ورشة العمل الفني التشكيلي في خان أسعد باشا

2009/07/10

براعم سورية من ذوي الاحتياجات الخاصة يشيعون جواً من الفرح والأمل

جو من الفرح والأمل يلف المكان، فبرغم سحر المكان وعراقته كان ليل أمس أكثر بريقاً وأكثر اتساعاً، إنه خان أسعد باشا العظم في قلب دمشق، وأما سر هذا الفرح فهو براعم من أطفال سورية من ذوي الاحتياجات الخاصة، كان الاهتمام والحب تربتهم الخصبة، وكانت الأيادي التي تصافحهم تسعى لتستمد من أياديهم القوة والإرادة.

فبعد ثلاثة أيام من ورشة العمل الفني التشكيلي التي أقامتها مديرية الفنون الجميلة بإشراف الفنان نبيل السمان كان الافتتاح ليل أمس 4 تشرين الأول 2009.

«اكتشف سورية» تابع على مدار ثلاثة أيام أعمال هؤلاء الناشئة، وعاد بهذا الحوارات والصور.

الآنسة زبيدة حديد من مديرية الفنون الجميلة بدأت الحديث معنا قائلة: «إن الاهتمام بهذه الشريحة من المجتمع ومن ذوي الاحتياجات الخاصة هو دعم لفئة نؤمن أنها قادرة على فعل المستحيل، فئة قادرة على إدخال السعادة والطمأنينة لدواخلنا. لذا فإن هذا المعرض هو مساهمة صغيرة لدعم انخراطهم في المجتمع، والأخذ بيدهم، من خلاله نسلط الضوء على مواهب وقدرات أطفالنا من ذوي الاحتياجات الخاصة، وعبر أعمالهم الفنية نرى كم هم قادرون على خلق حالة جمالية خاصة. لقد بدء المشروع بورشة عمل لمدة ثلاثة أيام وبإشراف من الفنان نبيل السمان، واليوم تتوج ورشة العمل هذه بإقامة هذا المعرض الفني والذي يضم إضافة لنتاج الورشة بعض الأعمال الفنية التي زودتنا بها كافة المراكز التي تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة».

من جانبه قال الفنان التشكيلي نبيل السمان لـ «اكتشف سورية»: «هذه المرة الأولى التي أعمل فيها مع أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن خلال تجربتي معهم تعرفت على عوالمهم الداخلية المكتملة، وأنا من الرافضين لكلمة معوق جملة وتفصيلاً، فهم كغيرهم من الأطفال لديهم أحلامهم وتطلعاتهم لمستقبل واعد ومشرق. الرسم لغة تعبيرية محببة للطفل، ومن خلالها يعبر عن ما يختلجه من مشاعر وأحاسيس صادقة، لذا وجب علينا أن نعيرهم الاهتمام الكبير، ويجب أن نتفق على أتباع أسلوب صحيح في تعاملنا مع هؤلاء الأطفال، لأنهم سيعطوننا بقدر ما نقدم لهم من رعاية واهتمام. في ورشة العمل، قدمنا لهم مواضيع محددة لكي يقوموا برسمها، ولم نتدخل في طريقة عمل هؤلاء الأطفال، فلكل منهم رؤيته الخاصة في التعامل مع الشكل واللون».

من جانبها قالت الآنسة إسعاف الجرد في حديثها مع «اكتشف سورية»: «أنا مدّرسة لمادة التربية الفنية في مدرسة الأمل للمعاقين حركياً ونساهم في المدرسة بشكل كبير في تعزيز ثقافة الطلاب لدينا وذلك لإيماننا بمقدرتهم على الإبداع والنجاح. يوجد مسرح داخلي في مدرستنا وفي نهاية كل عام نقوم بتقديم حفل يشمل مقاطع تمثيلية وغناء، كما نقيم بشكل دائم معارض الرسم والأعمال اليدوية داخل المدرسة لتعزيز الجانب الفني لديهم. هذه الفعالية تساهم في تعزيز ثقة الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة بأنفسهم وبمقدرتهم على النجاح إذا توفرت لهم الشروط الموضوعية لنجاحهم، فهم جزء هام من مجتمعنا وبقليل من الاهتمام نستطيع أن نُخرج منهم عباقرة في مجالات مختلفة. وكمثال على ذلك فقد تخرجت من مدرستنا الطالبة دعاء بسطاطي، وقد كانت من الطالبات المتفوقات وهي الآن طالبة في كلية الفنون الجميلة سنة ثانية، مع العلم أنها لا تملك أطرافاً علوية فهي تستخدم أطرافها السفلية في عملية الرسم والإبداع».


جانب من الحضور

من جهتها قالت السيدة أناهيدا طنطا من معهد الصم والبكم في دمشق: «إن لهذه الفعاليات دورها المهم في إشراك أطفالنا من ذوي الاحتياجات الخاصة في عملية بناء المجتمع الصحيح، وتجعلهم أكثر انفتاحاً واندماجاً مع مجتمعهم المحلي. لذلك نسعى من خلال معهد الصم والبكم إلى دعم هؤلاء الأطفال بالمعرفة والعلم، ليؤسسوا لمستقبل أكثر اتزاناً، إضافة لجانب الترفيه الذي يساعدهم على اكتشاف أبعاد أخرى للحياة من خلال الرسم والموسيقى. وقد نجح الكثير منهم في إثبات وجوده من خلال المثابرة على العلم فكان منهم الجامعي والمهني والفنان».

وقد قامت السيدة أناهيدا طنطا مشكورة بمساعدتنا في الحوار مع بعض الطالبات من معهد الصم والبكم، ومنهم الطالبة هدى محمد والطالبة ملاك حكواتي من الصف العاشر حيث عبّرتا عن سعادتهما الكبيرة بتواجد هذا الكم الكبير من الحضور ووسائل الإعلام.

كما التقينا الطالب محمد وسيم شيخ البساتنة من الصف العاشر في مدرسة الأمل للمعاقين جسدياً والذي قال: «أدرس في مدرسة الأمل للمعاقين جسدياً، حيث يوجد كادر كبير من الأساتذة المختصين في تعاملهم معنا، ونمارس في المدرسة كافة النشاطات التعليمية والترفيهية، إلى أن عرضوا علينا المشاركة في هذا المعرض الفني وهي مبادرة جميلة ومشجعة، وصدقاً أشعر بسعادة عارمة خاصة بوجود أصدقاء لي من المدرسة».

من جهتها قالت الطالبة رشا فرفور - بكالوريا أدبي- من مدرسة الأمل للمعاقين جسدياً: «لقد شاركت العام الماضي بمعرض الرسم في داخل المدرسة وهذه هي مشاركتي الثانية في مجال الرسم. إنها تجربة جديدة وجميلة بأن يكون كل هذا الكم الكبير من الطلاب تحت سقف واحد، لقد شاهدت جميع الرسومات وكلها جميلة لذا سأشارك في العام القادم في هذا المعرض. أشارك في المعرض بـ 4 لوحات مع العلم أني لا أرسم إلا بحالات معينة فالرسم بالنسبة لي باب آخر للبوح بأشياء كثيرة».

من جانبه قال الطالب بدر الهجامي من الصف الثامن من مدرسة الأمل للمعوقين جسدياً: «هذه مشاركتي الأولى في معرض جماعي للرسم، أشعر بسعادة عارمة لوجود أصدقائي وأساتذتي في هذا المكان. لقد أحببت خان أسعد باشا فهو مبنى مميز ولم أشاهد مبنى بجماله من قبل. يوجد شيء مشترك في ما بيننا وهي الإعاقة الجسدية ولكنها لا تقف في وجه سعادتنا خاصة بوجود هذه الرعاية والاهتمام من قبل الجميع».

مازن عباس

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

شعار معرض أمل الغد

الفنان التشكيلي نبيل السمان

الفنان التشكيلي نبيل السمان مع طلاب الورشة

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق