مسرح تياترو تجربة رائدة مهمة تغني الحركة المسرحية والفنية عامة

21 04

مديرية المسارح: ندعم تياترو ونحن مع التنوع بما يرفع سوية الشأن الثقافي

«تياترو قنوات» مشروع يشابه أمثاله الموجودة في جميع بلدان العالم الغربي وعدد من البلدان العربية، ويأتي بديلاً عن المقاهي لشباب يبحث عما يُشبع فضوله الثقافي والفني والمعرفي بعد أن فقد فرصته الوحيدة في تحقيق حلمه الفني.
رغم أن «تياترو قنوات» لم يمضِ على انطلاقته الفعلية زمن طويل، إلا أنه استطاع أن يحقق حضوراً لافتاً وجمهوراً خاص به مميزاً مثلَه.
لم يتوقف طموح «تياترو قنوات» عند حدود غاياته الأكاديمية وتحديداً تعليمِ الفنون المسرحية، فسرعان ما تحول المكان إلى دار عرض مسرحي وأوبريت موسيقي وغنائي، ليغدو منبراً ثقافياً مهماً ونواةً لمسرح جاد ملتزم، يضاف إلى المنابر الأخرى من مراكز ثقافية ودور العرض والمسارح عامة وخاصة، بما يُغني المشهد الثقافي السوري.
من الأهمية بمكان الإشارة إلى أن «تياترو قنوات» في خطوة غير مسبوقة يعمل على تأمين حياة مهنية مادية حقيقية لخرّيجيه، وهي نقطة تُحتسب له فلم يسبقه إليها أحد في أقوى الدور والمسارح، تواجداً وسيولةً مادية.
في الوسط الفني تَعترف نقابة الفنانين المانحة للترخيص بنجاح تجربة التياترو إلا أن دورها غائب وغير موجود! وبالنسبة إلى الفنانين يقع تياترو في جدواه في المنتصف بين مؤيد ومعارض، في موقف أقرب إلى النزعات الشخصية وأبعد عن الموضوعية!
انطلاقاً من كل ما قُدم، يسعى تياترو اليوم إلى أن يتحول إلى أكاديمية جامعة لكل فنون الأدب والفن والموسيقى وصنوفها، من خلال طموحات إدارةٍ تنظر إلى المعهد بمنظور مختلف عما هو سائد، فكيف يُنظر إلى «تياترو قنوات»؟
وجدوا فيه فرصتهم المفقودة
بالنسبة إليهم لم تنتهِ القصة عند أبواب المعهد العالي للفنون المسرحية، فما زالت هناك فرصة في «تياترو قنوات» الذي لا يقل منهجية عن المعهد العالي بل قد يفوقه حقيقةً في كونه إضافةً إلى الجانب الأكاديمي مكاناً وانتماءً، ذلك ما عبر عنه طلاب تياترو ممن وجدوا على خشبة منصته فرصة ترجمة أحلامهم إلى أمر واقع.

ذلك ما عبر عنه تماماً حسن ظاظا الكردي قائلاً «تياترو مشروع مهم من كونه أول معهد خاص في سورية يستقبل أشخاصاً خسروا فرصة دخول المعهد العالي ليتيح لهم فرصة أخيرة غير متوفرة في مكان آخر سواه، والآن مضى على وجودي فيه قرابة السنة ونصف السنة ووجدت أن ما يميز تياترو هو حياته الاجتماعية والتعامل على أساس مبدأ العائلة الواحدة».
يضيف يامن فيومي طالب في المنهاج الثالث في تياترو يعمل في الإدارة أيضاً «تياترو معهد خاص رديف للمعهد العالي، والطلاب الذين يُرفضون من المعهد العالي لن تتحطم أحلامهم ويشعروا بالغبن والقلق على موهبتهم لأن بانتظارهم مكاناً آخرَ يدعى تياترو قنوات الذي لا يقل أهمية ومنهجية تدريسية عن معهد الفنون المسرحية».
يقول روبن بحري «أتَينا إلى تياترو وفي نفوسنا أحلام ووجدنا فيه التشجيع والتحفيز، فتياترو مكان انتماء يسوده جَو من العلاقات العائلية».
تياترو جزء من الذاكرة
المكان ذاكرة وجمالياته جزء من الذاكرة، ومن هنا فكل ركن من «تياترو قنوات» مسرح، وأي زاوية قد تمنح المبدع والفنان أفقاً ليبتكر الجديد، فالمشهد عامة يحوي شيئاً من عمق التاريخ له علاقة بذاكرة الفنان الدمشقي المبدع.
كي لا تتحول جميع البيوت الدمشقية إلى مطاعم، والأفرادُ إلى مستهلكين، ويأتي ذلك على المعالم الثقافة في المجتمع رويداً رويداً، يدعو المخرج المسرحي العربي العراقي مهند هادي (مخرج مسرحية رحلة الهبوط) إلى نظرة أكثر تأملية في ظاهرة «تياترو قنوات» وإعادةِ التفكير ملياً قبل أن تتحول بيوت دمشق التاريخية ذاتُ السمعة العالمية إلى مطاعم ويتحول الشباب المفعم بالحيوية والأمل إلى رواد مقاه مستهلِكين للثقافة والزمن.
يقول المخرج هادي «ببساطة تياترو موجود في كل مكان من هذا العالم، وتحديداً في المنطقة العربية في بيوت تشبه هذا البيت تماماً في تونس وبغداد ومصر والمغرب والجزائر، لكنه بخلاف هنا مدعومٌ من قبل وزارة الثقافة ودُور المسارح، عموماً تياترو قنوات ظاهرة مهمة جداً صحية وأعتقد أنه لو توفرت له الإمكانيات التقنية لَتحول إلى مكان أهم وأكثر فاعلية في الحركة الثقافية ليس على الصعيد المحلي وحسب وإنما عربياً، ولأمكن للكثير من الفرق العربية أن تعرض فيه نتاجها الفني.
«نحن منذ شهرين نتمرن في هذا المكان ورغم أن إدارة تياترو حاولت توفير كل ما يمكن توفيره إلا أن ضعف الإمكانيات والتمويلِ أمر واضح ويشير إلى مشكلة حقيقية تعترض انطلاقته وتعيق أيضاً إمكانية إيجاد الحلول، مما يقلل من حجم عطائه ونتاجه الإبداعي، ورغم ذلك لو قدر لي أو خُيرت في تنفيذ عمل مسرحي آخر سأختار تياترو حكماً».

التجربة موجودة ولكن مي متميزة
يجد المخرج المسرحي هشام كفارنة «أن تجربة تياترو قنوات الذي تضطلع به الفنانة مي اسكاف تجربة رائدة مهمة تغني الحركة المسرحية والفنية عامة على أنها ليست الوحيدة فهناك تجارب مماثلة على الساحة، وإن لم تأخذ شكل تياترو من حيث التنظيم والمكان، من فرق مسرحية وموسيقية مهمة قدمت العديد من العروض بكوادر شابة وموهوبة وجديدة، إلا أن ما يميز تجربة مي هو نقابية المشروع والطموحُ الذي يرتقي بهذا المشروع من مجال العمل على التدريس ليغدو منشأة ثقافية فنية متكاملة.
«في النهاية نحن مع كل ما يغني الحركة المسرحية في البلد نظرياً وعملياً بصفة خاصة، ومع ما يغني الحركة الثقافية والموسيقية عامة».
كل ما قدم عبارة عن وجهة نظر في «تياترو قنوات» الذي لم ينطلق من فراغ ثقافي أو مسرحي أو هو خارجَ نطاق الزمان والمكان، فخلف هذا النجاح والارتقاء جملة من العثرات والمعيقات أبرزها الجدوى الاقتصادية التي يعانيها الشأن الثقافي عامة.

من أين جاءت الفكرة؟ ما هي أهدافه؟ ماذا يريد أن يقول؟ وإلى أين يريد أن يصل منافساً أو رديفاً؟

كيف نشأت فكرة التياترو
منذ خمسة عشر عاماً كان تياترو حلماً يقض مضجع الفنانة مي اسكاف التي وجدت أن هناك فرصاً ضائعة على العديد من الشباب الموهوبين الذين لا يملكون إلا خياراً واحداً هو المعهد العالي للفنون المسرحية، ومن جانب آخر هناك حلقة فارغة في موضوع غياب المعاهد التعليمية الخاصة الرديفة للمعهد العالي التي يمكن أن تزود المشهد الدرامي المسرحي بمواهب شابة أُعدت إعداداً جيداً ولا تقل أهمية عن المواهب التي يصدّرها المعهد العالي.
انطلق المشروع منذ عام 2004 بمباركة نقابة الفنانين المانحة للترخيص التي اكتفت بهذا الحد، ليكون الهدف المعلن للمشروع معهداً رديفاً موازياً للمعهد العالي للفنون المسرحية في حدود مساحة طابقية لا تتجاوز الشقة السكنية في منطقة الشهبندر.
مع أن المعهد استطاع تحقيق أهدافه المعلنة من حيث استقطاب طلاب ومبدعين فشلوا في تحقيق أحلامهم عن طريق المعهد العالي للفنون المسرحية والموسيقا ، إلا أن الجدوى المادية للمشروع حقيقةً كانت خاسرة وذلك شكّل ضغطاً على الإدارة ودفَعها للخروج من مسرحها في منطقة الشهبندر والتوقف لعدم القدرة على المتابعة، لكن الأمر لم يكن حلاً عند هذا الحد فخلْف إدارةِ المعهد هناك فريق عمل كامل من الطلبة المتدربين والأساتذة وهم بحاجة إلى مكان للاستمرار بما بدأوه ومن هنا كانت رحلة البحث من جديد عن مكان بديل جديد تمثّل بتياترو قنوات الحالي.
تياترو قنوات والصُّدفة
السيدة رحاب ناصر التي تمتلك شركة نقل سياحية  وفي تعاملها الأخير مع وزارة الإعلام ومرافقة عدد من العازفين الموهوبين في أحد المهرجانات، حيث وجدت أنهم يبحثون دائماً عن مكان مميز يقدمون فيه أعمالهم باعتبارهم مبتدئين والأبواب ليست مشرعة أمامهم.
تزامنَ الأمر مع الظروف التي كانت تمر بها إدارة تياترو التي تربطها علاقة صداقة مع الشريكة الجديدة التي آمنت بالمشروع وقررت تقديم الدعم المادي.
في ذلك تقول السيدة رحاب «كنت مؤمنة بأن هناك العديد من الشباب الموهوبين الذين يُحرمون من فرصة تحقيق أحلامهم ويُرفضون في المعهد العالي لأسباب نعرفها جميعاً. وباعتبار أنني كنت وبحكم علاقة الصداقة التي تجمعني ومي على اطلاعٍ ومتابعةً للمشروع منذ بدايته، كان لدي العديد من الأفكار التي يمكن تطبيقها والإفادة منها فيغدو التياترو كما هو اليوم ليس فقط معهداً للتعليم المسرحي وحسب وإنما مكاناً للعرض والإنتاج واستقطاب الفرق المسرحية والموسيقية وإقامة حفلات على مستوى عال ويغدو التياترو مؤسسة مسرحية ثقافية ومكاناً يخلق الفرص ومنها فرص العمل وذلك ما توصلنا إلى تحقيقه».
تضيف السيدة رحاب: «ساعد إتحاد شبيبة الثورة ممثلا بالسيدة عبير الشمالي بتأمين المكان وإبرام عقد عمل على أن يكون شعار الاتحاد على جميع مطبوعاتنا مع احتفاظهم بحق الرقابة الماليةً».
أهداف مسرح تياترو
بحسب السيدة رحاب «أُسست فرق مسرحية وموسيقية وفرق رقصات شعبية تحمل اسم تياترو، وحالياً هناك ثلاث دورات وكل دورة تتضمن ثلاثة عشر شاباً وصبية والدورة الأولى التي أَسست تياترو حصلت على فرص عمل فيه وهي تتابع مشوارها الفني، أيضاً هناك سبعة عشر طفلاً يُدعون أطفال تياترو قدموا عرضين: حتى يجيء النهار، والبحث عن الشمس. وهناك فكرة لتأسيس أوبريت وفرقة باليه تياترو».
لم يتوقف تياترو عند حدود العرض المسرحي أو الموسيقي فمؤخراً أُقيمت ندوة شعرية لشوقي بغدادي وهالة محمد  شهدت إقبالاً يوازي الإقبال على حفلة موسيقية ومعنى ذلك أن للمكان تأثيراً على كل ما يقدمه وأنه أصبح هناك جمهور خاص بتياترو.
حول هذه النقطة تقول السيدة رحاب «ما نهدف إليه حقيقة هو خلق جمهور جديد، جمهور تياترو متابعٍ لنشاطاتنا، وسعياً إلى تقديم عروضا فنية وثقافية ترضي الجمهور الذي وجَد في تياترو مكانه الفني الثقافي وإلى تعزيزِ ثقته بنا، ونفكر ملياً الآن في تطوير المشروع لدار الفنون بشكل عام بحيث يشمل الفن التشكيلي والموسيقى».
ماذا قدم تياترو خلال عام
خلال عام 2007 قدم تياترو ثماني حفلات، حصل على تمويلٍ لخمسٍ منها، وقام بتمويل ذاتي للحفلات المتبقية، ويتلقى الدعم المستمر من القطاعات العامة (وزارة الإعلام والمؤسسة العربية للإعلان) ولم يدخل حتى اليوم لعبة العمل التجاري والرعاية والسببُ طريقة تفكير رؤوس الأموال ونظرتُهم للثقافة باستثناءات بسيطة حالَ العرض الثالث للأطفال في جلجامش الذي ستموله شركة توتال الفرنسية.
أما فيما يتعلق بالعام الحالي فتقول السيدة رحاب «وضعنا خطة عمل في بداية 2008 لإنتاج ثلاث مسرحيات بالإضافة إلى عروض لفرق موسيقية لا تقل عن عشرين فرقة وإلى ثلاثة مشاريع رقص، وهناك إنتاج مشترك مع الجزيرة في الرسوم المتحركة. وليس هناك سقف محدد لعملنا وخلال الشهر القادم هناك ثلاث حفلات موسيقية.
 

تعاونّا سابقاً مع تياترو
«قبل الحديث عن تياترو» والكلام للدكتور عجاج سليم مدير المسارح والموسيقى «أريد أن أكرر بعض كلمات السيد وزير الثقافة رياض نعسان آغا بأن "وزارة الثقافة هي وزارة لكل الشؤون الثقافية وكل ما يهم أمور المثقفين في سورية وكل ما يتعلق بذلك من نتاج له علاقة بالمتلقي الأساسي" وبالتالي كل ما يقدم في مديريات الثقافة هو للمثقفين السوريين وليس هناك من فرق بين مسرح قومي أو خاص أو أهلي، فعملُنا لكل من يهتم بالشأن المسرحي، وتقدم مديرية المسارح والموسيقى لكل التجارب الخاصة ذات الخط الفني الجاد المهم الواضح الدعمَ الممكن المسموح به وفق الأنظمة والقوانين، وأحياناً نقدم جهداً خارج ما هو مسموح به.
«من هنا تجربة مثل تياترو قنوات التي اضطلعت بها الفنانة مي اسكاف تجربة مهمة نكنّ لها الاحترام ونقدم لها كل الدعم الممكن وهذا الكلام سُبق بفعل حقيقي وتعاونٍ مع مسرح تياترو ومستودعات مديرية المسارح بما تحتويه من أجهزة إضاءة وصوت، وديكور، وملابس وإكسسوارات وكلُّ ما هو متوفر تحت يدنا نقدمه على سبيل الدعم والإعارة لتياترو، عموماً نحن مع هذا التنوع الثقافي بما يعطي حيوية ونشاط وبالتالي كلُّ ما يقدَّم من فن ينطوي تحت اسم الفن السوري».
يضيف الدكتور عجاج «ما أود التأكيد عليه هو أن جهدنا وحده بوصفنا مؤسسة ثقافية لا يكفي ولا يمكن أن تقوم الثقافة على الجهد الرسمي رغم أننا يمكن أن نكون وعاءً ومرجعية وراعٍ لأي جهد ثقافي يقدم على الساحة الفنية، ومن هنا يغدو تياترو وسواه رفعاً وتصعيداً لجهدنا المسرحي والثقافي عامة».


رياض أحمد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

محمد عيسى المحمد:

اتمنى ان اكون من اسرة تياترو فماذا يجب ان افعل

سوريا

سوريا

عيسى جرجس:

الحلم نشالله يصير حقيقة بس في مجال تخبرونا عن كيفية التقديم وشكرا

سوريا

الحسين العلي:

لا شيئ مستحيل لكن هناك شيئ صعب و الصعب يمكن أن يكون سهلاُ عند ايقانك انك لن تنال المجد حتى تلعق الصبر
أتمنى أن أكون من خريجي التياترو

سوريا

noor:

ممكن بس اعرف كيف ادخل فيها ارجو الرد

سوريا

محمد كحيل :

عن كيفية التسجيل و الشروط اللازمة و المترتبة للقبول في معهدكم

طاب يومكم .

وشكرا

Syria

هاني محمد اسماعيل:

انا شاب موهوب دوخوت واللة عندب مواهب كتيرة كا الغناء والتمثيل والفكر والثقافة والعلم والتكنولوجيا عملن 99 حلقة من انتاجي الخاص عايز اقد في مسر ح تياترو زي اي حد عندي مواهب اكتر من محمد رمضان وعملت دة ومثلتة اسئلك ان تقبلو مني رقك الموبيل وتتعوني الي التقديم او اعمال ابليكيشان لي لطل اشتغل 01206746521 يا ناس دوخت والللة

مصر