بين الكتابة والصورة نماذجُ من المخطوطات والأيقونات في سوريَّة

13 04

يقف زائر هذا المعرض أمام نماذج من المخطوطات العربية الإسلامية مع مخطوطين عربيين مسيحيين بالإضافة إلى مجموعة من الأيقونات الشعبية.
إن التوجه في اختيار المعروضات قد اعتمد إظهار الناحية الفنية أي جماليات الكتابة العربية والرسمِ والزخرفة واللون في المخطوطات، أما الأيقونات فقد اخترنا منها نماذج تمثل موضوعات مسيحيةً مألوفة، وبعد ذلك حاولنا المقاربة بين الفنَّين الإسلامي والمسيحي.
علماً أن هذه المعروضات تمثل مختارات من محفوظات المتحف الوطني بدمشق ومكتبة الأسد الوطنية في دمشق، كذلك مختارات من كنائس دمشق وأديرتها والمحيطِ القلموني.
إن المخطوطات الإسلامية التي تمكنا من جمعها فيها ثلاثة نماذج بالخط الكوفي، وهي صفْحات من مصاحف كريمة ترجع إلى الفترة العباسية بالإضافة إلى عدد من المصاحف التي ترجع إلى الفترتين المملوكية والعثمانية، بينما نرى الأيقونات التي جمعناها حديثةً نسبياً، أي من القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين.
السؤال الذي يطرح ذاته إذاً هو: ما هي العلاقة بين نماذج المعروضات الإسلامية والنماذج المسيحية؟ وأي دليل نتوخاه للمقارنة بين هذين النوعين؟ ثم أي فائدة علمية ترتجى من عرضهما جنباً إلى جنب؟
إذا كان قد قُدر للحضارتين الإسلامية والمسيحية أن تتلاقيا وتتفاعلا في حوار التأثيرات المتبادلة بينهما، في بلاد الشام والرافدين والأندلس ومصر، فذلك لنكون نحن العربَ ورثةَ حضارة كونية شمولية نستطلع آثارها في فن العمارة وطُرزها وما استقطبته العمارة من فنون جدارية ووظيفية أو تطبيقية، وذلك ما ينسحب بالطبع على فنون الكتابة والصورة أي المخطوطات والأيقونات، وهو موضوع معرضنا الحالي.
هنا تجدر الملاحظة التالية: إذا كان النسيج الفني التشكيلي في الشرق عموماً والمنطقة العربية قد شمل الفنون البصرية كلها، ولم يكن هناك تفريق بين فن تعبيري أو تشخيصي (جداري، أو تصوير توضيحي في مخطوط أو غيره) أو زخرفي أو تطبيقي (نسيج، أو آنية، أو أداة استعمالية أو غيرها)، فلأن الهدف من الفن كان تلبية حاجتي الإنسان الروحية والمادية اليوميتين، على اختلاف النسيج الاجتماعي الذي كان هذا الإنسان منتمياً إليه، حتى صار الفن يلازم حياة الإنسان اليومية، وذلك ما حصل في الفنين المسيحي والإسلامي في حقب التاريخ المختلفة، التي التقى فيها هذان الفنان وتبادلا التأثير، أي منذ الفترة الأموية في القرن الأول هجرياً السابع ميلادياً ثم العباسية من منتصف القرن الثاني هجرياً الثامن ميلادياً حتى منتصف القرن السابع هجرياً الثالث عشر ميلادياً، وما استظل بها من فاطمية وأيوبية، وتأتي الفترة المملوكية بعد ذلك من منتصف القرن السابع هجرياً الثالث عشر ميلادياً فتليها العثمانية في بدايات القرن السادس عشر الميلادي، ثم تأتي النهضة العربية في القرن التاسع عشر الميلادي، وهي الفترة التي بدأ فيها المفهوم الغربي الأوروبي يجتذب الفنانين التشكيليين في البلاد العربية، فظهر مفهوم الصورة أو اللوحة الفنية مختلفاً عن الفن الشعبي التطبيقي.
يفتتح المعرض في الساعة السادسة من مساء يوم الأربعاء الواقع في الثلاثين من نيسان 2008 في المتحف الوطني بدمشق - صالة قصر الحير، ويستمر حتى السابع عشر من حزيران.


احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق