فيروز والرحابنة ودمشق: علاقة وفاء وحكاية حب

03 04

محاضرة لناصر منذر في المركز الثقافي في أبورمانة

من المعلوم أن الانطلاقة الأولى لفيروز كانت من إذاعة دمشق عام 1953 في أغنيتها الشهيرة «عتاب» ثم توالت حفلاتها منذ عام 1957 لتكون آخرها مسرحية «بترا» على مسرح معرض دمشق الدولي عام 1985.
غنت فيروز لدمشق كما غنت لعدد من عواصم المدن العربية إلا أنها خصت دمشق بعشرين قصيدة القسم الأعظم منها غير منشور أو مشهور وبعضها نادر التسجيل حال قصيدة نزار قباني «كتبنا وأرسلنا المراسيل».
بين فيروز ودمشق، حكاية حب لا تتوقف، وحول جدلية هذه العلاقة أقامت الجمعية الكونية السورية في المركز الثقافي «أبو رمانة» محاضرة ألقاها الباحث ناصر منذر تحت عنوان «فيروز والرحابنة ودمشق» في الثالث من نيسان 2008.
 مما تجدر الإشارة إليه هنا، أن الجمعية الكونية السورية تعتبر من الجمعيات النشيطة والفعالة على الساحة العلمية والثقافية، فهي إضافة إلى أهدافها في علوم الكونيات والفلك، ينطوي برنامجها أيضاً على بُعد ثقافي يتضمن محاضرات وندوات ثقافية وفكرية وموسيقية، ومن ضمنها محاضرة «فيروز والرحابنة ودمشق» التي أتت بمناسبة مشاركة فيروز في احتفالية دمشق عاصمة للثقافة، ويجد الباحث ناصر منذر أن «العلاقة بين فيروز ودمشق علاقة مميزة جداً وهي من غنّى لعمّان، وبغداد، والكويت، والإمارات، ومصر، وتونس، والمغرب، وفلسطين، ولبنان، لكن من حيث المجموع كان النصيب الأوفر لدمشق. والمؤسف هنا أن هذه القصائد ليست مشهورة في معظمها، ومنها غير منشور».
يتابع السيد منذر: «من جهة ثانية، كانت الانطلاقة الأولى لفيروز من إذاعة دمشق عام 1953 في أغنية "عتاب" التي تشكل نقطة انعطاف هامة في تاريخ الرحابنة الفني، إذ كانوا يخطُون خطوة جديدة غير رائجة فنياً في تلك الفترة، وهي الأغاني القصيرة. وعلى أثرها لاقى الأخوان رحباني معارضة في لبنان (إذاعة الشرق الأدنى)، لتتبناهم إذاعة دمشق وأحمد عسي الذي وضع وقتئذ إمكانيات الإذاعة بكاملها في خدمة للرحابنة. إضافة إلى ذلك كانت فيروز النجمة السنوية لمعرض دمشق الدولي منذ عام 1960 وعلى خشبة مسرحه قدمت معظم أعمالها المسرحية، وآخر حفلة لها في دمشق كانت عام 1976 وفيها غنت "بحبك يا لبنان" حيث كان لبنان يحترق بنيران حربه الأهلية. والجدير الإشارة إليه هنا أن عاصي الرحباني قد لحن هذه القصيدة على الطريق بين أنطلياس ودمشق. أضف إلى ذلك أن أكبر حفلات فيروز جماهيرية وحضوراً أقامتها على مسرح بصرى حيث تجاوز عدد الحضور ثلاثين ألفاً داخل المسرح وضعف العدد خارجه، بينما كانت آخر إطلالة لفيروز في دمشق مطلع العام الحالي على مسرح دار الأوبرا وقدمت مسرحية "صح النوم"».
أما القسم الثاني من المحاضرة فتحدث فيه الباحث عن مبادرة «أصدقاء فيروز» التي تضمنت تقديم ثلاثة آلاف بطاقة حب دمشقية لفيروز تمّ توزيعها ضمن مسرحية صح النوم، وبالتوازي مع هذه المبادرة نُظّم معرض بورتريه لفيروز في دار الأوبرا ضم خمسة عشرة عملاً لمجموعة رسامين: سلطان غزال وغيداء أحمد وداليا محمد ورشا شاهين وعماد حداد وليلى وسعود عبد الله وعاطف دلى وهنادي أبو حميدة ورولا أبو صالح وحميد نوفل وسلام الحسن.
لعل ما أراد الباحث ناصر منذر تأكيده من خلال بحثه هو أن ما يجمع فيروز بدمشق هي علاقة حب متبادلة قوامها الوفاء لدمشق، التي احتضنت انطلاقة السيدة فيروز وما زالت تحتضن مبدعيها، ودليل ذلك أنه لا تخلو مناسبة وطنية أو قومية إلا يكون لقصائد فيروز فيها حضور مميز.
يذكر أن الأغنيات التي لم تأخذ حقها من النشر بلغ عددها عشرين قصيدة، والمنشورة بلغت نحو أربع عشرة أغنية. وهناك قصائد نادرة لا تسجيل لها حال قصيدة نزار قباني التي قدمتها في حفلة دمشق عام 1960 في إذاعة دمشق.


رياض أحمد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

قرنفل:

"انتو حكوني وأنا بسمعكن حتى لولا الصوت بعيد"
أود السؤال عن كيفية المشاركة في نشاطات رابطة أصدقاء فيروز إذا كان ذلك ممكن

و شكراً

قطر