رحلة النشر والطباعة في العالم العربي

04 03

بين المعوقات والمميزات

ضمن نشاطات المركز الثقافي الفرنسي بدمشق قدم الباحث فرانك ميرمييه محاضرة بعنوان «النشر في العالم العربي: تطورات حديثة العهد».
وقدم الباحث في محاضرته خلاصة تجربته وبحثه حول أوضاع النشر في العالم العربي، وهو الذي شغل مناصب عدة لها علاقة بهذا المجال، منها تدريس الأنتروبولوجيا (علم الإنسان)، إضافة لكونه مديراً سابقاً للمركز الفرنسي للدراسات اليمنية، ويعمل منذ أيلول 2005 مديراً علمياً لقسم الدراسات المعاصرة في المعهد الفرنسي للشرق الأدنى.
يؤكد ميرمييه على أن دراسة حركة النشر والطباعة في العالم العربي تعطي مرآة للتحولات الحاصلة في الدول العربية على مختلف الأصعدة الاقتصادية والثقافية والسياسية، ويربط هذا الاستنتاج بخصوصية النشر في العالم العربي من حيث عامل الديموغرافيا، إذ يبلغ عدد السكان الذين يتكلمون اللغة العربية حوالي 280 مليون نسمة.
معوقات النشر
وعن معوقات عملية النشر والطباعة في العالم العربي، يقول ميرمييه أن عدم تجانس الأوساط الثقافية في العالم العربي وتمايزها بالذات بين بلدان المغرب العربي والمشرق العربي يقف حائلاً في وجه انتشار الكتاب وتوزيعه، إضافةً إلى وجود نسبة عالية من الأمية، إذ تشير تقارير الأمم المتحدة أن نسبة الأمية في العالم العربي بلغت 65 مليون من إجمالي عدد السكان البالغين، ويضيف في استعراض المعوقات أيضاً اختلاف درجة ممارسة اللغة العربية في عملية النقل الثقافي والمعرفي، وخاصة في دول المغرب العربي التي تعتمد أوساطها الثقافية اللغة الفرنسية. وفي نفس السياق لم تستطع سياسات التعليم الإلزامي جعل القراءة ممارسة، لذا يعتبر ميرمييه أن وضع الكتاب العربي غير متوازن أبداً، هذا إضافة للعوامل الاقتصادية والسياسية التي يعتبرها أول وأهم المعوقات في طريق النشر والنقل المعرفي.
بدايات الطباعة
يؤكد ميرمييه أن النشر والطباعة بدآ متأخرين في العالم العربي، وأدى هذا إلى عدم ترسخ القراءة كسلوك ثقافي يومي، أما عن بدايات الطباعة، فحسب المصادر التاريخية التي يستند إليها ميرمييه كانت سورية ولبنان قد سبقتا مصر في عملية الطباعة، إذ تأسست أول مطبعة في حلب عام 1706 بفضل فناسيوس دباس، وكان هناك مطبعة أخرى في دير مار يوحنا في الشوير عام 1734، ويعتبر عبد الله الزاخر الحلبي صاحب أول مطبعة في العالم العربي.
في حين عرفت دمشق أول مطبعة عام 1855 وهي مطبعة الدوماني التي كانت تطبع الكتب الدينية.
أما مصر فلم تعرف الطباعة حتى قدمت الحملة الفرنسية إليها بقيادة نابليون عام (1798-1801)، ونشرت هذه المطابع البيانات السياسية والتصريحات الرسمية إضافة إلى أول كتاب عربي مطبوع هو «أمثال لقمان»، تطورت بعدها الطباعة في مصر أثناء حكم محمد علي باشا الذي أسس أول المطابع العربية الحديثة عام 1821، وهي مطبعة بولاق التي كان يديرها السوري نقولا مسابكي، ولم تكن تنشر الروايات أو كتب العلوم الاجتماعية، إنما كانت تنشر الكتب الأوربية المترجمة في علوم الهندسة والطب والعلوم العسكرية.
مراحل التطور
يرى ميرمييه أن بيروت صاحبة الأثر الأكبر في تاريخ الطباعة والنشر في العالم العربي، إذ في الوقت الذي كان فيه أربع مطابع في دمشق، وذلك بين عامي 1849 حتى 1920، كان في بيروت حولي 80 مطبعة. وفي مراحل لاحقة من القرن العشرين، استطاعت بيروت أن تحل محل القاهرة في عملية الطباعة والنشر، وخاصة بعد صدور قرارات التأميم زمن عبد الناصر، فتوجه الكاتب المصري إلى بيروت لينشر نتاجه كما حصل مع رواية «أولاد حارتنا» لنجيب محفوظ، وفي هذا يستشهد بمقولة طه حسين أن «بيروت تفوقت على القاهرة كعاصمة للثقافة في العالم العربي».
وفي مجمل استعراضه لحركة النشر والطباعة، تحدث ميرمييه عن بيروت وتجربتها مع المجلات الأدبية كمجلتي «شعر» و«الآداب»، ويعتبر أن بيروت صارت مسرح تنافس فكري وعقائدي بين السياسيين من مختلف التيارات، واستمر هذا الازدهار حتى الاجتياح الإسرائيلي عام1982، واستطاعت بيروت أن تنتج في تلك الفترة ما يقارب 50% من الجرائد والدوريات الثقافية العربية، و40% من مجمل الإنتاج الثقافي العربي.
خصائص النشر في سورية
يعتبر ميرمييه أن للنشر والطباعة في سورية خصائص تميزها عن باقي الدول العربية من حيث: عدم وجود دور نشر كبيرة، وحتى الكبيرة منها ترتكز في نشرها على كتب الدين والتراث، ويضرب مثالاً دار الفكر. إضافة إلى اعتماد دور النشر في سورية على الترجمة من اللغات الأخرى، ويرى أن هناك تنافساً في السوق السورية على نشر الكتب المختلفة التوجهات من الدينية إلى العلمانية، وهذا يدل على تعددية الطلب في سوق الكتاب السوري.


عمر الأسعد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

hani:

شكرا جزيلا لكم ولكن هل من معلومات أخرى عن متى اخترعت الطابعة في أوربا

قطر

قطر

AIMI91:

معلومة اخرى تقول ان اول طابعة في لبنان عام 1610

الجزائر

ahmedelsidiya:

merci

mouritania