لقاء مع الفنان جمال سليمان
إذا كانت الأوسمة تُمنح للفنان المعدَم فأنا لست بحاجة إلى هذا الوسام

19/نيسان/2008

الفنان النجم جمال سليمان يغرف من بحر واسع تشكَّل على مدى ربع قرن وأكثر وكلما اتسعت التجربة اتسع هذا البحر، هو قادر على الحديث في التاريخ والأدب والسياسية والفن ولديه ميزة إقناع الآخر بوجهة نظره، خاض غمار نهوض الدراما السورية على قدميها، يعرف تفاصيلها ويتحدث عنها من دون حرج كما يتحدث عن لعبة التسويق ويطلب من الإعلاميين عدم التسرع في إطلاق أحكام مسبقة وعليهم معرفة الحكاية المتعلقة بالإنتاج والشركات والمحطات الفضائية وبعد ذلك يبنون ما يشاؤون من مواقف.
وجوده في القاهرة أقلق الكثيرين وعودته إلى سورية أقلقت. وإذا كان أحد الصحفيين المصريين قد كتب «اقتلوا جمال سليمان» وهي الطريقة الوحيدة -كما أكد متندراً طبعاً- للخلاص منه فنحن نقول «حافظوا على هذا الرجل» وغيرِه من نجوم الدراما السورية إذا أردتم لهذه الصناعة المهمة الخير والنجاح.
أعتقد أن الصخرة الكبيرة التي ألقاها في بحيرة الدراما المصرية الراكدة كانت أحد أسباب القرارات التي أصدرها الدكتور أشرف زكي نقيب الفنانين المصريين منذ أيام والتي جاءت مفاجئة صاعقة للكثيرين ورأَوا فيها عودة إلى الوراء ووقف أغلبية الفنانين المصريين ضد القرارات التي تحد بوضوح من تعاون العرب فيما بينهم، وكأن ما يجري بينهم في السياسة كان لزاماً أن ينتقل إلى الفن، وكأن الابتذال يحارَب بالقرارات فلو كان الأمر كذلك لتحولت الدنيا كلها إلى واحة خضراء للفضيلة، وكان هذا الموضوع مُلحاً ساخناً لذا كان لا بد من أن يكون سؤالنا الأول للنجم جمال سليمان يتمحور حول هذه القرارات وخاصة أنها تطال بوضوح الفنانين السوريين، وهو منهم تحديداً، فأكد أن هذه القرارات ستؤثر سلباً على الفن العربي وأضاف: «نقابة الفنانين المصريين أدرى بمصلحتها فهي من يحصد ثماراً طيبة أو مُرة تبعاً للنتائج. أنا شخصياً أعيش في بلدي ولدي عمل كثير ولم يكن لدي الوقت الكافي هذا العام للذهاب للعمل في مصر رغم العروض المغرية. وأنا ألحق الفرصة الجيدة أينما كانت فالموضوع ليس إقليمياً بالنسبة إلي وبهذا الغباء والمحدودية في التفكير».
استطرد سليمان في الحديث فقال «هناك ظاهرة موجودة في مصر والعالم العربي وهي تحويل الناس إلى سلع كأنْ تأتي بفتاة جميلة ذات غُنج ودلال وتحولها إلى جسد على الشاشات وهذا الأمر جار في التمثيل والغناء، والإعلام، والفرق بيننا وبين الدول المتقدمة في هذا الإطار، هو أن الأمور هناك واضحة ومفروزة ومفصولة: هناك قنوات متخصصة في كل شيء أما في العالم العربي فالأمور مختلطة وأعتقد أن قرارات من هذا النوع لن تحد من هذه المشكلة لأن الابتذال لا علاقة له فقط بالجنس والعري فهذا قد يكون أخف أنواع الابتذال، هناك أشكال كثيرة للابتذال يقوم بها فنانون عرب بمن فيهم المصريون، لذا فإن الدفاع عن مستوى فني معين لا يتم بهذه القرارات ومهما كانت النوايا التي تقف وراءها طيبة فلن تحل المشكلة».
كأن الدكتور أشرف زكي يحاول الدفاع عن الفنانين المصريين بعد ضياع فرصهم بعد ذهاب فنانين عرب إلى القاهرة؟
 

إذا كان هذا هدفهم من وراء هذه القرارات أي من منطلق اقتصادي فأنا أرى أن الأفضل تحصيل الضرائب من المنتجين والممثلين العرب وليس فرض ممثلين ربما لا يريدهم الجمهور. ونقابتا الفنانين في سورية ومصر تشكوان دائماً من أن هناك المئات من المسجَّلين على قيودهما ولا يعملون وأحياناً بقرارات قسرية أو نوع من التفاهمات الودية مع المنتجين يحاولون تشغيل هؤلاء الأعضاء، وحمى الحرص على هؤلاء تشتعل قبيل الانتخابات ولا أنكر وجود بعض الموهوبين ولكن خجلهم وانطواءهم جعلهم يعيشون في الظل وهم بحاجة بالفعل إلى فرصة ودعم ولكن هناك من لا يستحق هذه الفرصة. وفي مصر وسورية هناك ممثلون بربع موهبة يرتبطون بالعديد من الأعمال لدرجة أنهم يعطلون تصوير الأعمال بسبب ارتباطاتهم فالنجوم ليسوا هم المشكلة وإنما المشكلة في أولئك غير الموهوبين.
ألا تعتقد أن قراراً كهذا يدل على استقلالية الفن في مصر، وأنه إنتاجياً لا يعتمد على شركات غير مصرية؟
قبل ثورة الفضائيات كان هناك المنتج المصري وعلى هامشه منتج لبناني وسوري وخليجي وكانت مصر مطبخ الفن في العالم العربي أما اليوم فأصبح هناك شركات كبيرة وضخمة وفضائيات كبرى فهل تستطيع نقابتا الفنانين في سورية ومصر فرض قوائم الممثلين على محطة الإم بي سي أو الإيه آر تي أو الأوربت؟ طبعاً لا تستطيع لأن الشركات باتت تعرف من هم النجوم الذين يأتون بالإعلانات ومن هم الذين يحبهم الجمهور.
لكن لهذه الشركات شروطها فيما يتعلق بالممثلين والفن ومجمل العملية الفنية؟
بعض الصحفيين يكتبون كلاماً غير دقيق يتلقفه الشارع. نحن الذين نفرض شروطنا وفي سورية استطاع الفنانون فرض شروطهم وغنُّوا موّالهم الخاص بالسينما والمسرح والتلفزيون وأعطيك مثالاً هو مسلسل «خان الحرير»، هل تعلم أن نص المسلسل بقي ثلاث سنوات حبيس أدراج الرقابة وأنه قبل هذا العمل لم تكن تُذكر شخصيات سياسية لعبت أدواراً في التاريخ السياسي السوري مثل خالد العظم أو رشدي الكيخيا وأنه قبل مسلسل «حمام القيشاني» لم يكن يُذكر اسم الحزب القومي السوري الاجتماعي والإخوان المسلمين والشيشكلي؟ فهل تعتقد أن ذلك كان بتوجيه من الرقابة أو دعم من محطات تلفزيونية عربية؟ الفنانون السوريون النخبويون قادوا المعركة، فهل تعلم أن منتج «خان الحرير» قام بإنزال أسرة العمل في مشفى مجهول وقبلنا ذلك وأن أجري في العمل كان أربعة آلاف دولار فقط وأجري في «الثريا» على مدى ست وثلاثين حلقة لم يتعد ستمائة ألف ليرة وأنا أرى أن تسعين في المائة من الصحفيين والمشتغلين في النقد في سورية لا يملكون أدنى فكرة كيف صارت حكاية الإنتاج والشركات والمحطات الفضائية. لقد بدأ الإنتاج الخاص في سورية بشخص اسمه فيصل مرعي ثم هيثم حقي وداود شيخاني وهم أصحاب فكر متقدم ومستنير وبعد ذلك جاءت شركة الشام والشركات الأخرى ونحن الفنانين من قال لها ماذا عليها أن تفعل أو لا تفعل، ونتمنى ألا نتخلى عن هذا الدور. كان هناك نخبة فنية وكان هناك كتّاب لهم بصمة خاصة ولكن البث الفضائي وسّع هذه المعادلة لأن عالم الإعلانات عالم قاس يؤمن بالأرقام فلولا نجاح مسلسل «باب الحارة» لما تحمست محطة الإم بي سي لإنتاج جزء ثالث ولكن هي لا تكتب وإنما مؤلف العمل هو من يتحمل نتيجة عمله.
الجنس والعري أخف أنواع الابتذال
لكنّ ذلك حدث بناء على طلب المحطة؟
ما المشكلة؟
المشكلة في الانصياع للطلب والامتثال له؟
تشارلز ديكنز كتب رواياته بناءً على طلب! وأيضاً فعل دوستويفسكي وغيرهما من الكتاب العظام فكانت الصحف تَنشر لهم على شكل سلاسل وكل سلسلة تنتهي بقفلة مشوقة وإلا فمصيرهم الطرد. وجمال عبد الناصر طلب من عبد الوهاب وأم كلثوم أن يتعاونا فكانت «إنت عمري» وأنا لا أرى مشكلة في ذلك فإذا لم تعرف ما المطلوب اليوم فإن الفوضى سوف تعمّ. لا مشكلة في الطلب وكل شخص يتحمل نتائج ما يقدمه بناء على هذا الطلب وفي كل بلدان العالم تحدث الأمور بهذه الطريقة، فنحن نتحدث عن صناعة وفن وليس فناً فقط وخذ مثالاً ما جرى مع سلفستر ستالوني فعندما حاول إنهاء شخصية الملاكم الشهيرة التي قدمها على مدى خمسة أفلام لم تسمح له الشركة بذلك فهذه الشخصية أصبحت ملك الشركة تفعل بها ما تشاء.
لكن الأمريكيين يشتغلون، خاصة على صعيد السينما بطريقة لها غاياتها وامتداداتها وأفكارها التأثيرية بعيدةُ الأمد بمعنى أنها مدروسة وتحمل رسائل بطريقة ذكية على صعد كثيرة!
صحيح. غير مسموح هناك مطلقاً الخطأ في هوليوود فكل ما يُنتجه الأمريكيون له منافس عدا الصناعة الهوليودية فهي خط أحمر عندهم ويملكون في هوليوود مستشارين على درجات علمية وأكاديمية عالية وأفلامهم ممولة من البنتاغون ومن السي آي إيه والأمثلة على ذلك كثيرة، هم يعملون بمنهجية ونحن في العالم العربي أبعد ما نكون عنها وما زلنا نتخبط.
هناك مسألة أخرى تتعلق بالإنتاج، فعالمه اليوم محكوم بمسألة الطلب ونحن لسنا شعراء ولا روائيين بل نشتغل بالفن ذي العرض الجماهيري. ولا نستطيع أن نقدم شيئاً لا يأتي بالجمهور وإلا سيحل بنا ما حل بالمسرح القومي وبمؤسسة السينما فها هم محمد ملص وأسامة محمد وسمير ذكرى وغيرهم من المخرجين السينمائيين الذين اشتغلوا على خياراتهم ولكن ماذا قدمت هذه الخيارات للوطن وأنا لا أنكر أنها تقدم شيئاً ولكن كان يمكن أن تقدم أكثر بكثير لذلك اندثرت السينما، لذا لن نجد من يدافع عن هؤلاء إذا ألقَوا بهم خارجاً وليس لهم قاعدة جماهيرية فالفن إما يدافع عنه «بارون» يعيش الفنان في حماه أو الشعبُ الذي يحب هذا الفنان أو ذاك.
إن التصور الموجود في بعض الأذهان عن الإنتاج تصور مثالي. ما الفائدة من أعمال لا تسوق ولا تباع، سوى الخسارة للمنتج والفنان وقد يعود هذا المنتج إلى مهنته الأصلية؟ أنا شخصياً لا أقبل ذلك وأحياناً كثيرة أُنبه المؤلف إلى بعض الخطوط الحمر إنتاجياً لأنني حريص على ربح وبقاء المنتج لأنني سأخسر كثيراً إذا خسر والأمر ينطبق على الصحفي الذي يحرص أن تربح صحيفته كي يستمر. ودعني أعود إلى «باب الحارة» وأنا أعتقد أن الجمهور هو الذي صنع الجزء الثالث وليس محطة الإم بي سي.
لكن ألا تعتقد أن المحطة خلقت لدى المتفرج رغبة في متابعة هذا العمل؟
جميل أن تقول هذا الكلام ولكنني لا أقرأ مثله عندما تتحدثون عن نجاح عمل أو فشله فالمحطة تلعب دوراً أساسياً في نجاح العمل وذلك أمر ضروري يجب أن يعرفه المتفرج.
كيف تنظر إلى النقد ومهمته في سورية؟
مهمة النقد لا تكمن في منح شهادة حسن سلوك وهو ليس معمولاً فقط للفنان وإنما للجمهور لمساعدته في تذوق الجمال وصياغة وعي المُشاهد وتقبّل الرؤى الجمالية الجديدة والمميزة فالمسألة لا تنحصر في الصح والخطأ وأذكر أن أحد الصحفيين كتب منتقداً «لغرافيك في مسلسل «صلاح الدين» ونسي العمل ومعالجته للكثير من المسائل التاريخية والدينية الحساسة، ويومئذ اعتبرت هذا النقد غبياً لأن «صلاح الدين» كان أول مسلسل عربي يُستخدم فيه الغرافيك وكان لا بد من ظهور بعض الأخطاء ودفع منتج العمل مئة ألف دولار على هذه المسألة وفي تلك الأيام كان هذا المبلغ قادراً على إنتاج مسلسل كامل وبعد هذا المسلسل تطور هذا الفن وفتحنا المجال وشجعنا حتى المصريين على ممارسته، وفي سورية اليوم تُستثمر ملايين الدولارات في هذا المجال وخُلقت طبقة من المهندسين كانت خطوة نفخر بها ثم يأتي ناقد لا يدرك أهمية ذلك ويترك عملاً كاملاً ويركز على عشرين ثانية منه.
أنت مقبل على مسلسل بدوي وهناك من ينظر إلى هذا الأمر على أنه خطوة إلى الوراء؟
ماذا تعني بعبارة خطوة إلى الوراء؟
أعني أن الفنان الذي قدم «التغريبة الفلسطينية» و«صقر قريش» وغيرَهما من الأعمال المهمة يعود إلى الأعمال البدوية؟
هذا تفكير عنصري!
لا نقصد النيل من أحد ولكن «البدوي» أصبح مقصوداً بحد ذاته بغض النظر عما يقدمه للمتفرج من مضامين فكرية جديدة ثم هل تعتقد أن المشاهد السوري تهمه هذه الأعمال؟
نعم تهمه. هناك شرائح واسعة من الجمهور السوري تريد مشاهدة الأعمال البدوية ولا نتوجه فقط إلى الجمهور السوري فمثلما تابع العرب «باب الحارة» وشاهد الجمهور غير الصعيدي «حدائق الشيطان» وتابع من لا تهمه القضية الفلسطينية مثل غيره «التغريبة الفلسطينية» أعتقد أن هذه الشرائح تريد مشاهدة البدوي وأعطيك مثالاً مسلسلَ «سحر الشرق» الذي قدمناه منذ سنوات: لو أتيحت له ظروف إنتاجية لحصد نجاحاً أكبر.
ندفع الملايين للأجانب ولا ندفع للسوريين
هل يمتلك الفنان السوري إرادة رفض أعمال لا تتوافق مع رؤاه؟
من قال إن الفنان السوري يشترك في أعمال لا تتوافق مع رؤاه؟! أنا شخصياً رفضت العديد من الأعمال التي لا تتوافق مع رؤاي علماً أنها تتوافق مع رؤى كثيرين بل يعتبرونها مهمة وأنا أعتقد أننا ما زلنا كعرب قبائل، وقيم القبائل العربية محترمة جداً وقد يأتي من يرفض هذا الكلام ولكن رفضه لا ينفي أن العرب في تاريخهم كانوا قبائل وإذا رجعنا قليلاً إلى الوراء نجد أن المفاتيح الأساسية في بلاد الشام كانت بيد القبائل وانظر إلى العراق اليوم كيف تسوسه العمامة والعقال، وارتداء البنطال والقميص لا يعني أننا لسنا قبليين.
ماذا يتناول مسلسل «فنجان الدم» الذي سيبدأ تصويره قريباً؟
يتناول العرب في القرن التاسع عشر وعلاقتهم مع السلطة العثمانية من خلال صراع بين قبيلتين في بلاد الشام وأنا أعتقد أن المسألة ليست في «البدوي» أو «الشامي» أو «المعاصر» بل في الفكرة التي تقدمها ولا أعرف من أين أتت فكرة ازدراء العمل البدوي فالازدراء يجب أن يكون للعمل السيئ. هناك أعمال «مودرن» متخلفة جداً ومن قدمها لديه فكر متخلف ثم ألا تلاحظ أن هذا الهجوم على البدوي سبق أن حدث عندما قدمنا أعمالاً تاريخية والبعض اعتبر التاريخي تراجعاً وتخلفاً؟ أنا أعتقد أن خيارات المتفرج متنوعة ومسلسل «التغريبة الفلسطينية» لا يلغي «صقر قريش» وهذا لا يلغي «عصي الدمع» ومسلسل «بقعة ضوء» لا يلغي غيره، نجاح أي عمل لا يلغي نجاح الآخر.
التقيت مع العقيد القذافي بُعيد القمة العربية ما الحديث الذي دار بينكم؟
كنت مع الفنان عباس النوري وقد تحدثنا عن القمة العربية والأصداء الإيجابية التي تركَتها كلمة العقيد عند الناس البسطاء الذين يحبون من يقول الحقيقة بعيداً عن البروتوكول، وتحدثنا عن الثقافة وعن غياب المشروع الثقافي في العالم العربي وهذا الأمر سيخلق مزيداً من التطرف والفوضى. وقلت له «نتمنى أن يكون لليبيا دور أكبر وأعمق في دعم الثقافة والفن العربي ووعَد بإعطاء توجيهات للجهات المعنية في ليبيا كي تَنشط في هذا المجال.
اشتريتَ شقة في حي المعادي القاهري وهذا أمر اعتبره البعض مؤشراً على نيتك الإقامة في مصر؟
هذا كلام يدخل في باب السطحية. نعم ذهبت وعملت في عدة مسلسلات وأفلام مصرية ولكنني ما زلت أعمل في سورية ولم تكن لدي النية إطلاقاً في الإقامة في مصر. وشراء البيت في مصر أمر شخصي وأنا حر في ذلك والسبب بسيط وهو أنني تعبت من الإقامة في الفنادق وأجد أن من العيب أن يُثار أمر كهذا.
هل المطلوب ألا يكون لدى الفنان بيت ويعيش «مشرشح» أنا أشعر أن كثيرين يريدون أن يكون الفنان مديناً فقيراً معدماً يموت وهو لا يملك شيئاً وإذا كانت الأوسمة تُمنح لهؤلاء، فأنا لست بحاجة إلى هذا الوسام أنا رجل جئت من عائلة فقيرة وأرى أن الرجل إذا استطاع بشرف وأخلاق أن يحسن حاله فهذا أمر عظيم وعندما أسمع أن فناناً يعيش على نحو سيئ في آخر أيامه «أحزن عليه وأعتب عليه لأنه لم يحسب حساب هذا اليوم أنا شخصياً أحسب حساب يوم قد لا أستطيع أن أعمل فيه نتيجة مرض، ثم لماذا يحق للناس ذلك ولا يحق للفنان؟ ولا تنسَ أن مهنتنا شاقة وتكلفتها عالية جداً.
هل تتابع نشاطات الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية؟
تابعت بعض النشاطات وأسأل أين سورية في هذه الاحتفالية؟ من المهم أن أفتح صدري للثقافات الأخرى ولكن الأهم أن أنتج ثقافة أصدّرها للآخرين، أين طباعة الكتب التي تباع بسعر رخيص للقراء؟ أين الأفلام السينمائية والوثائقية التي أنجزناها للمناسبة؟ والجواب لا يوجد شيء، وفي الحقيقة لا أعرف حيثيات ما يجري وأحياناً تكون أحلامنا أكبر من الواقع ولكنني أستغرب أن تدفع الملايين لفعالية تأتي من خارج سورية ولا أدفع أقل من ذلك بكثير لفعالية سوريةٍ تبقى ملكية دائمة لها. كنت أتمنى أن تكون المناسبة فرصة لتأسيس مشروع ثقافي وصناعة ثقافية.



الوطن

طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك