الكتاب أولاً: ندوة بمناسبة اليوم العالمي للكتاب

26 04

الدكتور عبد النبي اصطيف: الرتابة في حياتنا تكاد تقتل كل إبداع فينا

بمناسبة اليوم العالمي للكتاب أقام المركز الثقافي العربي العدوي ندوة تحت عنوان «الكتاب أولاً» شارك فيها كل من الدكتور عبد النبي اصطيف مدير الهيئة العامة للكتاب والأستاذ نصر الدين البحرة وذلك في الثاني والعشرين من نيسان 2008.
تحدث الأستاذ نصر الدين البحرة عن تجربته الشخصية مع الكتاب قراءة وتأليفاً، ثم قدم بعض الأمثلة والمقارنات بين واقع الكتاب في سورية منتصف خمسينات القرن الماضي عندما كان عدد سكانها لا يتجاوز مليوني نسمة وواقع الكتاب اليوم وعدد سكانها يبلغ العشرين مليون تقريباً.
أما الدكتور عبد النبي اصطيف فتناول الكتاب واقعاً وأزمة فيجد أن القرآن الكريم كان محفزاً على ظهور مجموعة من العلوم ومركزاً رئيساً للكثير من مظاهر إنتاج المعرفة أو عملياتها في الأمة العربية والإسلامية، وهنالك الكثير من العلوم التي تمحورت حوله، وبدايةً جُمعت اللغة العربية لجمعه وشرحه وتفسيره وبعد ذلك جاء الكتاب الأول لسيباويه.
«لقد تحدث المستشرق الأنكلو أمريكي هاملتون ديفيد عن أقوام وشعوب انطوت تحت مظلة الإسلام وفُتنت بالعربية، فنسيت لغتها واتخذت العربية لسان صدق وكتبت وألفت بها، ومثال ذلك الفرس في القرن الرابع الهجري وهم من عُرفوا بالباع الطويل في الأدب والثقافة وكانوا يؤلفون شعرهم بالعربية».
يتابع الدكتور اصطيف «أستغرب من أولئك الذين يتحدثون عن أزمة الكتاب والقراءة في عصرنا الراهن، وقد قلتها مراراً وتكراراً في الكثير من المناسبات إن أمة اقرأ لا تقرأ ليس لأنها فعلياً لا تحب القراءة، بل لأننا لا نقدم لها ما يستحق القراءة ودليل ذلك أن العرب المعاصرين يقرؤون كتب التراث وكثيرٌ من دور النشر المعاصرة تعيش على ما تنشره من كتب التراث والكتبِ المترجمة بينما الكتب المؤلفة بالقياس إلى هذين النوعين محدودة جداً.
«للأسف كتُبنا ومقالاتنا مكررة والرتابة في حياتنا تكاد تقتل كل إبداع فينا، لذلك لا نشعر بمتعة القراءة وهجَرنا الكتاب لأن ما يقدَّم لنا من كتب لا يستهوينا ولا يلفت أنظارنا.
«لو نظرنا إلى ربع القرن الأخير إذ الإنترنت وثورة الاتصالات ومحركات البحث والأصوات التي خرجت بتراجع دور الكتاب أمامها، أجد ذلك وهماً، لأنهم في أوروبا على الرغم من وجود الإنترنت وتقنيات التسلية المتعددة، إلا أنك تجد العديد من متاجر الكتاب الذي يلازمهم فهو مصدر متعتهم وفائدتهم وذلك ما نفتقده اليوم».
أشار الدكتور اصطيف إلى أن ما أصدرته بريطانيا التي لا يتجاوز عدد سكانها خمسة وخمسين مليوناً عام 2006 يقارب مائتي ألف كتاب مقارنة بألف نسخة هي إصدار الهيئة العامة للكتاب في العام ذاته.
يؤكد الدكتور اصطيف أنه «علينا جعل الكتاب مركز معرفتنا وجعل القراءة عادة يومية، وأن نغرس مبدأ مهماً في الحياة بأن الإنسان يكتب بعد أن يقرأ وعندما يريد أن يكتب ينبغي أن يضيف معرفة تغني، وبغير ذلك لن نستطيع أن نعيد للكتاب مكانته ومركزيته في حياتنا».


اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق