مكتشفات أثرية جديدة في نبع الصخر في القنيطرة
مدافن ترجع إلى العصر البرونزي

يتوسط تلَّ نبع الصخر القريةُ المسماة باسمه وهو عبارة عن تل تجميعي، بدئ بأعمال التنقيب الطارىء فيه منذ عام 1995 واكتُشف عدة مدافن أثرية من عصر البرونز الوسيط ويبلغ طول أحدها اثنين وعشرين متراً، والآخر يشكل زاوية قائمة وينتهي تحت كتلة التل الرئيسية، كما تم الكشف عن الجزء الجنوبي الشرقي للسور الداخلي الذي يحيط بالتل بطول اثنين وعشرين متراً، واستكملت دائرة آثار القنيطرة أعمال التنقيب في التل حيث بدئ العمل في الخامس عشر من تشرين الأول 2007، واقتصر العمل في الجهة الجنوبية الغربية بالقرب من السور الخارجي للتل على فتح ثلاثة مربعات ظهرت فيها أساسات ترجع إلى العصر البرونزي قد تكون أساساً لمدفن في المربعين الأول والثاني، أما في المربع الثالث فقد استكمل الحفر في البئر الذي اكتشف سنة 1996 والمتوضع في الجهة الجنوبية الغربية من المربعين الأول والثاني.
خلال العمل في المربع الأول تم الكشف عن حجارة ضخمة متوضعة على نحو عشوائي في الجهة الشرقية من المربع ويلاحَظ استمراريتها في المربع الثاني وتمتد على طول المربع بعرض مائة وستة عشر سنتيمتراً، وأزيل جزء من هذه الحجارة وبقي الجزء الآخر ملتصقاً بضلع المربع الشرقي، ويعتقد أنها عبارة عن حجارة تدعيم لمدفن لم يتم الكشف عنه بعد.‏
كما تم الكشف عن صف من الحجارة الصغيرة المرصوفة فوق بعضها متوضعة في الجهة الجنوبية بطول أربعة أمتار وعرض مائة وخمسة عشر سنتيمتراً، التي ظهرت على عمق عشرة سنتيمترات، وهذه الحجارة متجهة على نحو مائل باتجاه الشمال، وتكثر في الجهة الجنوبية الغربية. كما ظهر جدار هرمي الشكل متوضع في الجهة الغربية بطول ثلاثمائة وأربعين من الأعلى، وثلاثمائة وسبعين سنتيمتراً من الأسفل وعرض مائة وثلاثة وخمسين سنتيمتراً، وظهر على عمق عشرين سنتيمتراً، ولوحظ انقطاعه نحو الشمال بينما يكمل اتجاهه نحو الزاوية الجنوبية الغربية، وربما يكون جزءاً وجداراً لمدفن ينتهي على نحو هرمي من الأعلى، ويتألف الجدار الهرمي من ستة مداميك من الحجارة الدبش الضخمة، حيث يلاحظ أن هناك ارتباطاً بين هذا الجدار الهرمي مع طبقة الحجارة الصغيرة التي ظهرت ممتدة في أرجاء المربع كافة على عمق مائة وثمانين سنتيمتراً.‏
أما في المربع الثاني فقد تم الكشف عن صف من الحجارة الضخمة المتوضعة على نحو عشوائي وهي استمرار للحجارة التي ظهرت في المربع الأول، كما ظهر صف من الحجارة الدبش الضخمة متوضعة في الجهة الشمالية، وتتجه من الجنوب الشرقي باتجاه الشمال الغربي، يتألف من مدماكين بطول مائتين وأربعين سنتيمتراً وعرض مائة سنتيمتر، وتتراوح أبعاد الحجارة بين 70×50سم و55×45سم و48×30سم و70×50سم على عمق ثلاثة وأربعين سنتيمتراً، ثم ظهر إلى الأمام منه صف من الحجارة بالطول ذاته وعرضها خمسة وأربعون سنتيمتراً، وبعد إزالة البولك بين المربعين الأول والثاني ظهرت كمية من الحجارة الصغيرة في الزاوية الجنوبية، وحين تفريغها تبين ظهور جدار هرمي ملتصق بالمربع الأول، وهي نقطة انقطاع هذا الجدار، ويتجه هذا من الشرق باتجاه الغرب، ويتألف من ستة مداميك من الحجارة الدبش الضخمة، وهو مطابق للجدار في المربع الأول، ظهر على عمق عشرين بارتفاع مائة وثلاثة وأربعين سنتيمتراً وعرض مائة وعشرين سنتيمتراً من الأعلى ومائة وخمسين سنتيمتراً من الأسفل.‏
كما ظهر جدار هرمي في الجهة الجنوبية بعد إزالة طبقة الطين على عمق سبعة وثمانين سنتيمتراً مؤلف من خمسة مداميك بارتفاع ثمانين سنتيمتراً على امتداد مائة وخمسة وثلاثين سنتيمتراً تتراوح أبعاد حجارته بين 25×20سم، 27×22سم. وتبين بعد استمرار الحفر أن هناك انقطاعاً خارج هذا الجدار بمسافة عشرين سنتيمتراً حيث عثر على ثلاثة أحجار متوضعة فوق بعضها، ربما تكون جداراً هرمياً ثالثاً، ولا يمكن معرفة ذلك إلا بعد إتمام الحفر. كما ظهرت أجزاء من فرن محطم ظهر في منطقة التوسع في الجهة الغربية من الأعلى، بقي جزء منه كما هو بقطر سبعين سنتيمتراً، والأجزاء الأخرى محطمة ومتناثرة على نحو عشوائي.‏
في المربع الثالث اقتصر العمل على إكمال الحفر في البئر المكتشف 1996 حيث أصبح طول البئر من أعلى نقطة ستمائة وأربعين سنتيمتراً، وطول البئر من الفوهة العليا إلى أعلى نقطة أربعة أمتار، وطول البئر من الفوهة العليا إلى الأسفل مائتان وأربعون سنتيمتراً بقطر مائة وخمسة عشر سنتيمتراً، وحين الحفر لوحظ تواجد الكثير من الحجارة في أرضيته، ويعتقد أنه ربما يكون هناك انقطاع للبئر عند هذا الارتفاع، وقد لا يكون ذلك.‏
كما عثر على مجموعة من الكسر الفخارية المتوضعة أمام البئر على نحو عشوائي، محصورةً في منطقة واحدة، بالإضافة إلى العثور على قطعة فخارية بيضوية الشكل في الجهة الجنوبية من المربع.

الثورة

طباعة

مشاركة

المشاركة في التعليق