بشير زهدي يحاضر تاريخ بدايات الحركة التشكيلية في سورية

13 04

الفن مدرسة ذكاء وأداة تطوير وإبداع

في كلمة مأثورة للناقد البريطاني المشهور «جور رسكن» يقول «إن الأمم العظيمة تخلد أمجادها في ثلاثة مجلدات: مجلد أعمالها، ومجلد كلماتها وأخيراً مجلد فنونها».
هذا يعطينا فكرة عن أهمية الفن في حياة أمم العالم، من كونه أداة تواصل وتطوير وإبداع وأبعدَ من ذلك يمكن القول إنه أداة تطوير للمجتمع. وحول كل ما تقدمت به ألقى الدكتور والباحث بشير زهدي في مركز أدهم اسماعيل محاضرة في «تاريخ بدايات الحركة التشكيلية في سورية» في الثالث عشر من نيسان 2008.
أراد الباحث فيها أن يبين أهمية الفن عامة، والوقوفَ عند تاريخ بلادنا الفني وروادنا الأوائل: حياتِهم ودورهم في تأسيس حركة فنية في عصر لم يكن أحد فيه يهتم للفن التصويري باستثناء الخط العربي، وما تعرضوا له من غبن.
تناول الكاتب تاريخ بداية الحركة التشكيلية في سورية منذ ألفي سنة قبل الميلاد في حضارات ماري ودورا أوروبوس وتدمر وجميعها تؤكد أننا أبناء حضارة فنية ثقافية، وصولاً إلى دَور الحركات التبشيرية والفنية في عصر النهضة والتفاعل الحضاري بين سورية وأوروبا وما لعبه من دور في تطوير معلومات فنانينا ومهاراتهم وإبداعاتهم ممن كانوا يحلمون بالسفر إلى إحدى عواصم الفن في العالم، وما لعودتهم من أهمية وإسهام في تطوير الحركة الفنية بما حملوه معهم.
يجد الباحث زهدي أن معظم أحلام هؤلاء الفنانين قد تحققت اليوم من تأسيس نقابة ورابطة فنية، وإقامة معارض في الصالات الرسمية، ورعاية الدولة للفن. وكل ما حلم به رواد الفن الأوائل تحقق.
أما فيما يتعلق بالفن فيجد فيه مدرسة ذكاء، يساهم في سعادة الإنسان ورفع سوية المجتمع، ويجد في الفن السوري المعاصر مرآة حضارة، وهو الوحيد القادر على إبراز حضارتنا وثقافتنا للأخر. وعلى صعيد الداخل يجد أن الفن يستطيع أن يطرح هماً مرتبطاً بالحياة الاجتماعية والوطنية طارحاً مثال عاصم زكريا ولوحاته التي تعتبر سجلاً للثورة السورية وأبطالها، ولؤي كيالي ولوحاته التي لها علاقة بالنضال الوطني وأحلام المجتمع.
أشار الباحث زهدي إلى أن الفن بالنسبة إليه مصدر سعادة، وقد عمل على نقل أفكاره الجمالية التي درسها وتعلمها في الخارج منذ عام 1954 إلى جيل الشباب من خلال محاضراته في كلية الفنون الجميلة وكلية الآداب.
يُذكر أن الباحث بشير زهدي تولُّد عام 1920، وحاصل على شهادة الحقوق من جامعة دمشق عام 1951، وشهادة الآداب من جامعة السوربون في باريس عام 1954، ودبلوم معهد اللوفر في باريس عام 1955. له ثلاثة معارض تشكيلية في المركز الثقافي الفرنسي، واثنان في المركز الثقافي الإسباني. له أربعة عشر مؤلَّفاً في علم الجمال والنقد، وفلسفة الجمال وعلم الفن ، وتاريخ الفن ، والفن السوري في العصر الهلنستي والروماني في ثلاثة عشر جزءاً. وله أكثر من مائة وخمسين بحثاً علمياً في كل مجالات الحياة.


رياض أحمد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق