الترويج السياحي السوري يتجه نحو أوروبا والدول العربية والإسلامية
القدوم السياحي الأوروبي في زيادة 16% عن العام الماضي

04/نيسان/2008

لم يعد هناك مكان للفوضى والعشوائية، فبعد دراسة المؤشرات السياحية أطلقت وزارة السياحة قوافلها الترويجية والتسويقية استعداداً للموسم السياحي الجديد إلى بلدان محددة بعينها للتعريف بسورية بوصفها وجهة سياحية مهمة كلٌ بحسب البلد واهتمامات سياحه.
القوافل حملت معها نماذج من أهم الفنون اليدوية والمعالم الأثرية والمواقع الدينية لتسويقها إضافة إلى الأكلات السورية المشهورة من خلال المطبخ المتنقل مع القوافل وعروض الأزياء والرقصات الشامية المعروفة.
الخطة الترويجية للوزارة حددت أهم الأسواق السياحية الرئيسة من خلال تصنيف الدول في مجموعات، فضمت المجموعة الأولى التي تأتي في مقدمة الأسواق الأجنبية في عدد السياح والليالي السياحية كلاً من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وتركيا، والثانية ضمت روسيا والصين وإيطاليا وأميركا وإسبانيا، أما الثالثة فضمت اليابان وكندا وهولندا والسويد وبولونيا وبلجيكا.
أما الأسواق العربية والإسلامية التي ستنطلق في نيسان المقبل فقد ضمت المجموعةُ الأولى السعودية والأردن، والمجموعة الثانية إيران والكويت والبحرين والثالثة مصر وماليزيا والجزائر وسلطنة عمان، أما المجموعة الاستثمارية فقد ضمت الإمارات العربية المتحدة وقطر إضافة إلى أسواق أخرى مثل أذربيجان وقازاخستان واليونان.
القافلة الأولى التي انطلقت في بداية شباط كانت وجهتها العاصمة الإسبانية مدريد، وحملت معها العديد من الفعاليات والنشاطات السياحية التي تمثلت في المشاركة في معرض «فيتور الدولي» بجناح أقيم للمرة الأولى على مساحة تقارب مائتي متر مربع وضم ست عشرة شركة سياحية.
إضافة إلى المعرض افتُتحت فعاليات الأيام السياحية السورية حيث قدمت «فرقة جلنار للفنون الشعبية» عروضاً من الفولكلور السوري في الجامعة الأوروبية بمدريد وترافقت مع «المعرض المتخصص للسياحة الشبابية» الذي نظمته وزارة السياحة بالتعاون مع الجامعة الأوروبية حيث أكد أنطونيو بانيارس رئيس الجامعة أن «النشاط السياحي والثقافي السوري في إسبانيا يعزز الحوار ويسهم في دعم أهداف الجامعة في نشر القيم الثقافية الحضارية لدى طلاب الجامعة».
التأكيد على البعد الديني لسورية، ونقل حالة التآخي التي تعيشها كان من خلال افتتاح معرض «سورية مهد المسيحية» في كاتدرائية القديس خيرو تيمور الملكية. ومن خلال ذلك كله نشط المساهمون في ورشات العمل السياحية السورية الإسبانية في تشجيع السياح الإسبان والأوروبيين على زيارة سورية أثناء الموسم السياحي الأوروبي المقبل.
الحفل الأبرز، كان من خلال احتفال مدينة غرناطة «الرمانة الشامية» بدمشق عاصمة الثقافة العربية لعام 2008 حيث أقيم عرض موسيقي أندلسي استضافته قاعة السفراء في قصر الحمراء التي فُتحت للمرة الأولى أمام هذا النوع من العروض، وأحيته المغنية السورية الشابة وعد بوحسون بغناء قصائد لولادة بنت المستكفي وابن زيدون، وشاركتها فرقة بانيانا الإسبانية بغناء قصائد مختارة من قصائد الشاعر الأندلسي ابن عربي الذي تُرجمت أشعاره إلى لغات عدة.
القافلة الثانية كانت باتجاه الجارة تركيا، وتحديداً إلى أهم المدن التركية إسطنبول التي تقع على جانبي البوسفور الذي يصل البحر الأسود شمالاً ببحر مرمرة من الجنوب الغربي المتفرع عن البحر الأبيض المتوسط، ونالت الأجنحة السورية جائزة «إيمت» لأفضل أداء ترويجي في «معرض إسطنبول» متقدمة على خمس وخمسين دولة عربية وأجنبية. لقد تميّز الجناح السوري الذي بلغت مساحته مائة وعشرين متراً مربعاً بضم مكونات المجتمع السوري السياحية وتراثه وعراقته وفولكلوره الشعبي، إضافة إلى كل ما يسهم في تنشيط السياحة في سورية، وشارك فيه عدد من مكاتب السياحة والسفر وشركة الطيران السورية وعدد من الحرفيين.
على هامش المعرض أقيم «معرض الصور الضوئية» للمواقع السياحية و«معرض المواقع الجديدة للمشاريع الاستثمارية» التي طرحت للاستثمار السياحي في سورية. وحظيت فكرة المعرضين باستحسان المستثمرين الأتراك لكونها تعرض مشاريع سياحية في مواقع الجذب السياحي محققة الجدوى السياحية والاستثمارية وبرامج توظيفية متنوعة وجاهزة للاستثمار. كما عكست الليلةُ السورية التي تخللتها عروض فنية تراثية تنوعَ الفنون الفولكلورية السورية.
القافلة الثالثة حطت رحالها أخيراً في أجمل المدن الإيطالية ميلانو حيث شاركت بجناح في «معرض البيت الدولي»، وضمت فعالياتها ورشة عمل تحدث فيها وزير السياحة السوري سعد الله آغا القلعة عارضاً خطة وزارة السياحة في الترويج والاستثمار السياحيين والجدوى الاقتصادية من إقامة استثمارات جديدة في ظل التنامي المتسارع لعدد السياح، موضحاً واقع السياحة في سورية والأمن والأمان الذي تعيشه البلاد، وحضر الورشةَ العديد من الشركات السياحية الإيطالية والفعاليات الإعلامية والإيطالية المرئية والمكتوبة.
تمت دعوة أهم الشركات السياحية الإيطالية المنظمة للرحلات إلى جلسة عمل بهدف شرح المستجدات في عالم السياحة السورية والتسهيلات الجديدة التي منحتها الوزارة للسياح القادمين لزيارتها وفرص الاستثمار المتوافرة والتسهيلات المقدمة من الحكومة السورية بهذا الخصوص، وتم تشجيع تنظيم الرحلات السياحية الثقافية والدينية إلى سورية. وكذلك قدمت ليلةً سورية تضمنت فقرات فولكلورية من الفن السوري العريق وحفل عشاء من المطبخ السوري المتنوع.
الشيء اللافت في الترويج السياحي لهذا العام قيام الوزارة بنشر مئات الإعلانات الطرقية، علماً أن موازنة الترويج ارتفعت من مليون ونصف دولار في العام الماضي إلى خمسة ملايين ونصف مليون دولار العام الجاري.
يذكر أن القدوم السياحي الأوروبي إلى سورية حقق زيادة بنسبة ستة عشر في المائة في العام الماضي وبلغ عدد السياح الأوروبيين ما يقارب مائتين وسبعة وثلاثين ألف سائح مقارنة مع 2006 الذي بلغ فيه ما يقارب مائتين وواحداً وعشرين ألف سائح. وتأتي هذه الزيادة المحققة في عدد القادمين الأوربيين نتيجة ما قامت به وزارة السياحية السورية من تسهيل إجراءات الدخول إلى سورية للمجموعات السياحية بإصدار تأشيرات دخول مجانية في المطار، وإطلاق قوافل الترويج في اثنتي عشرة دولة أوروبية وعربية وإسلامية وآسيوية وتضمينها الترويج للمشاريع الاستثمارية والمشاريع السياحية، إضافة إلى تنظيم جولات اطلاعية للإعلاميين العرب والأجانب وأصحاب الشركات السياحية والمستثمرين والشخصيات المؤثرة في الرأي العام للإطلاع على المنتج السياحي السوري، وقد وصل عددهم إلى أكثر من ألف بين إعلامي وشركة سياحية ومستثمر وشخصية مهمة.



الحياة

طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك
hana:
c bien tout les programes
:
ليش بس فرقة جلنار عم تشارك في كل سفرات الوزارة فينا نعرف السبب

سوريا