 2010 معرض يضم مجموعة من الأسماء التشكيلية التي تنتمي لجيل الرواد وذلك في صالة إيبلا التي يديرها الفنان السوري ممدوح قشلان.

«اكتشف سورية» تابع افتتاح المعرض والتقى الفنان ممدوح قشلان واستمع منه إلى حديث مطول عن هؤلاء الفنانين الذين عايشهم، حيث كانت البداية مع السؤال التالي:

ماذا قصدتم بعنوان معرضكم( الذاكرة والوفاء) ولماذا اخترتم هذه الأسماء العشرة من جيل الرواد فقط؟
الذاكرة التشكيلية السورية تدين لهؤلاء الفنانين، وما نفعله ليس إلا عربون وفاء وتقدير لهؤلاء الكبار الذين أسسوا للفن التشكيلي في سورية، وهذا المعرض هو التاسع الذي يأتي تحت هذه التسمية حيث حرصنا في المعارض السابقة على تقديم أسماء مختلفة في كل مرة للتعريف بهذه الأسماء الكبيرة، أكان لجهة الأساليب والتوجهات التي عملوا عليها أو لجهة الأفكار والمواضيع التي كانوا يطرحونها.

يهمني أن أسمع منك تعريفاً بهذه الأسماء التي تعرضها اليوم، فهل نبدأ بالفنان برهان كركوتلي؟

برهان كركوتلي: برهان من الفنانين الذين خدموا القضية العربية في أوروبا وقد عاش 40 سنة في ألمانيا وطرح في لوحاته القضية الفلسطينية كشعب يتعرض لمأساة يومية. وقد تميز أسلوبه الغرافيكي بالرسم المباشر التعبير، وكان برهان يطبع الكثير من الصور عن أعماله ما أسهم في انتشارها، وفي مرحلة متأخرة من عمره أي في السنوات العشر الأخيرة، عمل كحكواتي في شرقي في أوروبا مستمداً هذه الحكايا من قصص ألف ليلة وليلة، إضافة لمخزونه من الأساطير التي يعرفها، ثم كان بعد أن ينهي برنامجه الحكائي يعرض بعض أعماله للبيع فتلاقي إقبالاً منقطع النظير.

ميشيل كرشة: هو من أوائل الفنانين السوريين، وقد درس الفن في فرنسا منذ بدايات القرن العشرين وعاصر الأساليب والاتجاهات التي كانت سائدة آنذاك، لكنه بقي محافظاً على الانطباعية وإن أخذ منها ما يناسب شرقيته وثقافته اللونية. رسم دمشق القديمة والجامع الأموي في دمشق مظهراً ببراعة جماليات رسومه.

خير الدين الأيوبي: كان فناناً عصامياً وقد نمّى خبراته الفنية بذاته، وكان إلى جانب الرسم أديباً له العديد من القصص والمسرحيات، ورغم إعاقته المزدوجة في يديه ورجله إلا أنه رسم الطبيعة الصامتة بلغة بصرية دقيقة ورهيفة، هذا بالإضافة الى دمشق القديمة التي أخلص لها والمناظر الطبيعية.

زهير صبان: درس زهير في الإسكندرية في مصر وزامل كبار فناني مصر كالأخوين سيف بالإضافة إلى فنان إيطالي كان يرسم الكنائس، وقد حصل على الكثير من الخبرات، رسم الصبان المناظر الطبيعية والاجتماعية والطبيعة الصامتة.

زهير التل: كان فناناً واعداً لو أتيح له العمر، فقد درس الفن دراسة أكاديمية دقيقة وهذا يظهر من خلال أعماله التي عرضها في حياته، فقد عرض لوحات جدارية من الحجوم الكبيرة جداً، كان له خصوصيته اللونية والتعبيرية واهتم بالمواضيع الاجتماعية والتاريخية.

عبد الوهاب أبو السعود: هو من المؤسسين الأوائل، وقد درس في فرنسا، ورسم الطبيعة الدمشقية واستوحى من البطولات العربية كطارق بن زياد وغيره مواضيع لوحاته، وكان ممثلاً بارعاً، حاول نشر ثقافة التمثيل، وكان قد درس الفن في فرنسا على حسابه الخاص.

عبد العزيز نشواتي: لقد كان أستاذي ودرسني في الصف الأول الابتدائي وأذكر أنه علمنا الأكل بالشوكة والسكين، لقد كان زميلاً لميشيل كرشة وأخذ عنه حب الرسم، فقد كانا يذهبان للرسم في الطبيعة، وإضافة لرسمه الطبيعة فقد رسم البورتريه والطبيعة الصامتة.

عدنان الرفاعي: لقد كان تلميذاً لأدهم إسماعيل هو ومروان قصاب باشي وغيرهم، وقد اتجه بداية إلى الرسم ثم إلى النحت، وقد أوفد إلى ايطاليا ثم فرنسا، كان أسلوبه في الرسم مميزاً فقد رسم بشكل واقعي وتعبيري ولا يزال أسلوبه حتى اليوم يعتبر معاصراً، ومن أعماله النحتية تمثال زكي الأرسوزي وهو موجود في حديقة المزرعة بدمشق، ورغم أنه أصيب بالشلل في سنواته الأخيرة إلا أنه استمر في النحت ونفذ الكثير من الأعمال النحتية الصغيرة.

فاتح المدرس: رغم أن الفنان فاتح المدرس لا يحتاج إلى تعريف، إلا إنه يمكن القول بشكل مختصر عن فاتح بأنه كان يميل إلى رسم الطبيعة السورية والتشكيلات الإنسانية التي تعود إلى الإنسان السوري مركزاً فيها على التعبير المعنوي بلغة لونية متميزة.

محمود حماد: لقد كان الفنان محمود حماد قاموس الفن السوري وذلك لاتساع ثقافته بمختلف مجالات الفنون، وعندما ذهبنا للدراسة في إيطاليا كنا اتفقنا أن لا نضيع دقيقة واحدة من وقتنا إلا في الدراسة. محمود حماد كان عميد كلية الفنون لمدة 11 سنة وقد اتجه في أعماله إلى التعبير عن الواقع الاجتماعي وخصوصاً في الريف السوري في حوران وبصياغات تقنية عصرية، ثم اتجه بعد ذلك إلى التجريد والخط العربي.


عمار حسن
اكتشف سورية

طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك