خمسة وأربعون عملاً فنياً مكرساً للقضية الفلسطينية 30/آذار/2008
كما تعددت الأنواع التشكيلية ووسائل التعبير ولغاته في المعرض التشكيلي الذي نظمه اتحاد الفنانين التشكيليين في صالة الشعب تحت عنوان «يوم الأرض» في الثلاثين من آذار 2008 وضم خمسة وأربعين فناناً، فقد تعددت أيضاً وجهات نظر الفنانين حول هذا التقليد واقعاً وآمالاً.
من وجهة نظر بعضهم أبعد الالتزامُ ومباشرةُ الحالةَ الفنية والعناصرُ الجمالية عن التشكيل وجعلوه في زاوية ضيقة أبعد عن العالمية والانتشار.
رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين أفادنا حول المعرض: «يوم الأرض تقليد سنوي، شارك فيه هذا العام خمسة وأربعون فناناً وفنانة وتنوعت أعمالهم بين الزيتية والأكرليك والنحت بأنواع البرونز والخشب والغرافيك. هدفنا من المعرض التأكيد على قضية الوطن وحقوقنا المغتصبة وفي مقدمتها الأرض».
يشارك الفنان محمود السعدي بقطعتي نحت لهما علاقة بالانتفاضة الفلسطينية وحالة المناضل الذي ينتابه في ظل الظروف الراهنة اضطراب وقلق على مستقبل القضية الفلسطينية، كما تطرق أيضاً في نتاجه الفني إلى جوانب إنسانية وأحداث سياسية.
أما الفنان هيثم مصطفى فقد قدم عملاً واحداً حمل عنوان «أقوى من الحصار» وهو عبارة عن دلالات إنسانية تعبيرية، رموز لحالات الصمود والثبات أمام غطرسة الاحتلال مستخدماً اللون الأحمر لقوته التعبيرية، كما استخدم المرأة لأنها رمز التضحية وهي تعني الأرض أيضاً.
يجد الفنان سليمان العلي أن مسؤولية تحرير فلسطين تقع على عاتق كل فرد من خلال النشاط الذي يقوم به سواء على الصعيد الثقافي أو المعرفي أو السياسي إضافة إلى الصعيد العسكري، ويقول الفنان سليمان «بوصفي فناناً تشكيلياً فالتزامي بالقضية هو عن طريق فني وإضافة إليه هناك التزام آخر بالحركة الفنية التشكيلية العربية والعالمية، وهمّي التشكيلي يقوم على عاتق رؤية تتمحور حول حالة جمالية لها علاقة بالرقي المعرفي بالنسبة إلى القيمة اللونية واللغة البصرية. وفي الحالة الفلسطينية هناك الهم المباشر الذي يجب أن يكون مقروء حيث الحدث المباشر الطافي على السطح من آلام وتشرد وقهر واغتصاب للأرض وكل الحالات اللاإنسانية التي تمارس على الشعب الفلسطيني. لذا فقد حاولت قدَر الامكان أن أقدم هذه المباشرة بصيغة حضارية لا تخاطب الذهن العربي فحسب وإنما تخاطب ذهناً عالمياً يتخطى القيمة المعرفية المباشرة والمنطق المسطح الدائم».
يضيف الفنان سليمان «هناك إشكالية في معرض اليوم من جانب الفنان الفلسطيني حيث يقدم الحالة المعرفية بطريقة مباشرة سطحية بقصد إيصالها، ومن وجهة نظري القضية الفلسطينية أعمق من ذلك، ويكفي أن نكون فنانين فلسطينيين كي تعبُر القضية الفلسطينية برمزية معرفية حضارية إلى الأخر فلا يجب أن نعبّر بطريقة تعزل عن الكون، وبمعنى آخر الثقافة المباشرة للوحة سطّحت الموضوع فخرج عن إطار الحضارية والعالمية ليبقى ضمن جدران هذه الصالة».
عن طريق الغرافيك عبّر الفنان والنحات عبد الله أبو راشد عن يوم الأرض بموضوعِ جدار الفصل العنصري لاعتباره اغتصاباً ونهباً للأرض، وقدم عملين وظّف فيهما تعبيرات شخصية بأسلوبه وطريقته فبدى جلياً وواضحاً التصاقه بالقضية والأرض.
يذكر عن الأنشطة القادمة لاتحاد التشكيليين الفلسطينيين في شهر نيسان الحالي نقْل معرض «يوم الأرض» إلى دار البعث ثم إلى الرقة، وفي منتصف شهر أيار سيقيم الاتحاد معرضاً بمناسبة ذكرى النكبة في مخيم اليرموك في دمشق.
|