افتتاح المؤتمر الوطني الأول لصناعة المحتوى الرقمي العربي

13 حزيران 2009

الأوس للنشر يعلن عن مشروعه «تدمر، مملكة خالدة في الصحراء السورية»

افتتحت الدكتورة نجاح العطار -نائب رئيس الجمهورية- مساء السبت 13 حزيران المؤتمرَ الوطني الأول لصناعة المحتوى الرقمي العربي، الذي تقيمه وزارتا الإعلام والاتصالات والتقانة والجمعية العلمية السورية للمعلوماتية، بالتعاون مع اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، بمشاركة ست دول عربية وعدد من المنظمات الإقليمية والدولية في قصر الأمويين للمؤتمرات.

وأوضحت الدكتورة العطار أن تأسيس الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية في دمشق عام 1989 كان الخطوة الأولى التي استهدفت نشر الثقافة المعلوماتية وثقافة المعلومات، وأن السيد الرئيس بشار الأسد وضع الجمعية على رأس سلم أولوياته وهيأ لها إمكانات كثيرة من توفير الحواسيب وإمكانات التدريب والمراكز المتعددة مؤكدة أهمية تأهيل الشبيبة والناشئة بتطوير التعليم وتوفير المستلزمات وإمكانات التدريب على أحدث الأساليب المعمول بها في بلدان العالم المتقدم.

وقالت الدكتورة العطار إن سورية تنشط على أكثر من صعيد، وتلقى كل التوجهات التحديثية فيها دعماً كبيراً من رئيس البلاد، الذي أحدث كلية للمعلوماتية وجامعة افتراضية وعزز وزارة الاتصالات والتقانة. وفي سعيه لبناء مجتمع جديد ذي نبض جديد حرص على التمكين للغة العربية وحمايتها ودفع الأذى عنها لأنه يدرك أن اللغة العربية هي من أهم أسس قوميتنا وأنها الهوية، وإذا كنا حريصين على موقعنا في قلب العصر فإن هذا لا يعني أن تضيع الهوية الجامعة والثقافة المتجذرة والثوابت المرتكزة على الإيمان بالأمة العربية لغة وتراثاً وتاريخاً وانتماء من المحيط إلى الخليج.


الدكتورة نجاح العطار
نائب رئيس الجمهورية العربية السورية
تلقي كلمتها


وأوضحت الدكتورة العطار أنه في ظل هذا التطور المعلوماتي الكبير وجد العرب أنفسهم مضطرين لاستخدام اللغة الأجنبية للدخول إلى عالم الإنترنت كون معظم المحتوى باللغات الأجنبية الأمر الذي دفعهم إلى التفكير بضرورة الاهتمام بالمحتوى العربي نظراً لاتساع تطبيقات المعلوماتية بما يغني الحياة الثقافية ويطور الأداء ويختصر الزمن ويحمي التراث ويوفر المرجعيات بيسر وسهولة ودقة علمية بالغة

وأضافت أن اللغة العربية لا تحظى سوى بنسبة 1.5 بالمئة من لغة المحتوى على الشابكة وتقتصر على خدمات بسيطة وألعاب مقارنة باللغة الإنكليزية التي تحتل المرتبة الأولى الأمر الذي يحتم علينا العمل على تعزيز المحتوى العربي وتلافي التقصير من كل الجهات المعنية سواء في الوزارات أو الجمعيات أو الجامعات مشيرة بهذا الصدد إلى عدة مشاريع أطلقت في هذا الاتجاه منها المشروع الذي تبنته الجامعة العربية الذي يعنى بالنتاج اللغوي وإيجاد بنك نصوص يتضمن أمهات الكتب الأدبية والعلمية والتقنية ووضع هذه النصوص في موقع على الإنترنت بمشاركة أكبر عدد من المؤسسات العلمية في الوطن العربي.

وختمت السيدة نائب رئيس الجمهورية بالقول إنه علينا أن نتذكر أن كل ما نقول عن اقتصاد المعرفة ومجتمع المعرفة لا يمكن أن يتحقق إلا إذا قطعنا أشواطاً في عملية صناعة المحتوى العربي إغناء وارتقاء وأن الطريق صار مفتوحا أمامنا وعلينا أن نحث الخطا ونبذل أقصى ما نستطيع ولا نتوقف عند القرار بل نسعى إلى التنفيذ.



المهندس نبيل الدبس
رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر

من جهته أشار المهندس نبيل الدبس -معاون وزير الإعلام رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر- إلى أهمية المؤتمر كونه ينظم لأول مرة في سورية والأول من نوعه في الوطن العربي لافتاً إلى أن صناعة المحتوى وصناعة التكنولوجيا الحيوية سيشكلان ساحة السباق الساخنة التي ستشهد تنافسا حادا بين البلدان المتقدمة للهيمنة على السوق العالمية لاقتصاد المعرفة من جانب ونضالاً مريراً من قبل البلدان النامية سعياً للحاق به من جانب آخر.

وأشار إلى أن محاور جلسات المؤتمر ستتناول دور المنظمات الدولية ومجالات البحث والتطوير والتوثيق الرقمي ومتطلبات ومقومات ومؤشرات ومعايير صناعة المحتوى الرقمي العربي والأبعاد الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والإعلامية لهذه الصناعة وبعض التجارب والمشاريع العربية إضافة إلى المبادرات والتجارب والمشاريع الرائدة السورية في هذا المجال لافتاً إلى أن هناك ندرة في الأبحاث الاقتصادية التي تتلمس مقومات صناعة المحتوى الرقمي في الواقع السوري والتحديات التي تواجهها ومدى توفر الجدوى الاقتصادية لها وفرص الاستثمار فيها كذلك تلك التي تحاول دراسة السوق السورية للمحتوى الرقمي وحجم الطلب على المنتج الرقمي بمختلف انواعه وتوقعات هذا الطلب على المدى المتوسط والبعيد وفرص التعاون مع الدول العربية.

وقال الدبس إن موضوع صناعة المحتوى الرقمي في سورية موضوع تشاركي بامتياز يتجاوز قدرات جهة أو جهات بعينها لافتاً إلى ضرورة المبادرة إلى تحديد الأولويات الوطنية والبدء في اتخاذ الإجراءات الكفيلة بتوفير البيئة الملائمة لتطوير هذه الصناعة وتحديد سياسة واستراتيجية واضحة لها تأخذ في الاعتبار المعايير المعتمدة والتوجهات السائدة في صناعة المحتوى على صعيد العالم وأولويات صناعة المحتوى الرقمي في المنطقة العربية.



الدكتور راكان رزوق
رئيس مجلس الإدارة في الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية

وقال الدكتور راكان رزوق -رئيس الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية- إن التجارب أثبتت أن تطوير المحتوى الرقمي هو عمل تشاركي تساهم به كل شرائح المجتمع ومؤسساته كما تبين أن ماحققناه في وطننا العربي في مجال صناعة المحتوى الرقمي العربي مازال دون المطلوب كماً ونوعاً فنسبة المحتوى العربي على الإنترنت لا تتناسب أبداً مع نسبة عدد الناطقين بالعربية كما أن هذا المحتوى يفتقر إلى الكثير من المقومات اللازمة لجعله يرتقي إلى المستوى العالمي.

وأضاف أنه ومن هنا فإن أهمية هذا المؤتمر تنبع من كونه منصة للحوار وتبادل الآراء والأفكار والتجارب التي من شأنها تعزيز المحتوى الرقمي العربي وتفعيل دوره ليكون أداة في التقدم العلمي والثقافي والاجتماعي.

وأشار الدكتور رزوق إلى المشاريع التي قدمتها الهيئة لدعم المحتوى ومنها مشروع مدونة وطن «esyria» استجابة لتوصيات القمة العالمية لمجتمع المعلومات والتي دعت إلى تعزيز المحتوى المحلي على الإنترنت حيث يهتم هذا المشروع بنشر كل ما يتعلق بالحياة الثقافية والاجتماعية في سورية لافتاً إلى إنشاء مجموعة من المواقع التي يهتم كل منها بأخبار محافظة معينة من المحافظات السورية وتطوير الآليات اللازمة لاستقبال المعلومات عن المحافظات وتدقيقها وتبويبها قبل نشرها..وقد أصبح موقع "اي سيريا" من أكثر المواقع السورية تصفحاً نتيجة غزارة المحتوى الذي يقدمه وتنوعه.

وأشار إلى ظهور أهمية المحتوى الرقمي المحلي الذي هو تعبير وتواصل للمعرفة والخبرة المولدة محلياً وقال: إن المحتوى الرقمي العربي يحفظ اللغة المشتركة ويسهل تطورها ويعزز التنوع الثقافي فيما يدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية وهذا المحتوى هو صناعة تجمع الإبداع والتطوير والتطبيقات مع نماذج جديدة للإنتاج والتوزيع تهدف إلى تقديم محتوى مفيد للمستهلكين ومن تطبيقاته النموذجية الألعاب الرقمية والفيديو والصوت الرقمي والتطبيقات والخدمات النقالة وبرمجيات معالجة المحتوى والأرشفة الرقمية ومواد التعليم الإلكتروني. وأضاف عواد أن تعزيز المحتوى الرقمي العربي يتطلب تطوير بنية متكاملة تأخذ في الحسبان الترتيبات السياسية والإدارية والمعايير والتطبيقات الجديدة وجودة البيانات المنشورة والبحث والتطوير ومن أحد عناصر هذه البيئة سهولة الوصول إلى هذا المحتوى ولاسيما عن طريق الإنترنت.

وأشار إلى التطور الهائل الذي شهده الوطن العربي في مجال استعمال شبكة الإنترنت وزيادة عدد مستخدميها موضحاً أن نسبة مستخدمي الإنترنت في سورية زادت بنسبة 466ر11 بالمئة بين عامي 2000و2008 وهي نسبة أعلى إذا ما قورنت ببعض دول المنطقة غير العربية ما يؤكد الاهتمام بهذه التقنيات والاستفادة منها.


الدكتورة نجاح العطار والدكتور محسن بلال

حضر الافتتاح الدكتور ياسر حورية -عضو القيادة القطرية للحزب ورئيس مكتب التربية والتعليم العالي القطري- وشهناز فاكوش -عضو القيادة القطرية ورئيسة مكتب المنظمات الشعبية- ووزراء الإعلام والاتصالات والتقانة والتعليم العالي والمغتربين وشؤون رئاسة الجمهورية والدولة لشؤون البيئة، وفعاليات علمية واقتصادية وثقافية وعدد من المهتمين العرب والأجانب. ويهدف المؤتمر إلى استكشاف الآليات التي تساعد على تدارك النقص الهائل في المحتوى الرقمي العربي بمختلف أنواعه وبخاصة توفره على شبكة الإنترنت ورسم الملامح العامة لاستراتيجية وطنية لتوفير هذا المحتوى عن طريق صناعة واضحة الأسس والأهداف والبحث في كيفية توجيه هذا المحتوى نحو تحقيق أهداف التنمية الوطنية والحفاظ على الهوية العربية والتفاعل مع العالم الخارجي.

وذكرت وكالة الأنباء السورية سانا أن محاور المؤتمر، الذي يستمر ثلاثة أيام، على إشكاليات مفهوم صناعة المحتوى وتطبيقاته ومجالاته ومقوماته ومتطلباته وإشكاليات إنتاج وتوليد المحتوى وتوظيفه في التنمية والأبعاد الاقتصادية لصناعة المحتوى الرقمي وخصوصيات المنطقة العربية في هذا المجال بالإضافة إلى جوانب التطوير والبحث في مجالات صناعة المحتوى الرقمي وحمايته واستراتيجياته ومشاريعه الوطنية والعربية.

الأوس للنشر
تطلق مشروعها: تدمر، مملكة خالدة في الصحراء السورية

ترافق المؤتمر مجموعة من الجلسات التخصصية تتناول مسح الواقع المحلي في صناعة المحتوى من تجارب وتطبيقات عملية وقصص نجاح وفشل في إطار المحتويات التعليمية والإعلامية والسياحية والثقافية والخدمية الحكومية والخدمية الصحية والتجارية الإلكترونية إضافة إلى كيفية الاستفادة من التجارب العالمية في كل من كوريا الجنوبية والصين وإيران والهند واليابان.

هذا وتلى كلمات الافتتاح عروضاً لنماذج من التجارب السورية في المحتوى الرقمي العربي، كان أولها عرض قدمته دار الأوس للنشر، بعنوان «تدمر، كما كانت في عهد زنوبيا». وفي تقديم الفيلم تم ذكر نبذة عن دار الأوس: ذكر فيها أن دار «الأَوْس للنشر» تعمل على توثيق التراث الحضاري في سورية، من خلال مشاريعها الرقمية والورقية، كما في بوابة «اكتشف سورية» على الانترنت، ومشروع توثيق آثار وحضارة تدمر من خلال إعادة بناء ثلاثية الأبعاد ومجموعة من الكتب المتخصصة، وفق أسس علمية صارمة تعتمدُ على المراجع الأصيلة وعلى استشارات مباشرة مع المتخصصين في تاريخ وآثار تدمر ممن عملوا فيها.

وتضمن الفيلم عرضاً تعريفياً في عشر دقائق فيه مقتطفات من عمل الدار في توثيق هذه المدينة التاريخية وإعادة بنائها.


اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

اسمك

الدولة

التعليق

محمد:

يعني كتير مهم هيك نشاطات، بس يا ترى وين النتايج، منشوف مؤتمرات كتيرة بس ما عمنشوف متابعات لتوصيات المؤتمرات ونتائجه

الشام