معرض يوم الأرض في صالة الشعب الإبداع طريق الحرية

القدس العربية جامعة الجوامع والكنائس

05/نيسان/2008


الفنون على أشكالها تنقل بصورة أو بأخرى معاناة الناس، وفرحهم، وواقعهم المعاشي، وهذا حال الواحد والأربعين فناناً وفنانة الذين عبّروا بلوحاتهم ومجسماتهم التشكيلية في معرض يوم الأرض الذي أقيم في صالة الشعب في دمشق عن معاناة الشعب الفلسطيني في الأرض المحتلة، ونضالهم المستمر لتقرير حق العودة إلى الأرض إلى الوطن الذي يشكل ذاكرة جمعية إنسانية من الصعب أن تمحوها كل المحاولات الوحشية الإسرائيلية لتغيير واقع التاريخ.

في هذه المناسبة قالت الفنانة نبال بكفلوني التي افتتحت المعرض «إن يوم الأرض مناسبة مهمة جداً، ولا بدّ من أن نحتفي بها وكل الأعمال المقدمة في هذا المعرض من فنون متنوعة (نحت، وخزف، ورسم وغيره) تمثل تمسك الفنان الفلسطيني بحقه في العودة إلى إرضه المغتصبة من قبل إسرائيل، وتحكي أيضاً عن الحصار الذي يعانيه أهلنا في فلسطين المحتلة وحصار غزة والمعاناة والألم، والمرأة الفلسطينية التي ترى ابنها يروي الأرض بدمائه الطاهرة وهي صابرة تنتظر تحرير القدس، وأغلب الفنانين يلجؤون إلى الأسلوب التعبيري وتحكي عن ذاتها، إلا أن بعض الفنانين يحبون أن يحكوا عما في داخلهم ووجدت نوعاً من الترابط بين الشكل والمضمون».‏

لوحة القدس التي جاءت بريشة الفنان شريف مصطفى عمل تصويري واقعي للقدس الشريف أكد فيها أنه حاول عزل كل الأبنية الحديثة من حول القدس لتأتي صورة القدس العربية قبل أن تشوهها الأعمال الإسرائيلية، فالقدس جامعة الجوامع والكنائس وستبقى كذلك. والفنان علي الكفري عضو الهيئة الإدارية لاتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين قال «إن المعرض مستمر منذ عام 1976 أي على مدار اثنين وثلاثين عاماً، وفي يوم إعلان يوم الأرض سنة 1982 أصبح المعرض تحت هذا الاسم»، وفي اللوحتين اللتين شارك بهما طغى التراث عليهما باعتبار أنه من المهتمين بالتراث العربي الإسلامي، وفي هذه المشاركة يقول «نادراً ما أرسم لوحة لا يوجد فيها الفخار، فالفخارة تعني الإنسان لأن الإنسان أصله من الفخار، وذلك ما تؤكده الآية الكريمة: {وخلقنا الإنسان من صلصال كالفخار} فالفخار موجود قبل الإنسان، وشكل الفخارة له رموز جميلة فأحياناً يظهر على صور المرأة الحامل وأخرى على صورة الطفل المريض، وحتى اليوم رسمت ما يقارب ألفاً ومائتي لوحة تُعنى بموضوع الفخار».‏

الفنان زكي سلام قدم في المعرض منحوتة تحكي عملية القتال الفلسطيني في غزة كإدانة لما يجري من هدر الدم الفلسطيني، والعمل أتى تحت اسم «قابيل وهابيل»، والمرأة في العمل هي «غزة» التي ابنها القاتل والمقتول وتظللها شجرة استوحاها من شجرة النخيل التي كانت تظلل السيدة العذراء عندما كانت تلد السيد المسيح.‏

الفنان محمود عبد الله قدم عملاً مدموجاً بين الواقعي والتكعيبي فيه حاول أن يعبر عن التضامن مع أهلنا في فلسطين المحتلة وأهمية العودة دائماً بالذاكرة الفلسطينية إلى التراث العربي، وجاء اللون الأزرق ليؤكد ارتباطنا بأجدادنا الكنعانيين.‏

الفنان فتحي صالح قدم عملاً من سلسلة يقوم على إنجازها تتحدث عن الإنسان المعاصر والضغوطات النفسية والاجتماعية والسياسية التي يتعرض لها على نحو يومي ومتكرر، وعندما سألناه ماذا قصدت برسم الأجساد بغير رؤوسها قال «تصور فكرتين: الأولى تعتمد على المسألة التقنية والتعبيرية في العمل التقني، أي إن الوجه والرأس في العمل الفني هما دائماً المحور الأساسي، وفي أي عمل تحمل مجمل المشاعر والتعابير والأحاسيس، لكنني هنا أردت أن أُظهر هذه المشاعر والأحاسيس من خلال حركات الجسد بعيداً عن الرأس والفكرة الثانية لها علاقة بالوضع العام، أي أين الرأس؟ فالإنسان ضمن هذا الواقع الذي يعيشه، وتحكُّم العالم أجمع به يجعله خانعاً وتبقى المراتب هي التي تحكم من الأدنى إلى الأعلى فالأعلى».

الفنان عدنان أبو زليخة شبّه يوم الأرض بالأم، والمرأة والعطاء والشجرة، فالأرض عطاء بغير أخذ، لذلك يشعر أنه يجب أن يكون كالأرض، وهذه الأرض هي ضمن الحصار الذي جسّده في لوحته، محاولاً رؤية الخلاص عبر النضال المستمر لنسف الحصار بصرخات الأطفال وعزيمة الرجال.‏

الفنان وفيق جودة يعتقد أن الكثيرين لم يعيشوا الأرض مثله تماماً، لذا قرأ عنها وتثقف ليحاول تقديم رؤية عن هذه الأرض للناس الذين لم يعيشوها عبر نقلهم إلى واقعٍ سواء تراثاً أو حالةً أو مأساة أو يوماً أو ذكرى أو أي شيء آخر من خلال لوحات تعبيرية تشكيلية، ويقول «هذه اللوحة التي رسمتها تعطي نوعاً من التراث إضافة إلى حلم العودة عبر تشكيل هندسي يبدأ بخطوطه من عند السمكة التي ترمز إلى شيء جميل في حياة الإنسان ليصل إلى الباب "باب الخلاص"، إضافة إلى الفتاة التي تحلم بفرح العودة إلى الأرض، إلى الوطن عبر فتح هذا الباب، وهذا الواقع يعيشه الإنسان الفلسطيني على نحو متكرر.




الثورة


مواضيع ذات صلة
- معرض يوم الأرض في صالة الشعب
خمسة وأربعون عملاً فنياً مكرساً للقضية الفلسطينية

- مخلص الورار في صالة الشعب: تجلي الفيض الشعوري لينهض فناً
- جورج فرنسيس: «خروج من الأنثى دخول في الإبداع»
الفنان يتوجه لما يلامس أحاسيسه.

- جورج فرنسيس وحالات مختلفة للمرأة
المرأة تعني لي الوطن والأم والزوجة والصديقة وكل شيء

- معرض الفنان ممدوح قشلان والبحث الفني في حنايا دمشق
- معرض سوري هولندي في صالة الشعب
ثيو أعاد هندسة دمشق في لوحته وسوسن أطلت من عمق التاريخ

- معرض دنخا زومايا تشكيلات إنسانية برقاقات معدنية
إيقاعات بصرية فيها درجة من التلقائية والعفوية

- الأبيض والأسوأ براءة للأسود من عنصرية اللون
لم نؤسس في سورية للكاريكاتير والكاريكاتير السوري دمه ثقيل

- أعمال دنخا زومايا تعكس موهبة فذة في صالة الشعب
- معرض التشكيلي أسعد فرزات في صالة الشعب
أعمالي تشبهني وأحب المغامرة والتجديد


تعليقات القراء

المشاركة في التعليقات:

*اسمك:
الدولة:
بريدك الإلكتروني:
*تعليقك:

الحقول المشار إليها بـ (*) ضرورية

ضيف اكتشف سورية
أنطون مقدسي
أنطون مقدسي
حصاد عام 2008
حصاد عام 2008
دمشق القديمة
غاليري اكتشف سورية
غاليري اكتشف سورية
 

 


هذا الموقع برعاية
MTN Syria

بعض الحقوق محفوظة © اكتشف سورية 2008
Google وGoogle Maps وشعار Google هي علامات مسجلة لشركةGoogle
info@discover-syria.com

إعداد وتنفيذ الأوس للنشر
الأوس للنشر