المتحف الوطني السوري واحد من أهم عشرة متاحف في العالم

24 09

صحيفة ديلي ميل البريطانية تضم المتحف الوطني في سورية إلى قائمتها لأهم متاحف العالم

نشر الموقع الإلكتروني لصحيفة الديلي ميل البريطانية http://www.dailymail.co.uk تقريراً تتحدث فيه كاتبته سارة غوردون «Sarah Gordon» عن أهم المتاحف في العالم، وقامت الكاتبة بانتقاء عشرة متاحف اعتبرتها الأفضل على مستوى العالم، ويظهر المتحف الوطني في سورية كواحد من هذه المتاحف المنتقاة لما له من أهمية في عرض عدد وافر من كنوز الحضارة الإنسانية. ولأهمية هذا التقرير، ارتأى «اكتشف سورية» ترجمته للغة العربية مع بعض التصرف.

وعن هذا تقول الصحيفة البريطانية: «إن زيارة المتاحف هي أقرب ما تكون إلى القيام برحلة عبر الزمن. فداخل جدران هذه المتاحف وحدها يمكننا اقتفاء أثر تاريخ الحضارة والاطلاع على كيفية تطورها وعملها. وعلى ما يبدو فإن كل مدينة أو قرية في هذا العالم قامت بطريقة أو بأخرى بتوثيق ماضيها، ولكن للحقيقة، فإن عدداً قليلاً من المتاحف اكتسب شهرة جعلت منه مقصداً لملايين الزوار الذين يتدفقون من أنحاء العالم لمشاهدة معروضاتها المتنوعة.

وقد توصل فريق السفر لدى الديلي ميل -بعد نقاش طويل- إلى اختيار لائحة بأفضل متاحف العالم، والتي يجب على كل شخص أن يزورها لمرة واحدة في حياته على الأقل».

وفيما يلي عرض لهذه المتاحف وفق ترتيب الصحيفة البريطانية:

المتحف البريطاني، لندن:

تقدم مجموعة التحف والقطع الفنية والأثرية الموجودة في هذا المتحف دروساً متكاملة في التاريخ. ولا توجد مجموعة أخرى مماثلة لتلك التي يحتويها المتحف البريطاني في هذا المجال. وهكذا نجد في المتحف آثار الحضارات القديمة بمجملها بدءاً من حضارات أمريكا اللاتينية إلى حضارة الفرس القديمة واليونان القدماء، وقد تم إحياء هذه الحضارات في هذا المكان المميز، حيث نرى عدداً كبيراً من أهم آثاريي العالم يأتون إلى هذا المتحف من بقاع العالم البعيدة لدراسة ما يحتويه من مقتنيات ثمينة. ولعل أشهر هذه المقتنيات حجر رشيد «The Rosetta Stone» (الذي كشف أسرار الكتابة الهيروغليفية)، ومنحوتات البارثينون الرخامية الإغريقية « The Elgin Marbles» ومومياء كاتيبت «The Mummy of Katebet» والتي تأتي على الدوام بأفواج من الزوار الجدد، سواء من المختصين أو من الزوار العاديين.

المتحف المصري، القاهرة:
تعتبر كنوز الأمير الشاب توت عنخ آمون، بما فيها قناعه الذهبي، واحدة من أكثر المعروضات شهرة في المتحف المصري. ويضم بناء المتحف الضخم أعظم مجموعات الآثار الخاصة بالحضارة المصرية في العالم. حيث تجذب روعة كنوز توت عنخ آمون العديد من الزوار لمشاهدة الكنوز الرائعة التي كانت مدفونة معه على مدى قرون عدة. ويحتوي المتحف أيضاً على مجموعات من الكنوز المهمة التي دأب حكام مصر القدماء على أخذها معهم إلى قبورهم، كما يضم العديد من المنحوتات الدينية والمعروضات الجنائزية التي يمكن من خلالها فهم علوم ومعتقدات المصريين القدماء التي مكنتهم ودفعتهم إلى تحنيط أجساد الموتى واكتشاف معنى الأغراض التي كانت توضع مع المومياء في قبرها. ولا يمكن أن ننسى روعة تمثالي الإله آمون والإلهة موت بعد أن تمكن العلماء من ترميمهما مؤخراً مما يضيف روعة إلى المعروضات الموجودة أصلاً.

متحف الكابيتول، روما:

تم تأسيس متحف الكابيتول في روما عام 1471 بعدما تبرع البابا سيكستوس الثالث بمجموعة من التماثيل البرونزية ذات القيمة الرمزية العالية لشعب روما. وبسبب جذورها القديمة اعتبرت هذه المجموعة من التماثيل المجموعة الفنية العامة الأقدم في العالم. وقد ارتبط قيام متحف الكابيتول بعامل آخر ألا وهو بناء ساحة بيزا ديل كامبيدوجليو «Pizza del Campidoglio» فوق تلة الكابيتول الشهيرة في روما، حيث ضمت هذه الساحة متحف الأعمال الأثرية الذي صممه النحات الشهير مايكل أنجلو. ويضم المتحف أهم الأعمال الكلاسيكية للحضارة الرومانية، مع كل ما توفر من التماثيل البرونزية والحجرية والمشاهد الدينية بالإضافة إلى مجوهرات الحكام والقياصرة، النقود والقطع الفنية الأثرية التي تعود إلى مراحل مختلفة من الحضارة الرومانية. ومن هذه الآثار المهمة: تمثال الإمبراطور ماركوس أوريليوس وهو يمتطي حصانه، والتمثال البرونزي الشهير للذئبة وهي ترضع رومولوس وريموس ونصب الميدوسا.

متحف الأكروبوليس، أثينا:

تلقى متحف الأكروبوليس الذي تم افتتاحه مؤخراً الكثير من المدح والإشادة نظراً لتصميمه الحديث والمبتكر ومعروضاته التي أصبح من السهل الوصول إليها بعد التجديد. وقد تم افتتاح هذا المتحف بحلته الجديدة وبنائه المستقبلي الطابع على سفح الأكروبوليس الشهير في أثينا. ويضم المتحف الصقيل الواجهة الحديث البناء حوالي 4000 قطعة معروضة وفق ترتيب تاريخي يسهل فهم تطور الحضارة اليونانية. ولا يعطي المتحف الحديث – بطريقة بنائه – متعة مشاهدة الأكروبوليس أثناء التجول بين المعروضات فحسب، بل يمكّن الزائر من رؤية أعمال التنقيب الجارية تحته من خلال أرضيته الشفافة الرائعة.

المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي، نيويورك:

يحتوي البناء المؤلف من أربع طوابق على 46 قاعة عرض مليئة بمجموعات من المعروضات الحيوانية سواء منها البرية أو البحرية، والتي تم الحصول عليها من مختلف أنحاء العالم. ومن أهم تلك المعروضات وأكثرها إثارة للدهشة، نموذج الحوت الأزرق الذي يبلغ طوله 94 قدماً، والمعلق في قاعة «الحياة في المحيط»، وكذلك الهيكل العظمي للتيرانوساروس ريكس (من أنواع الديناصورات) والمصنوع كلياً من البقايا الحقيقية المتحجرة لهذا الكائن قبل التاريخي. وتبقي مجموعة من المعارض الضخمة المتحف على صلة بأحدث الأبحاث العملية في مجال علم المستحاثات والأحافير وعلوم الحيوان، مما يشجع الأطفال والبالغين – على حد سواء – في زيارته مراراً وتكراراً. أما أكثر المعارض شعبية في متحف التاريخ الطبيعي هذا فهو معرض «تاريخ الإنسان» وذلك بسبب قدرته الواسعة على عرض تاريخ الإنسان بطرق عرض متطورة منها سينما IMAX وغير ذلك من التقنيات المتقدمة، كما تقدم قاعة «الأصول البشرية» أكثر الدلائل شمولية حول تطور الجنس البشري. ولا ينسى الزائر زيارة صالة «مركز الوردة Rose Centre» بسبب روعة بنائها وارتفاع سقفها الذي يزيد عن ارتفاع محطة الغراند سنترال.

المتحف الوطني لعلم الإنسان، مكسيكو سيتي:
إن كل من يزور المتحف الوطني لعلم الإنسان في مكسيكو سوف يشعر بالارتباك لتعدد ما يقدمه هذا المتحف من حضارات المكسيك القديمة، كما أن التاريخ الطويل الذي يعنى به المتحف سوف يحتاج من المرء إلى أن يقوم برحلة كي يتمكن من رؤية جميع معروضاته. ويتألف المتحف من 25 قاعة عرض وفقاً للمناطق ذات الثقافة المختلفة، وقد بنيت هذه القاعات حول فناء مفتوح، حيث يعتبر هذا المتحف واحداً من أكثر متاحف الآثار في العالم روعة وسحراً. ويجعل هذا التصميم المفتوح – بعكس التصميم الكلاسيكي المعتاد والمعتم لمتاحف المدن – من التجول في أنحائه متعة لا توصف. ونجد ضمن قاعات المتحف مجموعات من الحجارة المقوسة، التماثيل والنسج المنوعة، والتي تقدم فكرة عن معتقدات وسلوك الشعوب القديمة التي عاشت على تلك الأرض، كشعب المايا والأزتيك، والزابوتيك، بالإضافة إلى العديد من الحضارات القديمة التي وجدت على أرض المكسيك قبل الغزو الأوروبي لها. ومن أجمل معروضات هذا المتحف، حجر الشمس الذي يعود لحضارة الأزتيك، ويبلغ وزن الحجر المصنوع من لوح بازلتي حوالي 25 طناً، وتصف النقوش المرسومة عليه حياة شعب الأزتيك، وقد تم اكتشاف هذا الحجر مدفوناً تحت الساحة الرئيسية في مكسيكو، ويعد واحداً من أكثر معروضات المتحف جلباً للزوار. وبالإضافة إلى هذا الحجر نجد معروضات أخرى مثيرة للاهتمام، مثل النسخة المطابقة لغطاء الرأس المكسو بالريش والخاص بحاكم الأزتيك موكتيزوما، وكذلك القبر الذي يعود لحاكم شعب المايا من القرن الثامن والمدعو باكال. ويقع المتحف في منتزه تشابولتيبيك «Chapultepec Park» ضمن طبيعة جميلة، حيث يستطيع زواره التنقل بينه وبين حديقة الحيوانات المجاورة، كما تحيط به عدة بحيرات، مما يجعل من زيارته أمراً لا ينسى.

معهد سميثونيان، واشنطن:

إن معهد سميثونيان هو أكثر من مجرد متحف، بل يعتبر واحداً من أكبر منظمات المتاحف ومعاهد الأبحاث في العالم، ويتألف من 17 متحفاً بالإضافة إلى حديقة وطنية للحيوانات في واشنطن، مع الإشارة إلى ارتباطه مع اثنين من المتاحف في نيويورك. إن هذه التشكيلة الواسعة من المتاحف تعد ضمانة لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الزوار، سواء أكان منها المتحف الهندي-الأمريكي، أو متحف الهواء والفضاء، أو متحف مجتمع أناكوستيا باهتماماته المتعلقة بتوثيق الثقافة الأفرو-أمريكية. كما تضم المجموعة المتحف الوطني للتاريخ الأمريكي الذي يقود زواره في رحلة عبر تاريخ العلم والتكنولوجيا والمجتمع والثقافة في الولايات المتحدة الأمريكية، مما يجعل منه نقطة بدء رائعة لزوار الولايات المتحدة الأجانب. ويتم التنقل بين أبنية مجموعة المتاحف هذه من خلال عربات نقل خاصة، أو يمكن القيام بهذه الجولة داخل مركز المعلومات الخاص بالمعهد والذي يشبه قلعة تاريخية مهيبة، حيث يقوم هذا المركز بمساعدة الزوار الذين لا يسعفهم وقتهم للتجول في جميع المتاحف، ويريدون أن يشاهدوا أقصى ما يستطيعون مشاهدته خلال وقت زيارتهم. وللترويح عن النفس بعد جولة من العيار الثقيل في المتاحف المتخصصة، يمكن زيارة حديقة الحيوانات التي تضم أكثر من 400 نوع من الحيوانات المختلفة.

المتحف الأسترالي، سيدني:

يعتبر المتحف الأسترالي في سيدني أقدم متحف في أستراليا وتم بناؤه على أنقاض منزل أول حاكم عام لأستراليا، الحاكم فيليب. وكان منزل الحاكم قد بني عام 1788 وتم استخدامه من قبل علماء الآثار في ثمانينيات القرن العشرين. ويستطيع الزوار من خلال هذا المتحف استعراض مدينة سيدني، سواء في عصرها الاستعماري، أو في تاريخها المعاصر، عبر مجموعة من المعروضات التي تغطي أكثر من 25 غرفة أثرية من خلال الصور والمشاهد البانورامية للمدينة اعتباراً من عام 1788 إلى وقتنا الحالي. وتم عرض هذه الوثائق التاريخية الهامة إلى جانب عدد من معروضات التاريخ الطبيعي الرائعة كالحشرات، الديناصورات، المعادن، والطيور. كما يقدم المتحف معرضاً لمخلوقات أستراليا المميتة والذي يعتبر أكثر معارض المتحف اكتظاظاً بالزوار.

متحف الحضارات الآسيوية، سنغافورة:

يعتبر هذا المتحف المتحفَ الأول في المنطقة والذي يعرض تشكيلة واسعة متعددة الوجوه من ثقافات وحضارات شرق القارة الآسيوية. ويعتبر هذا المتحف من المعالم التي لا يجب أن تفوت أي زائر لسنغافورة. يقع المتحف في بناء إمبريس بلاس «Empress Place» والذي كان يستخدم كمقر للحكومة الاستعمارية البريطانية فيما مضى، ويتمتع بإطلالة ساحرة على مصب نهر سنغافورة. لكن سرعان ما سينسى الزوار إطلالة المتحف عند التجول بين معروضاته الرائعة التي تحكي قصة آسيا لعدة آلاف من السنين، بدءاً من معبد الخمير الكمبوديين، وصولاً إلى السيراميك الصيني والبرونز القادم من جنوب الهند. كما يحكي معرض نهر سنغافورة قصة هذا النهر الهام الذي يعتبر مصدراً طبيعياً للطاقة والصحة لمركز التجارة العالمي هذا. ومن أهم معروضات المتحف مجموعة من البورسلين القادم من ديهوا والمعروف أيضاً باسم «بلانك الصين blank de chine» والذي يعود لعصر أسرتي مينغ وكينغ وتم إنتاجها في إقليم فوجيان قديماً.

المتحف الوطني في سورية، دمشق:

نظراً للمساحة المفتوحة التي يعرض فيها مقتنياته من التحف الأثرية والفنية النادرة، فإن المتحف الوطني في سورية يحجز لنفسه مكاناً بين أفضل عشرة متاحف في العالم. وبما أنه يتوضع في أقدم مدينة مأهولة في العالم فإن المتحف يعتبر بالتأكيد متناغماً مع محيطه العريق بجناحيه اللذين يستضيفان آثار الحضارة العربية الإسلامية، بالإضافة إلى المجموعات الأثرية الكلاسيكية والبيزنطية. ويحتوي المتحف على عدد كبير من القطع الفنية والأثرية البالغة القيمة والتي عثر عليها المنقبون الآثاريون في مختلف مناطق سورية، حيث يلتقي الزائر بمجموعة منها حتى قبل أن يدخل المتحف. وقد تم دمج واجهة بناء المتحف مع بوابة قصر الحير الغربي الأثرية، والتي تم نقلها من أطلال القصر الصحراوي الذي يقع بالقرب من تدمر. ويستطيع زائر المعرض أن يرى ألواحاً طينية تظهر عليها أقدم أبجدية في العالم، وهي أبجدية أوغاريت، بالإضافة إلى تماثيل مصنوعة من العاج، البرونز أو الرخام وجدت في العديد من المواقع الأثرية في سورية.


ترجمة وإعداد: محمد رفيق خضور

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

    اسمك

    الدولة

    التعليق