أديب قدورة: نجاح فيلم الفهد سببه ذكاء مخرجه

20 04

مخرجون سوريون في مصافّ العالميين عاطلون عن العمل

لُقب بفتى الشاشة السورية وكان بطل فيلم «الفهد» الذي استطاع أن يكون علامة مميزة في تاريخ السينما السورية والعربية وحقق نجاحاً جماهيرياً داخل الوطن العربي وخارجه وحاز على جوائز عالمية في كل من مهرجان لوكارنو في سويسرا وكارلوفيغاري والمهرجان السينمائي السوري الأول لسينما الشباب، بعد أن مضى على إنتاجه ثلاثون عاماً حاز منذ أقل من سنتين على جائزة الأفلام الخالدة في مهرجان بوزان الدولي.
خلد اسم المخرج نبيل المالح واسم أديب قدورة معاً من خلال ملصق للفيلم «الأفيش» الذي وضع في متحف السينما الخالدة في ألمانيا كما عرض عام 2007 في مرسيليا في فرنسا وفي مهرجان دبي السينمائي، التقينا بطل هذا الفيلم الذي يُكثر من غياباته عن الساحة الفنية وهو الفنان القدير أديب قدورة.
«أعيدوا صباحي» هو المسلسل الذي عدتَ من خلاله بعد غياب دام فترة من الزمن ولكنك عدت وغبت منذ مشاركتك فيه العام قبل الماضي، لماذا؟
غيابي الأول كان سببه أنني تعرضت لحادث تكسر في عظام الصدر والورك أثناء تصوير مسلسل «ليل السرار» مما جعلني أتنقل طوال تلك المدة بين المنزل والمستشفيات وعندما تحسنت عدت بمسلسل «أعيدوا صباحي» لقناعتي أنه تطرق إلى جوانب مهمة من المجتمع وكان من إخراج غسان جبري وإنتاج فراس إبراهيم وبعد هذا العمل لم تقع يدي على سيناريو يحقق شروطي وأنا اليوم بصدد قراءة عدة نصوص ولكن حتى الآن لم يستوقفني شيء منها.
ما تقييمك الحالي للتطور الذي طرأ على الدراما السورية وأنت من الفنانين الذين عاصروها في مراحل مختلفة؟
الدراما السورية متطورة منذ فترة السبعينات وما قبلها في مجال السينما والتلفزيون وكذلك المسرح، لكنها لم تكن منتشرة كما الآن فالتقنيات المتطورة وكثرة الشركات الإنتاجية والعدد الهائل للمحطات الفضائية أججت التنافس بين الفنانين وشركات الإنتاج وساهمت في تفجير الطاقات والمواهب لتوفر النجاح الفني والجماهيري للدراما السورية.
من المعروف أن فيلم «الفهد» يمثل بالنسبة إليك الركيزة الأساسية في تجربتك الفنية وحتى الآن ينال جوائز عالمية حين مشاركته في أي مهرجان رغم مرور ثلاثين سنة على إنتاجه فكيف تفسر هذا النجاح الذي ما زال يحققه؟ وما الذي يجعل من أي فيلم فيلماً خالداً؟
أي عمل يمكن أن يحقق نجاحاً ويخلد عندما يكون لدى المخرج أدوات فنية ذات مستوى عال. وتفسيري الشخصي لنجاح «الفهد» يعود أولاً وأخيراً إلى ذكاء قائد العمل المخرج نبيل المالح في انتقائه للقصة التي كتبها حيدر حيدر ملحمةً شعبية وكذلك الأهازيج التي كتبها الراحل ممدوح عدوان ولحنها سهيل عرفة وإلى العديد من الفنيين، إلى جانب انتقاء المالح للممثلين بطريقة مدروسة ونزيهة والأهم أن المالح كاتب سيناريو مميز، وعموماً استطاع المخرج تحقيق المعادلة الصعبة في هذا الفيلم مما جعله فيلماً سورياً عربياً خالداً.
كيف تنظر اليوم إلى شخصية أبي علي شاهين التي مثّلتها في «الفهد» وهو بطل شعبي هزّ وجدان الجماهير ونال إعجاب النقاد السينمائيين في جميع المهرجانات الدولية التي شارك فيها الفيلم؟
عندما قرأت سيناريو الفيلم جذبتني شخصية أبي علي شاهين شخصيةً درامية هزت مشاعري ووجداني لدرجة أنني كدت أن أجهش عندما انتهيت من قراءة السيناريو للظلم والاضطهاد الذي تعرضتْ له شخصية أبي علي، لقد رأيت أبا علي في فلسطين مشرداً عن بيته وأرضه مقاوِماً أعداءه الصهاينة، رأيت فيه الفيتنامي المقاوم لأعداء الإنسانية، وما زلت أراه اليوم في العراق ولبنان وغزة والضفة، الفلسطينيَّ المطعون في الظهر والصدر معاً من العالم كله! لكنه لن يموت.
تاريخك طويل في تجسيد شخصية الثائر البطل الشعبي ونذكر هنا «جيفارا» في المسرح وفيلم «بقايا صور» و«الفهد» في السينما و«عطاف» و«أبو حسن سلامة» في التلفزيون فإلى ماذا تردّ نجاحك في تجسيد هذه الشخصيات؟
أنا أعشق الأعمال الدرامية التي تعالج الأحداث النضالية بلغة فكرية مبسطة تجسد قضايا المجتمعات المضطهدة التي تبحث عن خلاصها بقيادة رجل شجاع صادق مخلص يضحي بنفسه من أجل إنقاذ الآخرين (البطل الشعبي).
بعد قيامك بعدد ليس بقليل من الأعمال الفنية التي حققت نجاحات ملفتة وجوائز عالمية، كيف تنظر إلى إنجازاتك هذه؟
الفن الجاد والصادق عطاء حضاري وإنساني، في السابق كنت أعمل مدرساً للفن التشكيلي في إعداديات حلب وثانوياتها وكنت ألهث لتطوير مفهوم التدريس للفن التشكيلي وغيره من الفنون لأن ذلك يساعد مباشرة على تعميق المفهوم الحضاري لمجتمعنا وذلك يتطلب الكثير من الجهد ورغم ذلك كنت أشعر بمتعة العطاء وعملت بالمبدأ ذاته عندما انتقلت من التدريس كنت أقوم بعمل الديكور للمسرحيات والماكياج وتصميم الأزياء والإضاءة وتصميم الدعاية والإعلان، وعملت ممثلاً للأدوار الأولى من دون أن أتقاضى أي تعويضات إضافية! فأرجو أن تكون كل إنجازاتي الفنية تلك قد حققت الأهداف المرجوة لمفهوم الفن!
المعروف هو أن لك تجربة يتيمة مع المسرح القومي فلماذا اكتفيت من ذلك؟
نعم هذه المسرحية «لعبة الحب والثورة» للدكتور رياض عصمت وللمخرج حسين إدلبي وأنا أؤمن بأن المسرح هو المكان الحقيقي والركن الدافىء وكنت أتمنى أن يتعاقد معي في أكثر من مسرحية وابتعادي عن المسرح يشعرني بأنني ابتعدت عن مدرسة الفن.
لنتحدث ثانية عن السينما كيف ترى واقعها اليوم؟
إذا قورنَت بفترة السبعينات والثمانينات فواقعها محزن جداً والمحزن أكثر هو أن أكثر المخرجين السينمائيين الذين أصبحت أسماؤهم في مصافّ المخرجين العالميين عاطلون عن العمل تماماً.


البعث

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

    صور الخبر

    بقية الصور..

    اسمك

    الدولة

    التعليق

    مزيد:

    مشكووووووووووووووووووووووووور

    الكويت

    محمدالحسين:

    جميل

    سوريا