إطلاق مشروع توثيق أعمال الراحل صلحي الوادي
مشاركات عربية وعالمية

31/آذار/2008

في إطار توثيق الموسيقا العربية ومحاولة نشرها عالمياً، تم إطلاق مشروع تسجيل أعمال الموسيقار المبدع الراحل صلحي الوادي وستكون على مرحلتين: بداية «أعمال موسيقا الحجرة»، والمرحلة الثانية ستكون تقديم حفلات وأعمال موسيقية أوركسترالية من تأليف صلحي الوادي مع إطلاق القرص المدمج الخاص به.
بهذه المناسبة عُقد مؤتمر صحفي في مقر الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008 بحضور القائمين على هذا المشروع: شركة Ecume المؤسسة الموسيقية المتخصصة بالتبادل الثقافي لدول حوض البحر الأبيض المتوسط ممثلة بسكرتيرها العام السيد عمر دانييل بيلِّي، والأمانة العامة لدمشق عاصمة الثقافة ممثلة بالدكتور نبيل أسود، والعازفين المشاركين في تسجيل أعمال الفنان صلحي الوادي ماريا أرناؤوط وهمسة الوادي وأثيل حمدان وأمير قره جولي.‏‏
في دور شركة Ecume في هذا المشروع يقول السيد عمر دانييل بيلِّي الذي يعتز بأصله العربي الجزائري وبتأسيسه لهذه الشركة عام 1987: «قرروا إنشاء لقاء بين المعاهد الموسيقية في حوض البحر الأبيض المتوسط. وعام 1992 حصل اللقاء في الجزائر وتمت دعوة المعهد العالي للموسيقا بدمشق للمشاركة، وفي هذا اللقاء الذي استغرق أسبوعاً التقى الموسيقيون السوريون مع Ecume، وهذه الفرصة وفّرت لهم فرصة اللقاء بموسيقيين من عشرين معهداً موسيقياً من بلدان البحر الأبيض المتوسط والانطباع الجيد عن هذا اللقاء». وتلقى عمر دانييل دعوة من الموسيقار صلحي الوادي الذي كان عميد المعهد العالي للموسيقا للقدوم إلى دمشق، وبدءاً من عام 1993 وضَعا معاً مخططاً مشتركاً للتعاون، واستمر حتى الآن.‏‏
في هذه المدة نظموا عدة لقاءات للمعهد الموسيقي بدمشق ولقاء للمعاهد المسرحية عام 2000، ودعي موسيقيون وأساتذة من المعهد العالي بدمشق للمشاركة في عدة لقاءات في أماكن مختلفة مثل الجزائر وتونس ومارسيليا وغيرها إما ليقوموا بورشات عمل مع موسيقيين آخرين ويقوموا بالتدريس، أو يشاركوا بحفلات موسيقية. وعُزف أحد أعمال صلحي الوادي للمرة الأولى في أوبرا «جينوا» وأدتها الأوركسترا السيمفونية بجينوا. وبعد هذا التعاون المثمر الطويل على مدى سنين والآن في هذه الفترة، وبمساعدة السيدة سينتيا الوادي زوجة الراحل صلحي الوادي، يجري العمل على تسجيل وتجميع أعمال الموسيقار وتوثيقها، لأن توفرَ القرص المدمج والنوتاتِ الموسيقية سيكون فرصةً لتصل إلى البلدان العربية والعالم ليتعرفوا على أعمال صلحي الوادي.‏‏
ابنته همسة الوادي -عازفة البيانو- تقول إن لدى والدها الكثير من القطع الموسيقية التي بدأ بتأليفها في أواخر الخمسينات وأوائل الستينات، ولم تجد من هذه القطع سوى سبع قطع، وعزفتها لتسجيلها ضمن المشروع التوثيقي لصلحي الوادي.‏‏
ماريا أرناؤوط -عازفة الكمان الأولى في الفرقة السيمفونية الوطنية- تحدثت عن علاقتها بأستاذها صلحي الوادي وكيف كان يشجعهم دائماً ويحرص على التمرين المكثف، ومشاركتها في المشروع التوثيقي تأتي بعزف سوناتا كمان وبيانو لإحدى مؤلفات الموسيقار الراحل.‏‏
أثيل حمدان -عميد المعهد العالي للموسيقا- تحدث عن المشروع على أنه ليس مشروعاً عن رجل عادي بل مبدع تعامل مع الموسيقا بحِرفية عالية ومدة أربعين عاماً واختزل خبرات معاهد ومعارف جمّة قدمها لمعهد صلحي الوادي والمعهد العالي للموسيقا ودار الأوبرا في وقت لم تكن فيه كل الأعمال تخترق العالم، واستطاعت أعمال صلحي الوادي أن تفعل ذلك عن طريق عزف أعماله في فرنسا، وإيطاليا وغيرها، «وبحكم قربي من عائلة صلحي الوادي عملنا جاهدين على فك المواد المكتوبة بخط يده وتسجيلها لتوثيقها عبر كتاب خاص لتكون مدرسة يتعلم منها الجميع».‏‏
أمير قره جولي -عازف- ساهم في عزف أعمال صلحي الوادي لتسجيلها، ويعتبره الأب الروحي له، وشعوره رائع في المشاركة بتسجيل هذه الأعمال وتلك التي عُزفت حتى الآن. والمشروع كذلك بمشاركة موسيقيين عالميين من بلدان حوض المتوسط فرنسا، وإيطاليا وغيرها، ومعظمهم كانوا قد عزفوا سابقاً مع صلحي الوادي، وحاولوا عن طريق هذا المشروع الاحتفاء بالراحل المبدع.
الأعمال هي: ثلاثي بيانو، ورباعي وتري، وسوناتا للكمان، وسوناتا للكمان والبيانو، وقطع سوناتا وبيانو، وقطع منفردة بآلة البيانو، وأغنية لصوت سوبرانو. وفي المرحلة الثانية، سيتم تسجيل الأعمال الأوركسترالية: حياتي أنت، وافتتاحية العرب، وقصيدة حب، والدبكة، وموشح، إضافة إلى الأعمال الموسيقية التي قُدِّمت في الأفلام والمسرحيات السورية.‏‏
الموسيقار الراحل في سطور‏‏
ولد صلحي الوادي في بغداد في العراق عام 1934، وبدأ دراسته الابتدائية في دمشق، والثانوية في الاسكندرية عام 1948، وبدأ دراسة الموسيقا في المعهد العالي للموسيقا بالاسكندرية.‏‏
أكمل دراسته الأكاديمية للموسيقا في لندن (1953-1960) مركّزاً على التأليف وقيادة الأوركسترا، كما درس العزف على الكمان والفيولا.‏‏
عاد إلى دمشق عام 1960، وأوجد المعهد العربي للموسيقا وعُيّن مديراً له عام 1961 حتى عام 2001.
عام 1990 عُيّن عميداً للمعهد العالي للموسيقا والمعهد العالي للفنون المسرحية.‏‏
تم تشكيل الأوركسترا السيمفونية الوطنية عام 1993 وعُيّن صلحي الوادي قائداً لها، وقدمت هذه الفرقة أول أوبرا في سورية «دايدو وإينياس» لهنري بورسيل وذلك عام 1995.‏‏
عام 1995 قام السيد الرئيس الراحل حافظ الأسد بتقليد صلحي الوادي وسام الدولة للشرف من الدرجة الأولى لخدماته التي قام بها من أجل الموسيقا في سورية. وكتب صلحي الوادي على نحو مكثف للأوركسترا، وكتب موسيقا تصويرية لمسرحيات شكسبير: العاصفة، وماكبث، وحلم منتصف ليلة صيف، وأنتيجون، وأيضاً كتب موسيقا حجرة وموسيقا للأفلام.



الثورة

طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك