مواضيع ذات صلة:


    من سورية

    التشكيلي أيمن فضة رضوان في حوار مع «اكتشف سورية»
    تجربة فنية شابة تستلهم الموروث الحضاري

    03/أيلول/2009

    صاحبُ مجموعةٍ من التجارب في الرسم المباشر والحي أمام الجمهور، تجارب لم تتوقف عند حدود السويداء بل نقلها إلى دمشق والعاصمة الفنزويلية كراكاس.

    الفنان التشكيلي أيمن فضة رضوان مشغول اليوم بتجربة للرسم المباشر يقيمها في صالة ألفا للفنون التشكيلية في السويداء، هذه التجربة التي انقلبت إلى ورشة عمل شاركه فيها مجموعة من الفنانين التشكيليين منهم: عصام الشاطر وسامر بلان وسامح كمال وكندة ارشيد.

    «اكتشف سورية» زار هذه الورشة وأجرى الحوار التالي مع الفنان أيمن فضة رضوان حول تجربته بشكل عام وورشة العمل الدورية التي يقيمها:

    كيف تطور هذا الإحساس بالميل اتجاه الرسم؟
    بدايات تحسس التوجه نحو الرسم كانت في المراحل المبكرة من عمري، بالذات في مرحلة الطفولة، أذكر وقتها صورةً لجدي كانت معلقة على جدار في منزلنا، هذه الصورة نقلتها على الورق بالرسم عندما كنت في الصف الخامس الابتدائي ولاقت استحسان الجميع نظراً لإتقانها، ما دفع أخي لشراء إطار لها وتعليقها. أذكر هذه الحادثة جيداً وأرى فيها المحرض الأول لتوجهي نحو الفن التشكيلي. بعد هذا، وفي عام 1976 كنت في الصف السابع وكان مدرسي الأستاذ يسري بدوي من مصر وهو شجعني على دخول مركز الفنون التشكيلية في السويداء، وفي المركز درسني الأستاذ يسري إضافةً إلى الأستاذ جمال العباس، كما التقيت في نفس المركز مجموعة من الطلاب الذين غدوا فيما بعد من الفنانين الهامين منهم: فؤاد نعيم وعادل أبو الفضل ويحيى أبو سعدة والدكتور شفيق اشتي، وهذه الأسماء التي ذكرتها ممن يكبروني في السن لكنني استفدت من معرفتهم وساهموا في دفع موهبتي عندما كنت في تلك المرحلة.

    من يتابع أعمالك يرى فيها تمسكاً بالانطباعية، لماذا هذا الإصرار؟
    بما أني لم أدرس في كلية الفنون الجميلة، فقد تعرفت إلى تاريخ الفن من مكتبة مركز الفنون التشكيلية، وهناك شاهدت وقرأت رواد الانطباعية التي شعرت بالقرب منها والإعجاب بروادها، حتى أني بدأت في لوحاتي أشكل عجينة مما رأيت من أعمال انطباعية، فصرت أرى في لوحتي سيزان وطبيعته الصامتة وإضاءة رينوار وتبسيط ماتيس، فكانت لوحتي بهذا الشكل تحمل ملامح الانطباعيين. وحتى في مراحل لاحقة أنجزت مجموعة من الأعمال خارج الانطباعية لكني أعود دائماً إليها.

    لوحاتك غنية بالوجوه والأجساد، بالذات النسائية منها، ما هو المحرض وراء هذا الغنى؟
    منذ البدايات الأولى اهتممت برسم المرأة في حالات متعددة لما وجدته فيها من جمالية تحرض الإبداع، وأنا حتى هذا اليوم أعمل على موضوع الإنسان في لوحاتي سواء الرجل أو المرأة من خلال ما أقدمه من اختزالات وتبسيط أحياناً ثم من خلال استخدام الألوان واختلافاتها مرة ثانية، هذا التوجه نحو الإنسان أتى من إحساسي بأهمية الذات الإنسانية الفاعلة في الحياة، فلم أتوقف عند رسم جسد المرأة أو الرجل بل حملت هذه الأعمال الكثير من الدلالات ففي عام 2005 أقمت معرضاً في بهو وزارة الخارجية الفنزويلية بدعوة من سفارة فنزويلا في سورية تحت عنوان «لا تكفي الصرخة»، وفيه صورت وحشية أمريكا وإسرائيل في العراق وفلسطين، وهذا المعرض أيضاً كان الإنسان موضوعه ومحوره.

    تتوجه في مجموعة من أعمالك توجهاً تجريدياً رغم تأكيدك على عشق المدرسة الانطباعية، فمن أين تستوحي هذه الروح التجريدية؟
    أعتقد أن الطبيعة هي المصدر الأول الذي يوحي بالتجريد، ومنها تخرج العناصر التي يمكن لها أن تؤلف اللوحة، على سبيل المثال استفدت كثيراً من منظر البحر عندما كنت في الطائرة ولمست فيه الكثير من التجريد الذي أعتقد أنه يجب أن يأتي بشكل تلقائي كامتداد للتجربة دون التقاطٍ قصدي ومباشر له وزجه في العمل الفني المنجز.

    في لوحاتك نكهة لونية مميزة ماذا تقول عنها؟
    العنصر الأساسي في اللوحة هو اللون والتوازن اللوني، وأنا أحمل خصوصية بداخلي للتعامل مع اللون إذ أقوم يومياً بعملية تدريب لمدة لا تقل عن الساعتين لمعرفة كيفية التعاطي مع اللون، ولدي تجارب في اللون منها معرض كامل باللون الأحمر عام 2006 أقمته في دمشق، كما أني أحاول في لوحاتي أحياناً المحافظة على اللون الحي وأحياناً أخرى أعالج الألوان ودرجاتها بما يتناسب مع ما أريد من عمل، وأرى في المحيط والبيئة الدافع الأساسي لاختيار لون معين دون غيره، فأنا في إحدى اللوحات أذكر أني لم أستخدم سوى لون ملابس حبيبتي في اللوحة وهذا المثال يؤكد أن الواقع هو المحرض الأول وراء الألوان وحتى المواضيع.

    قمت بعدة تجارب في الر سم المباشر، هل ترى أن هذه الطريقة تؤدي غرضها وما يريده الفنان؟
    أرى أن هذه الطريقة من الرسم تؤدي غرضها وتدفع المحيطين إلى الرسم أيضاً، وقد أثبتت أكثر من تجربة أقمتها هذا الشيء، فأنا بهذا الرسم الارتجالي أشعر أني أخلق حالة أعلى من التواصل مع المتلقي ومع المحيط أيضاً بشكله العام، وقد أثبتت تجربتنا اليوم هذا فقد بدأت أول يوم وحدي في صالة ألفا واليوم حولي مجموعة من الفنانين يأتون من وقت لآخر، وهذا بحد ذاته غرض مهم حققته لي تجربة الرسم المباشر أمام الجمهور.

    ماذا عن تجربة اليوم في صالة ألفا؟
    كل فترة أقوم بتجربة مثل هذه في مكان ما وأنا منذ مدة أختار صالة ألفا لإنجاز هذا المشروع الاحتفالي الذي يستمر بين 7 و10 أيام كل عام، وفي هذه الفترة أترك أي شخص يزورنا يرسم سواء كان فناناً أو لا، وفي النهاية نجمع الأعمال لنرى إلى أين وصلنا. في أعمالي هذه أنجزت مجموعةً تعبيرية عملت فيها على اللون وتبايناته مثل الأحمر والأزرق والبنفسجي وغيرها من الألوان التي أرى فيها دافعاً دائماً نحو التجدد.

    كيف تقرأ تجربتك اليوم خاصةً وأنك عشت فترة في أمريكا اللاتينية؟
    اكتشفت أثناء وجودي في أمريكا اللاتينية أهمية الفنان السوري الذي يستند إلى موروث حضاري عريق، حتى أني أشعر اليوم أن السوريين بما لديهم من انفتاح على تجارب الآخرين وما لديهم من مخزون هم أهم الفنانين التشكيليين في العالم ولا ينقصهم إلا تكثيف الدعم لتجاربهم، فأنا ابن الجنوب السوري لكن عندما كنت أرسم لوحاتي كانت تنال إعجاب الجميع على مختلف جنسياتهم لأنها تحوي شيئاً من هوية المكان والجغرافية فيها.


    من ورشة عمل الفنان أيمن فضة رضوان في صالة ألفا

    الفنان أيمن فضة رضوان في سطور:
    - مواليد السويداء، 1963.
    - خريج مركز الفنون التشكيلية في السويداء، 1979.
    - عضو اتحاد الفنانين التشكيليين في سورية.

    المعارض الفردية:
    1990: المركز الثقافي الروسي، دمشق.
    1991: نقابة المعلمين في السويداء.
    1993: كلية الفنون الجميلة، ميريدا، فنزويلا.
    1994: بوغوتا، كولومبيا.
    1998: معرض مباشر في مدينة كراكاس.
    1999: المركز الثقافي الروسي، دمشق.
    2000: معرض في صالة الشعب.
    2001: المركز الثقافي الروسي، دمشق.
    2006: معرض مباشر في صالة ألفا كل عام.

    المعارض المشتركة:
    2005: مع الفنان مهدي البعيني في فنزويلا.
    منذ 2008: معرض مشترك مع عصام الشاطر وعبد الله أبو عسلي ومنصور الحناوي.

    الجوائز:
    - جائزة مهرجان المزرعة، 2007.

    المقتنيات:
    - في بريطانيا وفنزويلا وكولومبيا والسويد ولبنان والسعودية والإمارات والأردن وسورية.


    عمر الأسعد
    اكتشف سورية

    طباعة طباعة Share مشاركة Email

    المشاركة في التعليق

    اسمك
    بريدك الإلكتروني
    الدولة
    مشاركتك