أمسيات الخريف تنطلق من قلعة حلب وخزانها الأيوبي

06 10

على عمق 19 متراً تحت سطح أرض قلعة حلب، أقيمت حفلة موسيقية كباكورة لبرنامج حفلات «أمسيات الخريف الموسيقية» والذي هو تحية من مدينة حلب إلى بقية المدن السورية، وذلك ضمن الخزان الأيوبي أحد أحدث المكتشفات الموجودة داخل قلعة حلب، وذلك مساء يوم الجمعة الواقع في 2 تشرين الأول 2009. وقد تضمنت الحفلة أداء مقطوعات موسيقية كلاسيكية غربية لعدد من لمؤلفين الموسيقيين العالميين من قبل فرقة «كوميداس» لموسيقى الحجرة إضافة إلى مشاركة كل من: السيد أشرف كاتب على آلة الكمان، والسيدة لودميلا أراباتاليان – هاكينيان كمؤدية سوبرانو، وأخيراً العازفة الليتوانية رامونه نيرسه على آلة البيانو.

كان في قيادة فرقة كوميداس لموسيقى الحجرة السيد وانيس مبيض، حيث قدمت الفرقة عدداً من المعزوفات المميزة، وعن ذلك قال السيد وانيس مبيض لـ «اكتشف سورية»: «عدد أفراد الفرقة المشاركين في الأمسية اليوم هم 24 فرداً يشكلون كامل تعداد الفرقة، ولدينا اليوم برنامج موسيقي يضم عدداً من المقطوعات الموسيقية لمؤلفين موسيقيين معروفين مثل فيفالدي ويوهان باخ وهاندل إضافة إلى العازف كوميداس المؤلف الموسيقي الأرمني الشهير».

وتابع السيد مبيض بأن هذه الأمسية تعبر أصدق تعبير عن مفهوم «موسيقى الحجرة» حيث تتوضع الفرقة في وسط الجمهور بدون أجهزة صوت وعلى مسافة قريبة للغاية منهم، كما بين أن الفرقة مؤلفة من عازفين هواة محبين للموسيقى يتدربون تحت رعاية «الجمعية الخيرية العمومية الأرمنية» في محاولة لإحياء مفهوم موسيقى الحجرة من جديد وإعادة الموسيقى الكلاسيكية لأسماع سكان مدينة حلب.

ومع فرقة «كوميداس» لموسيقى الحجرة، كانت هناك مشاركة للعازف السوري الأصل والمقيم حاليا في ألمانيا السيد أشرف كاتب صاحب الإنجازات الكبيرة في مجال العزف على آلة الكمان والذي تحدث لـ «اكتشف سورية» عن مشاركته في هذه الأمسية قائلاً: «أنا حالياً موجود في حلب من أجل المشاركة في مهرجان "أمسيات الخريف" الذي يقام انطلاقاً من مدينة حلب وصولاً إلى عدد من المدن السورية كتحية من هذه المدينة العريقة لتلك المدن. وأثناء وجودي هنا للتحضير لهذه الأمسيات، عرض علي الأستاذ عدلي القدسي رئيس جمعية "أصدقاء قلعة حلب" فكرة إقامة حفلة في الخزان الأيوبي لتعريف الناس بهذا المكان من جهة، ومن جهة أخرى للتعريف ببرنامج الأمسيات، ولكي تكون بمثابة حفل إطلاق لها من جهة أخرى. وقمنا بالتنسيق مع فرقة كوميداس لموسيقى الحجرة لاختيار معزوفات نقدمها هنا بشكل مشترك، والتي كانت من مؤلفات الموسيقي الشهير يوهان سيباستيان باخ».


من أجواء الحفل

وأضاف السيد أشرف بأن حفلات أمسيات الخريف ستبدأ مع حفلة في مدينة حمص في الثالث من هذا الشهر، تليها حفلة في طرطوس في السادس من تشرين الأول، ومن ثم حفلة ثالثة في اللاذقية بعد ذلك بيوم، ليعود إلى مدينة حلب في الثامن من الشهر نفسه لإقامة أمسية موسيقية فيها، ومن ثم تختتم الحفلات في دير الزور في التاسع من الشهر الجاري بحفلة أخيرة وأكمل قائلاً: «قررنا أن تكون هذه الحفلات تحية من مدينة حلب إلى باقي المدن السورية، وستحتوي على مقطوعات ومؤلفات لمؤلفين موسيقيين عرب وأجانب».

وتابع السيد أشرف بأن فكرة هذه الأمسيات هي عبارة عن بذرة صغيرة يتمنى أن تكبر لتصبح ظاهرة موسيقية مستمرة تشابه تلك التي تجري في الدول الأوروبية، بحيث يتم استضافة عازفين عالميين فيها وتقام بشكل منتظم، وختم بالقول: «ستشاركني في هذه الأمسيات العازفة الليتوانية رامونه نيرسه والتي تعزف معي منذ ست سنوات وشاركتني في عدد من الحفلات التي أقمتها حول العالم. وهي عازفة على البيانو ونالت العديد من الجوائز العالمية في هذا المجال».

وكان من الجهات الداعمة لهذه الحفلة ومشروع الأمسيات بشكل عام، مشروع «مدينتنا» والذي هو اختصار لعبارة «إستراتيجية تنمية مدينة حلب للعام 2025» والذي تحدث عنه السيد محمود رمضان مدير المشروع وأحد حضور الحفل:« «ليست هذه بأولى الحفلات التي أحضرها ضمن هذا المكان، إنما لهذا المكان ما يميزه على اعتبار أن التواجد فيه ذا طبيعة مؤلفة من شقين، الأولى متعلقة بالحفلة التي تقام فيه والأداء الذي يتم داخل جدرانه، والثانية هي المغامرة التي تعيشها أثناء وصولك لهذا المكان. تعتبر هذه السلسلة من الحفلات مقامة ضمن جهود برنامج "مدينتنا" والذي يسعى لنشر مفهوم أسلوب إدارة المدن بطريقة تنموية لدى كل الأطراف الأمر الذي قد يتحقق في جزء منه مع هذه السلسلة من الحفلات».

وبكلمات مختصرة، يعرف السيد محمود رمضان مشروع «مدينتنا» بأن «الهدف من هذا المشروع هو تطوير المدينة ثقافياً واجتماعياً ومن كافة النواحي إضافة إلى عملية تنمية المجتمع الحلبي وتطوير مستقبل المدينة، وهذا المشروع يقوم بتمويله كل من مجلس المدينة والبنك الدولي وتحالف المدن. مشروع "مدينتنا" ليس مملوكاً لأحد حيث هو ملك لجميع سكان مدينة حلب ولغاية واحدة هي تطوير هذه المدينة».


من أجواء الحفل

وأضاف السيد رمضان بأن المشروع سيتضمن في جزء منه صندوقاً خاصاً بتنمية الجوانب الفنية والثقافية في المراحل المستقبلية حيث ختم بالقول: «سنسعى خلال الفترة القادمة لإعادة حلب لمكانتها السابقة كعاصمة للحركة الفنية والثقافية في المنطقة كما سنعيد لها أمجادها كمدينة ذات موروث حضاري كبير».

أما عن الخزان الأيوبي فيقول السيد عدلي القدسي رئيس جمعية «أصدقاء قلعة حلب»: «الخزان الأيوبي هو خزان خاص بتجميع مياه الأمطار تم تشييده خلال الفترة الأيوبي، كان خلال الفترة الماضية في وضع سيء ومزرٍ الأمر الذي أدى إلى قيامنا بعملية ترميم له اشترك فيها كل من مؤسسة الآغا خان ومحافظة حلب وعدد من الجهات الأخرى ليخرج بالحالة المميزة التي هو عليها الآن، وليتحول إلى مكان يستضيف أنشطة موسيقية وفنية غربية أو شرقية الطابع. يقع هذه الخزان في وسط قلعة حلب على عمق 19 متراً عن سطحها، وقد انتهت عمليات الترميم فيه أواخر العام الماضي».

وقد شهد الخزان الأيوبي خلال الفترة الماضية إقامة عدد من الحفلات منها ما كان أيضاً للمطربين عمر سرميني وعبود بشير إضافة إلى أمسية أقيمت على هامش الأيام الثقافية السويسرية والتي شارك فيها كل من برنارد جلال الدين فايس على آلة القانون والمنشد الحلبي المعروف الشيخ أحمد حبوش.

يذكر بأن سلسلة الحفلات هذه تتم كمبادرة من مدينة حلب ممثلة بمجلس المدينة ومحافظة ومديرية المدينة القديمة ومشروع "مدينتنا" مع وضعه تحت مظلة وزارة الإدارة المحلية.


حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

حفل موسيقي في الخزان الأيوبي بقلعة حلب

حفل موسيقي في الخزان الأيوبي بقلعة حلب

حفل موسيقي في الخزان الأيوبي بقلعة حلب

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق