عصام درويش ومحمد الوهيبي في صالة عشتار

31 05

تتنوع الخامات المستخدمة في عالم الفن التشكيلي لتتعدى قطعة قماش بيضاء، ولتصل لأكثر الأشياء قساوة في تركيبتها وطبيعتها، بحيث يجعل منها اللون مادة حسية رقيقة تداعب أحاسيسنا وخيالاتنا، نرسم عليها أو نشكل من تجميعها لوحة فنية معبرة، هذا ما رأيناه في معرض الفنانين التشكيليين محمد الوهيبي وعصام درويش، وذلك في معرضهما المشترك في صالة عشتار للفنون التشكيلية، تحت عنوان «مجرد حصى» حيث يستمر المعرض لغاية 31 أيار 2009.

تضمن المعرض عدة أعمال مشغولة على الحصى بتقنيات مختلفة تنوعت ما بين تعبيرية الأسلوب الذي استخدمه الفنان عصام درويش، والتجريدية التي استخدمها الفنان الوهيبي، وكان لكل منهما طريقته في التعامل مع هذه المادة، كما ضم المعرض أيضاً عدداً من اللوحات للفنان التشكيلي محمد الوهيبي.

وفي سؤال للفنان عصام درويش عن خاصية الحصى في استخدامه كخامة فنية، يقول الفنان درويش لـ «اكتشف سورية»:

«منذ قليل جاءني أحدهم بلوحة قديمة للفنان نذير نبعة تعود للسبعينيات، يوجد في هذه اللوحة كولاج من الحجر المرسوم عليه والملصق على اللوحة، وأنا أملك حجراً مرسوماً عليه يعود أيضاً للفنان نذير نبعة؛ ما أريد قوله أن العمل على الحجر فكرة قديمة عَمَلَ عليها الكثير من الفنانين السوريين، وكان لكل منهم تجربته الخاصة في الطريقة التي تعامل بها مع الحجر».

ويضيف الفنان درويش قائلاً: «مادة الحصى مثيرة كمادة خام، ومثيرة كتساؤل فلسفي حول معنى الوجود، فتأثير الزمن واضح عليها وكأنها شاهدة على كل العصور التي مرت عليها منذ آلاف السنين، كما أنها بحد ذاتها مادة موحية للفنان التشكيلي، وخاصة أن الفن التشكيلي بطبيعته غير محدود أو مقولب في خامة واحدة، وإحدى الأفكار الأساسية في المعرض هي هذه الفكرة، فأنت تستطيع أن تستوحي من الطبيعة الكثير من الأفكار الجديدة».

وعن وجه الاختلاف في طريقة التعامل مع الحصى بينه وبين الفنان محمد الوهيبي يقول: «كان لكل منا طريقته الخاصة في التعامل مع الحصى، تعاملي مع الحصى كان تعبيرياً محضاً، حيث أدخلت رسم الوجوه بشكل تعبيري، وربطت بين هذه المادة القاسية أو قمت بتحويلها إلى دلالات تتحدث عن الإنسان بمختلف حالاته الشعورية، وكان هناك محاولة للاستفادة من هذه المادة بخصائصها اللونية حيث ظلت الألوان الأساسية موجودة في بعض الأعمال، وأضفت عدة ألوان أخرى للوصول إلى الشكل الذي تراه الآن»، ويتابع: «بالنسبة للفنان محمد الوهيبي، فقد كان عمله تجريدياً واهتم بالجانب البصري، فأدخل مواد أخرى على الحجر كالخرز وورق الذهب، كما حرص على استخدامه كمادة تعبيرية مميزة وكمادة تجريدية بصرية. إضافة لبعض التشكيلات الفنية الجميلة التي أضافت بُعداً جميلاً على أعماله».

وعن تجربته هذه في التعامل مع الحصى كمادة فنية يقول الفنان درويش: «إنها المرة الأولى التي أتعامل بها مع مادة الحصى، وما يميز هذا التجربة أنني أستطيع أن أتعامل مع مادة تشاهد من ثلاثة أبعاد، إنه عمل يشبه النحت ولكن بطريقة مختلفة، لقد كانت تجربة جميلة وجديدة بالنسبة لي، أغنت منظوري واكتشفت أماكن مجهولة في داخلي، بوجود هذه التوائم والانسجام ما بين النحت والرسم على الحصى».


مازن عباس

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من أعمال التشكيلي عصام درويش

من أعمال التشكيلي عصام درويش

من أعمال التشكيلي عصام درويش

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

عبير:

كان معرضاً مميزا، مبروك للفنانانين إنجازيهما، كم هو جميل مشاهدة تطور الحركة الفنية في سورية.

syria

هبه:

السلام عليكم
اريد ان احصل على رقم هاتف الفنان عصام درويش او اميله الخاص اذا امكن

سوريا

سوريا