شاعرات عربيات

سورية في الموقع الثاني عالمياً في تطوير سياحة الأعمال

مجلس السياحة والسفر العالمي: نتائج سورية فاقت التقديرات

16/نيسان/2008

اعتبر المجلس الدولي للسياحة والسفر العالمي أن الوضع السياحي في سورية قد تحسن عما كان عليه، مشيراً إلى أنّ الوضع المنجز في سورية لعام 2007 قد تحسّن عن الوضع الذي كان مُقَدّراً في بداية العام ذاته.

برز التحسن أساساً في نسبة الإسهام في القطع الأجنبي، عندما تمّ إنجاز 8.31% من هذا الإسهام في الوقت الذي لم تكن فيه تقديرات الإسهام هذه أكثر من 39.28% فقط، أما بالنسبة إلى إسهام اقتصاد السياحة في الناتج الوطني (المحلي) الإجمالي، الذي يعني مجمل النشاط السياحي فقد حقق فعلياً 4.14% بينما كانت التقديرات في بداية عام 2007 لا تتعدّى 4.13%، كما ارتفع المنجَز في نسبة العمالة في اقتصاد السياحة عن تقديرات بداية العام الماضي، التي كانت 21.14% ليصل المُحقَّق فعلاً إلى 1.15% عند نهاية عام 2007.‏

توقعات عام 2008‏
توقّع المجلس الدولي للسياحة والسفر العالمي، في تقريره الذي أصدره مؤخراً، بالتعاون مع مركز أكسفورد للأبحاث الاقتصادية، أن تستمر سورية خلال عام 2008 بالتحسن في مؤشراتها السياحية، سواء بالترتيب السياحي العام لسورية بالنسبة إلى دول العالم الأخرى، أو بالترتيب حسب نسبة اقتصاد السياحة إلى الاقتصاد الوطني، إضافة إلى المؤشرات النسبية الأساسية.‏

المركز السوري إلى تقدم‏
استطاعت سورية في عام 2007 أن تتخطى دولتين على مستوى العالم سياحياً، لتنتقل بذلك من المركز الثامن والسبعين إلى المركز السادس والسبعين من أصل مائة وست وسبعين دولة، ليبقى أمامها مائة دولة، وقد لا ينقضي عام 2008 حتى تكون قد كسرت حاجز المائة في إطار سيرها نحو المراكز المتقدمة.‏

غير أنّ التقرير المذكور اعتبر أنّ التحسن الأوضح في السياحة السورية، يتمثل في ترتيب الدول حسب الوضع النسبي للنشاط السياحي، وانعكاسه على الاقتصاد الوطني في الدولة، كاشفاً أنّ سورية قد انتقلت من الترتيب الحادي والستين إلى الترتيب الثامن والأربعين عالمياً، الأمر الذي يؤكد أنّ إسهام السياحة في النشاط الاقتصادي السوري بحسب التقرير قد أصبح أكثر أهمية عمّا هو عليه في دول أخرى.‏

توقعات في غير مكانها‏
أما بالنسبة لتوقعات النمو للسنوات العشر القادمة، لكامل الطلب السياحي في سورية، فلم يكن التقرير مقنعاً لأنه بنى توقعاته على احتمالات ظنيّة، دون أي معطيات واضحة، فقد أشار التقرير إلى أنّ سورية قد حلّتْ في المركز التاسع والسبعين في توقعات النمو المُشار إليها بدلاً من الترتيب السابع والستين الذي كان متوقعاً العام الماضي، ورأى التقرير أنّ هذا يعود من حيث المبدأ إلى سببين محتملين:‏

السبب الأول غير مرتبط بالسياحة السورية بل بدول أخرى قد تكون دخلت عالم السياحة مجدداً، منطلقة من وضع لا تتوفر فيه أي بُنى تحتية، وبالتالي تُحقق للسنوات العشر القادمة معدلات نمو متوقعة أسرع من سورية، فتحتل ترتيباً أفضل من توقعات النمو.‏

في الواقع إن كان هذا الأمر وارداً فليس ثمة ما يشير إلى ذلك، كما أن التقرير اقتصر على الظن في هذه المسألة من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن توقعات النمو الناجم عن بنى تحتية جيدة وناهضة، ومئات المشاريع السياحية الصغيرة والمتوسطة والضخمة، التي صارت بحكم المنجَزة خلال السنوات القادمة، من المفترض أن تكون أوفر حظاً في أثرها على ارتفاع مؤشرات النمو، من تلك الحالات العشوائية الهشّة، التي ستعتمد على «مجرد الانطلاق، دون توفر بنية تحتية» لأنه سلفاً سيكون منطلقاً مهزوزاً، أشبه بسياسة تجار الحقيبة في المنطق التجاري، مع الإشارة إلى أن التقرير يوضح لاحقاً أن هناك توقعات كبيرة لزيادة حجم العمالة وزيادة الاستثمارات السياحية.‏

السبب الثاني المحتمل يتعلق بتوقعات النمو في سورية، كأنْ تكون توقعات معدلات النمو في سورية قد انخفضت!

في الواقع إنّ هذا الاحتمال غريب جداً، ولا ندري على أي شيء يستند، ولا سيما أنّ مؤشرات ارتفاع النمو في سورية كبيرة سياحياً واستثمارياً وتجارياً ونفطياً، فتضاؤل إنتاج النفط لن يكون معناه تحييدَ سورية نفطياً، فثمة أبواب أخرى مأمولة، ويكفي الركون بذلك إلى المؤشرات التي يمكن ملاحظتها من خلال أنّ هناك من يُقبل بشدة على بناء مصافي نفطٍ جديدة في سورية.‏

كما أن الاحتمال الثاني غير وارد أساساً، فقد كان توقع النمو عام 2007 للسنوات العشر القادمة لكامل الطلب السياحي في سورية 7.4% وحققت سورية الترتيب السابع والستين وكان التوقع في تقرير عام 2008 للسنوات العشر القادمة 6.4% وجاءت سورية في الترتيب التاسع والسبعين، وذلك يعني أنه لا يوجد انخفاض واضح في نسبة النمو، مع الإشارة إلى أنّ ما تم تحقيقه في عام 2007 سياحياً في سورية أعلى عموماً مما سبق توقعه.‏

المؤشرات السياحية الأخرى‏
من جانب آخر أشار التقرير إلى تحسن إسهام صناعة السياحة السورية (فنادق ومطاعم) من 9.5% عام 2007 إلى 1.6% بحسب توقعات 2008، فيما ارتفع تقدير إسهام السياحة في الناتج من 4.13% إلى 5.14% ونسبة العمالة من 2.14% إلى 2.15%.‏

في الوقت الذي كانت فيه توقعات إيرادات السياحة الداخلية ثمانمائة وثلاثة وثمانين مليون دولار، ارتفع المنجز إلى مليار ومائة وسبعة وخمسين مليون دولار، فيما ارتفع التقدير بهذا الشأن عام 2008 إلى مليار ومائتين وسبعة عشر مليون دولار.‏

أما بالنسبة إلى السياحة الدولية في سورية فقد حققت ثلاثة مليارات دولار خلال عام 2007 بينما كانت التوقعات فقط مليارين وأربعمائة وثمانين مليون دولار، وهذا العام ازدادت التوقعات إلى ثلاثة مليارات وتسعة وسبعين مليون دولار. وبشأن الاستثمارات السياحية فقد فاقت التوقعات أيضاً فكانت خمسمائة وسبعة وثلاثين مليون دولار، ولكن جرى تحقيق 4.570 مليون دولار، وترتفع التقديرات الآن إلى 5.592 مليون دولار.‏

أبرز التقرير أيضاً أن الطلب السياحي قد حقق خمسة مليارات وثمانمائة وتسعة وتسعين مليون دولار، فيما كانت التوقعات فقط أربعة مليارات وسبعمائة وتسعة وخمسين مليون دولار. أما توقعات هذا العام فتصل إلى ستة مليارات ومائة واثنين وثمانين مليون دولار، كما ارتفع الناتج المحلي الإجمالي لصناعة السياحة السورية إلى مليار وتسعمائة وخمسة وسبعين مليون دولار، وكان التوقع 1.166 ملياراً بينما تقديرات العام 2008 الجاري قد سجلت ارتفاعاً بوصولها إلى مليارين وأربعة وأربعين مليون دولار، كما ارتفع الناتج الوطني لاقتصاد السياحة فعلياً إلى أربعة مليارات وستمائة واثنين وسبعين مليون دولار، بدلاً من التقدير الذي لم يتجاوز ثلاثة مليارات وثمانمائة وعشرة ملايين دولار، ليزداد تقدير هذا العام إلى أربعة مليارات وثمانمائة وخمسة وثمانين مليون دولار.‏

الترتيب العالمي‏
كشف التقرير أن سورية قد حصدت ثلاثة مواقع هامة في الترتيب العالمي، حيث جاءت في الموقع الثاني بعد البرازيل في تطور سياحة الأعمال، فيما أتت روسيا في المرتبة الثالثة، والصين الرابعة ثم أذربيجان، وذلك يعكس التطور النسبي بحسب التقرير للنشاط الاقتصادي العام في سورية. كما أتت سورية في الموقع الثاني عالمياً حسب توقعات نمو العمالة في اقتصاد السياحة حتى العام 2018 فيما احتلت الموقع الثالث عالمياً في توقعات نمو العمالة في صناعة السياحة (فنادق ومطاعم) خلال السنوات العشر القادمة، وذلك يشير إلى توقعات إيجابية بزيادة الاستثمارات السياحية.‏

أما في الترتيب العالمي بالنسبة إلى مؤشرات أخرى فقد أوضح التقرير أنّ سورية قد حلّت في الترتيب الستين بالنسبة إلى تطور كامل الطلب السياحي، بينما كان ترتيب دول الجوار هو: السعودية /43/ ومصر /47/ والمغرب /64/ وقبرص /81/ واليونان /85/ والأردن /93/ وتونس /104/ وتركيا /126/ ولبنان /172/‏.

مقارنات‏
ختم مجلس السياحة والسفر العالمي تقريره بمقارنات لافتة شملت تطور الواقع السياحي في سورية بين عامي 2003 و2008، فأوضح أنّ وسطيّ الزيادة السنوية بين هذين العامين لإنفاق السياحة الداخلية قد وصل إلى 8% ولإنفاق السياحة الدولية 32% معتبراً أنها نسبة عالية جداً، كما تطور كامل الطلب السياحي بنسبة 17%، ومساهمة اقتصاد السياحة في الناتج المحلي الإجمالي 19%، أما مساهمة صناعة السياحة في هذا الناتج فهي 24%، بينما تضاعف تدفق الاستثمارات السياحية، فوصل المعدل السنوي للنمو في هذا الجانب إلى 15% بين العامين المذكورين.‏

زيادة القدوم السياحي الأوروبي‏
أكد الدكتور المهندس سعد الله آغة القلعة وزير السياحة أن شهر آذار الماضي الذي يمثل بداية الموسم السياحي الأوروبي شهد حركة كبيرة في القدوم السياحي الأوروبي إلى سورية فبلغ عدد السياح الأجانب دون العرب بحسب سجلات وزارة الداخلية 98961 سائح أجنبي مقابل 70314 سائح خلال الشهر ذاته من العام الماضي، أي بنسبة زيادة 41%. وأشار السيد الوزير إلى زيادة في عدد الليالي السياحية للربع الأول من هذا العام لتصل إلى 190022 ليلة سياحية.

وتتركز الزيادات في جنسيات الدول التي نفّذت الوزارة فيها نشاطات ترويجية عام 2007، فازدادت نسبة القدوم السياحي للمجموعات السياحية الألمانية خلال الربع الأول من هذا العام بنسبة 88% مقارنة بالربع الأول من 2007 و71% مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2006، وبالنسبة للإسبان كانت الزيادة 73% مقارنة مع 2007 و132% مقارنة بعام 2006، وللإيطاليين بنسبة زيادة هي 256% مقارنة مع 2007 و196% مقارنة مع 2006، وللبريطانيين بنسبة 96% مقارنة مع عام 2007 و70% مقارنة مع 2006، وللصينيين بنسبة زيادة هي 6% مقارنة مع عام 2007 و125% مقارنة مع عام 2006.‏

أضاف أنه تأتي هذه الأنشطة والفعاليات بفضل إقرار الحكومة اقتراح وزارة السياحة بزيادة موازنة الترويج السياحي لعام 2007 لتصل إلى حوالي 5.5 مليون دولار. كما أكد السيد الوزير أن حصة الوزارة من أرباحها من فنادق شيراتون دمشق وميريديان دمشق وميريديان اللاذقية -التي تملكها الوزارة- ارتفعت خلال الربع الأول من عام 2008 إلى 149.3 مليون ليرة سورية مقابل 128 مليون ليرة سورية خلال الفترة ذاتها من عام 2007.




الثورة


مواضيع ذات صلة
- مشروع موقع كوكب القبلية السياحي بدرعا ومقومات الجذب السياحي
في إطار سعي المحافظة إلى تشجيع الاستثمار و توطينه

- آغة القلعة: النمو السياحي حوالي 15 بالمئة
رغبة وزارة السياحة اليمنية في الاستفادة من التجربة السورية

- خمسة مواقع أثرية في حماة ضمن سوق الاستثمار السياحي الرابع
مشاريع تمتاز بقيمة أثرية وتاريخية كبيرة

- ورشة عمل تناقش واقع العمل السياحي بعد ارتفاع الأسعار
- بوابة دمشق يدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية
- التحضيرات لمهرجان سوار الشام
- اثنا عشر ألف زائر في معرض هذا العام
خطط طموحة لتنشيط السياحة داخلياً

- سباق اليخوت الشراعية لشرق المتوسط يصل اللاذقية
- أهالي مصياف يقومون بحملة صيانة وتنظيف لتجميل مدينتهم
- زيادة إيرادات السياحة في حماة
- الإذاعة النمساوية: سورية بلد نموذجي للتسامح الديني
قدّمت خدمات جليلة لمليوني لاجئ عراقي

- «صنداي تلغراف» البريطانية: سورية روعة وعراقة وأمان
تعالوا إلى سورية وزوروا البقعة الأجمل والأهدأ والأروع في العالم

- مجلة 100+1 التشيكية: سورية مهد الحضارات
تاريخ وواقع أهم المعالم الأثرية والدينية والسياحية

- بعثة تلفزيونية تونسية في دمشق وحلب
التليلي: أهل الفن في سورية صاروا جزءاً من حكايات البيت التونسي وتراثه

- اليونسكو: سورية كنز من كنوز العالم
إدراج قلعة الحصن في قائمة التراث العالمي للحفاظ عليها

- التلفزيون السويدي: تدمر من أهم المدن الأثرية في العالم
حضارة تاريخية ممتدة لقرون سحيقة في الزمن

- بولونيا تصور فيلماً وثائقياً عن السياحة بسورية
سورية تستحق الترويج السياحي لما تمتاز به من أمان وهدوء وطبيعة خلابة

- سورية في عيون ألمانية
إنها مهد الديانات السماوية ومنها انطلقت الحياة

- أندروماك، في أثينا بعد دمشق
بالعربية والفرنسية مع ترجمة باليونانية

- مجلة بانيبال: ملف عن الأدب السوري الحديث

تعليقات القراء

المشاركة في التعليقات:

*اسمك:
الدولة:
بريدك الإلكتروني:
*تعليقك:

الحقول المشار إليها بـ (*) ضرورية

ضيف اكتشف سورية
عبد السلام العجيلي
عبد السلام العجيلي
دمشق القديمة
غاليري اكتشف سورية
غاليري اكتشف سورية
 

 


هذا الموقع برعاية
MTN Syria

بعض الحقوق محفوظة © اكتشف سورية 2008
Google وGoogle Maps وشعار Google هي علامات مسجلة لشركةGoogle
info@discover-syria.com

إعداد وتنفيذ الأوس للنشر
الأوس للنشر