تكريم الفنانة الكبيرة منى واصف على مسرح الحمراء بدمشق

30 12

«الله يسامحكن» هكذا بدأت الكبيرة منى واصف حديثها، أمام حشد كبير من السوريين خلال تكريمها من قبل مديرية المسارح والموسيقى في وزارة الثقافة في حفل خاص تحت عنوان «تحية إلى منى واصف»، وذلك على خشبة مسرح الحمراء بدمشق مساء الاثنين 28 كانون الأول 2009، احتفاء بتقليدها وسام الاستحقاق من الدرجة الممتازة.

لقد بكت منى واصف فرحاً حين قرأت في عيون الحاضرين صدق الوفاء، ومحبة من قلوب السوريين خرجت وفي قلبها سكنت، إذ لم تسعهم مقاعد مسرح الحمراء، فوقفوا على كل الدروب المتاحة في المسرح وخارج فضاء المسرح، وقد فاق عدد الحضور كل التوقعات المحتملة، ولم تستطع أجهزة التكييف استيعاب هذه الأعداد، ولكن من سيأبه لنقص الأوكسجين ما دامت المُكرّمة منى واصف، والتي نختزل باسمها تاريخ الدراما السورية، فهي بحق بوابة النجاح لأي عمل درامي تشارك به، حتى ولو كان هذا الدور معدود الدقائق.



كالملكة دخلت مسرح الحمراء، وكالشمس أشرق نورها، وبدأ الحفل بصغيرات بأعمار الورود، بضعة فتيات وقفن، وعن أحلامهن تحدثن، فمنهن من كانت تريد أن تكون الطبيبة والسبّاحة، ولكن إحداهن قالت عندما أكبر أريد أن أكون منى واصف، عندها بدأ السرد القصصي لتاريخ هذه الفنانة الكبيرة، فمن المسرح إلى صرختها التي دونها التاريخ في مسلسل أسعد الوراق في الدراما التلفزيونية، إلى قصص حنا مينه التي زينت السينما السورية، ونهاية بدورها «أم جوزيف» المرأة التي قاتلت الفرنساوي في مسلسل باب الحارة الجزء الرابع.


تطل فنانتنا المحبوبة يارا صبري والفنان حسام عيد عبر شاشة سينمائية وضعت في عمق خشبة المسرح، كي يسطرا شهادة بأخلاق منى واصف، وليسردا لنا رياحين الصدق والتواضع الذي نشرته منى واصف أينما حلت وليختزلا منى واصف بأنها حقيقية وأن الفنان الحقيقي قبل أي شيء هو إنسان محب لوطنه وأهله.



ونعود مع الفنانة مي سكاف إلى عام 1981، فبأداء ملفت وقوي ومتقن، جسدت الفنانة سكاف الدور الذي لعبته منى واصف في مسرحية «حرم سعادة الوزير»، حيث مثلت مي سكاف الدور فأبدعت وأبهرت كل الحضور، وأولهم منى واصف التي وقفت لتحية الفنانة مي سكاف.



ومما ميز حفل التكريم في مسرح الحمراء مشاركة جوقة قوس قزح بقيادة الفنان حسام الدين بريمو. عبر أدائهم الرائع لأغنية «يلبقلك شك الألماس»، فقد حاكى هذا الأداء الأوبرالي روح الفنانة الكبيرة منى واصف، كما اختزل هذا الأداء المتقن الحب الذي نكنه للفنانة الكبيرة.



هذا وقد ألقى الدكتور رياض نعسان آغا كلمته والتي عبر فيها عن قوة الفن والدراما السورية التي دخلت كل بيت في العالم العربي وبجهود القائمين عليها وخص الفنانة القديرة منى واصف بالتهنئة على ريادتها أينما حلت.



وفي نهاية الحفل أطلت الكبيرة منى واصف على خشبة مسرح الحمراء وكما أشرنا سابقاً بقولها «الله يسامحكن» لتسرد لنا علاقتها بالمكان الذي نشأت فيه – شارع العابد- بدمشق، والذي يتوسط مسرح الحمراء ومسرح القباني، فتذكر مسرحية تاجر البندقية مع مخرج العمل الدكتور رفيق الصبان التي قدمتها في نفس هذا المكان على خشبة مسرح الحمراء.

لقد أتى هذا التكريم ليقول لمنى واصف في هذا الشأن: أنك عدت بعد 28 عام لنفس المكان مُقلدة بوسام الاستحقاق من الدرجة الممتازة وبمكرمة من السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد الذي ناب عن الشعب السوري بأكمله بتكريمك هذا، وبهذا التكريم تكونين أول امرأة وفنانة سورية تُقلّد بهذا الوسام الرفيع.


ولن ننسى كلمتك الشهيرة في نهاية حديثك: «لقد دخلت قصر الشعب وعمري 67 عاماً وخرجت منه وعمري سبعة سنين»، وهنا السؤال لك أيتها الكبيرة: أي فرح ملأ قلبك حتى قلت هذا القول البليغ؟.



من جانبه تحدث الفنان المبدع نضال سيجري لـ «اكتشف سورية» معلقاً على هذا الحدث الرائع: «عندما نكرم فنانين بحجم منى واصف، رفيق سبيعي، صباح فخري، دريد لحام، وسهيل عرفة فهو تكريم للمواطن السوري الذي يؤمن بهذا البلد، وهو دليل على العلاقة الإنسانية التي تجمع ما بين القيادة والمواطن، وبالتالي يليق لهؤلاء الفنانين هذا التاج من الغار، وهو تكريم لكل الفنانين السوريين بدون استثناء».



وعن أثر هذا التكريم قال الفنان المسرحي زكي كورديللو: «هذا التكريم هو لكل فنان سوري والسيدة منى واصف أفصحت بالكثير عن هذا الموضوع عندما قالت إنه حلم الطفولة وتحقق الآن، وهذا التكريم هو دليل الاحترام والتقدير الذي يكنه الجمهور والهيئات الحكومية وخاصة السيد رئيس الجمهورية لهذا الفن، إن الجمهور الذي كان معنا اليوم هو جمهور عادي محب وصادق في محبته هذه للفنان السوري وخاصة الفنانة منى واصف، وكما رأيت لم يستوعب مسرح الحمراء كل هذا الحضور».



.

مازن عباس

اكتشف سورية

الجمهور يحيي السيدة منى واصف أثناء دخولها قاعة مسرح الحمراء	الفنانة الكبيرة منى واصف تحيي الجمهور السوري على خشبة مسرح الحمراء	الفنانة الكبيرة منى واصف يبدو عليها التأثر أمام محبة الجمهور لها ولفنها

بقية الصور..