رياض الشعار: اللوحة التي لا تحمل الشعر فاقدة للإحساس

23 03

التّجليات الأخيرة للألوان

تنصهر تجربته ضمن بوتقة المحاولات الفنية التي كوّنت لنفسها هويّة خاصة غايتها الأساسية التجريب والخبرات المتراكمة على اللوحة بتقنياته وأساليبه المتجددة.

بسبع وعشرين لوحة افتتحت صالة عشتار معرض الفنان رياض الشعار، الذي بدأت مسيرته الفنية بتجارب بسيطة كالرسم باللونين الأبيض والأسود مستخدما تقنية الغرافيك، فسمى هذه المرحلة «الرماديات»، وجعل من التعبيرية خطاً واضحاً للوحاته.

يتميز الشعار بأسلوب تتداخل فيه الألوان والخطوط لتشكّل كتلاً على هيئة أجساد بوضعيات مختلفة تعبر عن الإنسان بأحاسيسه ولحظاته الأكثر جمالاً.

يصف الشعار علاقته باللوحة قائلاً: «هي عندي ليست وليدة اللحظة، بل إن هواجسها تبقى في مخيلتي وتأخذ وقتاً طويلاً قبل أن تأتي لحظة الانفجار الإبداعي، فالفنان يمتلك ذاكرة موسيقية وبصرية وغنائية»، ويضيف: «اللوحة التي لا تحمل في أعماقها الشعر، لوحة فاقدة للإحساس، فنحن كعرب نمتلك ذائقة شعرية كبيرة، لذلك من الطبيعي أن يكون الفن ملامساً إلى حد ما الشعر بصوره وخيالاته الواسعة، حتى الألوان التي أراها على سطح اللوحة أشعر بغنائيتها وشاعريتها، ويتضح ذلك من خلال ميلي وحبي للموسيقى الشرقية».

تسيطر الألوان الحارة على لوحات الشعار وخصوصاً اللون الأحمر الذي تغرق فيه أغلبية فضاءات لوحاته، وهو يشعر بتواطؤ كبير بينه وبين الألوان الحارة ولديه صداقة عميقة مع اللون الأحمر، فعندما يلوّن به يشعر بالحرية وكسر للقيود بينه وبين لوحته (حسب رأيه).

لا تكاد اللوحات تخلو من الرموز، إلا أنها باطنية وتدخل في أعماق الوجه الإنساني -كما يقول- فوجوه أشخاصه تحمل دلالات مختلفة ومعقدة في أغلبيتها، تشترك في معظمها بإيقاعات لونية وشاعرية لدرجة المشاكسة في شكلها ولونها، وذلك العبث في الوجوه يحفز المتلقي للولوج أكثر في عالم اللوحة، كما أنه يدعوه للتربع على ألوان شفافة وآفاق رحبة في اللوحة.

وعن تأثر الشعار بحركات فنية معينة أو فنانين بعينهم، يقول: «أنا بالطبع متأثر بالتعبيرية كمدرسة فنية عريقة، أما بالنسبة للفنانين فأنا متأثر بالفنان العراقي جبر علوان من خلال ألوانه الصاخبة والحارة في رسمه للمرأة، فهو ملون بارع، ولكنني أحاول شيئاً فشيئاً التميز عن علوان وتجربته اللونية، لتصبح عوالمي الداخلية أكثر إحساساً ولوناً».


رياض الشعار في سطور:
- من مواليد سلمية.
- خريج معهد الفنون الجميلة في حماة، سنة 1988.
- في رصيده العديد من المعارض الفردية والمشاركات الجماعية في أغلب المحافظات السورية.
- حائز على جائزة تقديرية (جائزة محمد الدرة عام 2000 التي نظمتها المستشارية الثقافية الإيرانية في دمشق).

.


نشوان المرزوق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

    صور الخبر

    بقية الصور..

    اسمك

    الدولة

    التعليق

    ثائر:

    والله انا بعتقد انو اللوحات كلها بتعبر عن الحالة السريالية الواقعية يلي بيعيشها الفنان..
    وشكرا

    syria

    بشرى :

    اعمال في الروعة فيها احاسيس مرهفة موجودة بداخل الفنان

    اليمن