علي فرزات يلتقي مثقفي السويداء
ليندا عبد الباقي لاكتشف سورية: «أدعو كل المثقفين في سورية إلى زيارة الصالون الثقافي»
17/آب/2009
كان منتصف الشهر الموعد المرتقب لمجموعة كبيرة من المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي في مدينة السويداء، فهو اليوم الذي اعتادوا فيه أن تفتح الشاعرة ليندا عبد الباقي وزوجها النحات أنور رشيد أبواب صالونهما الثقافي لاستقبال شخصية ثقافية تستعرض تجربتها مع مثقفي المحافظة الذين لم يتأخروا يوماً عن الحضور.
ليندا عبد الباقي تريد أن لا تصبح الصالونات الثقافية والأدبية تراثاً، إنما تريد لها أن تبقى محافظةً على استمراريتها، خاصةً بوجود نخبٍ من المهتمين والمثقفين، وبوجود أسماءٍ هامة اعتاد كل من «أنور وليندا» كما يناديهما الأصدقاء دعوتها، فبعد الفنان غسان مسعود والمترجم صالح علماني والشاعر فاضل الربيعي والمخرج المسرحي محمد قارصلي والدكتور الشاعر أحمد برقاوي استضاف الصالون رسام الكاريكاتور العالمي علي فرزات.
استعرض فرزات خلال اللقاء مراحل هامة من تجربته الفنية مع الكاريكاتور كفن اعتبره الأقرب إلى هم الناس والأكثر التصاقاً بمشاغل حياتهم اليومية، مذكراً كيف كانت الجرائد التي تنشر رسوماته تنفد من السوق بعد توزيعها بساعات.
رسام الكاريكاتور العالمي علي فرزات
كما استعرض مجموعة معارضه التي أقامها في مختلف بلدان العالم وفي المدن السورية كافة، وخص بالذكر معرضه الذي أقيم في حديقة تشرين والذي استطاع أن يستقطب 5600 زائر في يوم واحد بالرغم من عدم نشره أي إعلان عنه، كما لفت النظر إلى معرضٍ له أقيم في أحد شوارع مدينة
اللاذقية واستطاع أيضاً أن يحقق حضوراً لافتاً، ثم نوه للحضور بمعرضه الأخير الذي أقامه في صالة ألفا للفنون التشكيلية في مدينة السويداء بتاريخ 23 حزيران 2009.
ثم تناول فرزات في حديثه تجربته الصحفية والتي اختص فيها برسم الكاريكاتور وانتقل من خلالها بين عدة صحف ليعبر عن هموم الناس ومشاغلهم ومعاناتهم، وعلى إثر هذه الرسوم منع فرزات من دخول أربع دول عربية، وفي نفس السياق استعرض تجربته في جريدة الدومري التي شغلت حيزاً هاماً من شارع الصحافة أثناء صدورها وبعد انقطاعها عن الصدور، وأكد في مجمل حديثه أنه يسعى لإقامة مركز للفنون التشكيلية والفن الساخر اليوم في مقر الجريدة.
وفي هذا اللقاء ترك الفنان علي فرزات المجال مفتوحاً أمام الحضور لطرح أسئلتهم عليه، والتي تنوعت بين أسئلة عن تجربته مع فن الكاريكاتور والتي تمتد لأكثر من ثلاثين عاماً، وأسئلة أخرى تعلقت بتجربته في الصحافة، ثم عن مشاريعه التي يسعى لإنجازها خاصةً وأنه المعروف بنشاطه الذي لا يكل، وأجاب فرزات عن الأسئلة كلها بطريقة لا تخلو من الحميمية مع الحاضرين والسخرية من الواقع تماماً كما اعتاد الجميع أن يقرأ في رسوماته الساخرة أيضاً.
بدوره قال الكاتب والمسرحي لطفي عزام وهو ممن شاركوا في تجربة الدومري في تصريح لـ «اكتشف سورية»: «إن حضور علي فرزات اليوم بيننا هو حدثٌ رائع بحد ذاته، هذا الرجل الذي عرفته منذ زمن وخبرت تجربته الثرية، أعرف أن لديه مشاريع كثيرة وأفكاراً كثيرة وهامة هو بحاجة إلى طرحها علينا ونحن بحاجة لنقاشها معه أيضاً، أريد أن أرحب بقامة بحجم علي فرزات بيننا».
أما الشاعرة ليندا عبد الباقي فقد تحدثت عن الصالون وفكرته وعن ضيفها قائلة: «نحاول من خلال هذا الصالون إعادة إحياء حركةٍ ثقافية نخاف أن نفتقدها بيننا نحن المهتمين بالشأن الثقافي نتيجةَ انشغالنا بحياتنا اليومية، هذا الصالون نأمل أن يكون فسحةً من الأمل والحوار ونأمل أن يستمر بنشاطه، وأنا عبر «اكتشف سورية» أدعو أي مثقفٍ في
سورية لزيارتنا واللقاء بمثقفي السويداء لنتناقش حول تجربته وأفكاره تماماً كما نتحاور اليوم بكل ود مع علي فرزات، هذا الذي شغلتنا تجربته في الكاريكاتور والصحافة وكان الحديث معه منطلقاً من رغبةٍ في مناقشة هذه التجربة من عدة وجهات نظر مما يغني الحوار ويجعله أكثر ثراءً».
وكان من حضور أمسية علي فرزات: الفنان التشكيلي أيمن فضة رضوان والفنان والمخرج وليد العاقل والمخرج المسرحي طلال الحجلي.
عمر الأسعد - السويداء
اكتشف سورية