فريدة لاشايي تعرض في غاليري رفيا

07 10

الدكتور مُصدق وأشخاص آخرون... غابت تفاصيلهم في الألوان، أو ظهرت بحركات وتفاصيل رشيقة يمكن من خلالها تأويل الحالة الفنية التي تقدمها الفنانة الإيرانية فريدة لاشايي من خلال معرضها المقام في صالة رفيا للفنون التشكيلية.

تعمل الفنانة الإيرانية على خلق انطباعٍ مجردٍ للمناظر الرمزية التي تظهر في أعمالها، والتي يمكن من خلالها تمييز طابعٍ وأسلوبٍ متين يميز الأعمال الفنية التي تقدمها لاشايي، والتي تظهر من خلالها رؤية مميزة لصاحبتها في العمل الفني.
وربما كان اختيار فريدة لاشايي لصورة الدكتور محمد مصدق هو من أهم ميزات معرضها هذا، وهنا تقول فريدة لاشايي في تصريح لا كتشف سوريا: «اختيار صورة الدكتور محمد مصدق كمادة للعمل الفني لم يأت مصادفة، بل لأن مصدق من أبرز الشخصيات السياسية في إيران القرن العشرين، ولأنه أحد القوميين المتحمسين الذين تخلدت مكانتهم في التاريخ الإيراني بعد تأميمه لموارد النفط الإيرانية عند توليه رئاسة الوزراء عام 1951 ، ولهذا نحي مصدق عن منصبه بعد انقلاب خطط له الغرب عام 1953.»


لوحة غداء على العشب للفنان إدوارد مانييه

ضمن مجموعة الأعمال المتعددة التي تقدمها لاشايي في معرضها تبرز لوحة أخرى بعنوان «غداء في حديقة ملت» وهي مأخوذة عن لوحة غداء على العشب للفنان إدوارد مانييه، والتي تعتبر واحدة من اللوحات الزيتية التي أثارت جدلاًً هائلاًً عندما رسمها «مانييه» عام 1963 كونها تصور امرأة عارية تماماً تتناول الغداء بين رجلين، فيما تتحول هذه اللوحة عند لاشايي إلى صورة لثلاثة أشخاص يجلسون بصورة مطابقة لتنول الغداء، إلا أنهم إيرانيون والمرأة التي كانت عارية سابقاً ترتدي ملابسها الآن.

لوحة غداء حديقة ملت لفريدة لاشايي

وفي حديثها عن هذه اللوحة تقول لاشايي: «في هذا العمل حاولت التعبير عن الميول الجنسية الشديدة التي تسود في المجتمع ليس الإيراني فحسب إنما الشرقي بشكل عام، إضافة لما تتمتع به هذه المجتمعات من تناقض في تطبيق القوانين والمعايير الأخلاقية بين الرجال والنساء. بالنسبة لي فإن ما حاولت قوله في عملي هذا هو مشهد يومي يتكرر في حياتنا كشرقيين تتعرض من خلاله المرأة للاضطهاد وازدواجية المعايير الأخلاقية في التعاطي معها على عكس الذكور الذين يتمتعون غالباً بالصلاحيات المطلقة».

من أجواء معرض فريدة لاشايي
في غاليري رافيا

أما من حيث المواد والتقنيات المستخدمة في معرضها تقول لاشايي: «معظم الأعمال الفنية التي قدمتها أنجزت بالألوان الزيتية والإكريليك إضافة إلى أن هناك أعمال أنجزتها بالزيتي والإكريليك والحبر، وحاولت أن أعطي غنى لونياً في اللوحات ربما هذا الغنى هو ما يميز أسلوب عملي منذ البداية وحتى اليوم إضافة إلى النزعة التعبيرية التجريدية التي أخرج الشكل النهائي للوحتي من خلالها، هذه الأساليب في العمل أراها المعبر الأفضل عما أريد الوصول إليه في العمل الفني المنجز».

من جهته الأستاذ مروان اسليم يقول عن أعمال لاشايي: «استطاعت فريدة لاشايي أن تلامس الإحساس الداخلي بعجائنها اللونية المميزة، وقد لفتتني لوحة مصدق ففيها ربط رائع بين الحدث التاريخي والحدث الفني، واستطاعت لاشايي من خلاله توظيف موهبتها في بلورة موقف من الحدث، وكل هذا مر بسلاسة فنية رائعة من خلال حركات رشيقة على وجه القماش».

بدوره الصحفي عامر مطر يقول: «أعمال لاشايي رائعة تستحق التوقف عندها مطولاً، واسترعت انتباهي المقاربة مع لوحة إدوارد مانييه، ففيها من الدلالة ما يوصل إلى الحقيقة أو النتيجة التي تريد لاشايي أن تقولها لنا، وهي استطاعت عبر لوحة الغداء ولوحة مصدق أن تظهر موقفاً من العادات والتقاليد والأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ليس في إيران فحسب إنما في أغلب دول المنطقة».

يشار إلى أن فريدة لاشايي، مولودة في إيران عام 1944 ، وهي خريجة أكاديمية الفنون الجميلة في فيينا وتمارس التصوير الزيتي منذ أواخر الستينات في القرن الماضي، كما أنها درست الأدب الألماني في فرانكفورت قبل التحاقها بأكاديمية الفنون الجميلة، وفي عام 2003 نشرت روايتها الوحيدة بعنوان«جاء ابن آوى» وهي تروي قصة ثلاثة أجيال من النسوة مناهضة للواقع الاجتماعي السياسي في إيران ولها مجموعة من المعارض الفردية في إيران وأوروبا والولايات المتحدة.


.


عمر الأسعد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق