معرض تكريميّ للفنانَين الراحلين قتيبة الشهابي وعبد الكريم الأنصاري

22 04

التقنيات الرقمية لم تلغِ آلات التصوير التقليدية

أقام نادي التصوير الضوئي في المركز الثقافي العربي أبو رمانة معرضاً تكريمياً للفنانين الراحلين قتيبة الشهابي وعبد الكريم الأنصاري في العشرين من نيسان 2008 بمشاركة أربعين فناناً تصويرياً قدموا ما يبلغ خمسين لوحة تمثل مختلف أنحاء الثقافة المعمارية والحضارية والأوابد في دمشق.
يعتبر الفنانان الراحلان قتيبة الشهابي وعبد الكريم الأنصاري من الفنانين الإثني عشر المؤسسين لنادي التصوير الضوئي في سورية سنة 1979 والأعمالُ المقدمة لهما بالأبيض والأسود ترجع إلى خمسة وعشرين عاماً مضت وتتحدث عن البيئة الدمشقية ودمشقَ بوصفها مدينة ومعظمُ الأعمال الأخرى تناولت الحِرف المهنية والأسواق الشعبية الدمشقية والحارات والبيوت والمآذن وكلَّ ما له علاقة بالأصالة الشامية.
من الفنانين المشاركين علي البرازي، وعادل عودة، وعبد السلام السلام، ومحمود جعفري، وفؤاد عبد ربه، ووسيم فريط، وحسن الأشقر، ومنير الشعار وجلال شيخو.

عن المعرض التكريمي يقول الفنان عبد السلام «يقام هذا المعرض الإستعادي في الذكرى الأربعين لرحيل الفنانَين واللوحات التي قُدمت لهما بالأبيض والأسود ليس فيها أي تجديد بل كما قدمها الفنانان منذ خمسة وعشرين عاماً، ومما تجدر الإشارة إليه هو أن المعرض امتداد لسلسة معارض يقيمها النادي في المحافظات السورية، فمنذ حوالي الأسبوع كنا نعرض في خان أسعد باشا وبالتوقيت ذاته هناك عرض في الحسكة والرقة والامتدادُ سيكون إلى باقي المحافظات».
كيف ينظر فنان التصوير الضوئي إلى آلة التصوير التقليدية التي تحولت إلى قطعة متحفية وفلكلور تقني وسيطرت آلات التصوير الرقمية على استحواذ كل العاملين في هذا المجال واهتمامهم لما تمتلكه من طاقات تقنية وفنية، وفي ذلك يجد الفنان علي البرازي: «مع أن آلة التصوير الرقمية اليوم تعطي صورة جميلة إلا أنها تفتقد إلى الحس والدفء الذي نجده في حميمية العلاقة بين المصور وعدسة آلته التقليدية، ومن جهة ثانية إلى ذاك الحس والعاطفة الإنسانية في اللقطة والصورة ككل.
«من جانب آخر، الفرق بينهما واضح من حيث أن المصور عندما يستخدم آلة التصوير التقليدية يضع ثقافته وإمكانياته الفنية في هذه الصورة، أما آلة التصوير الرقمية فهي التي تقوم مقام الإنسان وتكون العاطفة فيها جامدة».
من جانب قلة معارض التصوير الضوئي، وإلى أي حد تُعتبر الصورة الفوتوغرافية اليوم فناً، والتقنية الرقمية هي من يبدع قياساً بالفن التشكيلي الذي يتدخل خيال الفنان وحسه الإنساني بكامل تعقيداته وشذوذه وتحليقه في إبداعه. يقول الباحث والناقد الفني بشير زهدي «برأيي كل عمل فني له مقومات جمالياته سواء كان نحتياً أو زيتياً أو ضوئياً وتفضيل فن على آخر أمر مرتبط بمسألة الأذواق، لكن المنطق يقول أنه وراء كل عمل فني جهدٌ إنساني يختلف من فنان إلى آخر وبقدَر ما يكون الإنسان صادقاً في إبداعه يكون العمل الفني جذاباً ومهماً. وبناء على ما أسلفته وجدت أن هذا المعرض لا يقل أهمية عن الفن التشكيلي فهناك جهد إنساني لروائع فنية أرّخت لشيء له علاقة بالتراث الدمشقي عامة».


رياض أحمد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق