مسرحية مونولوج داخلي في مهرجان الشام المسرحي

31 03

الشباب وسطوة الأهل

شهد اليوم الثاني من مهرجان الشام المسرحي حضوراً جماهيرياً لافتاًَ إذ تضمن حفل الليلة عرض مسرحية «مونولوج داخلي» لفرقة اتحاد شبيبة الثورة، من تأليف سعيد حناوي وإخراجه وتمثيله، وشاركه في البطولة ولاء عبد الله في دور الحبيبة، ومادلين خشوف في دور الأم، وخالد المبيض، وعمار الحمصي، ومحمد أيتوني.
المسرحية بدأت مباشرة في خضم الحدث من دون أي مقدمات أو ترهات، فهي قصة اجتماعية بحبكة فنية رائعة تحكي قصة شاب في الخامسة والعشرين من عمره يعاني كغيره من غالبية شباب اليوم سطوةَ الأهل وجبروتهم، ودائماً يسأل نفسه في غمرة التفكير المفرط هل هو رجل أم طفل لا يزال على قارعة الطريق، فلا وجود لأي مناقشة تدخل في المجريات الحياتية للأسرة؟‏
الممتع في هذا العرض أن الشخصية الأساسية تفرّعت منذ البداية إلى ثلاث شخصيات أخرى بأسلوب رائع، فيقوم أحد تلك الشخصيات كل مرة بتجسيد حياة هذا الشاب الضائع، فيئنون وينوحون ويبكون سوية في حل إخراجي ممتع، فتراه يقع في مطبات الحياة سواء داخل أسرته أو خارجها حتى مع المرأة التي تزوجها، لتستمر معاناته مع أهله فيضطر للجوء إلى الطلاق منها عندما لم تنجب أطفالاً.‏
أخذ العرض منحى آخر بعد موت أبيه الظالم ليظن نفسه الوصي على الأسرة ورجلها الأول، لكن ما في داخله بقي على حاله فهو وحش متمرد، يكره كل الناس وبات يستهزىء بكلمة «رجل» إلى أن يقرر العودة إلى حبيبته السابقة فترفض لمعارضة والدها بينما والدة البطل تغير رأيها بعد ذلك في طفلها.‏
بقي لنا أن نبرز قدرات الممثلين الرائعة على خشبة المسرح فكل واحد منهم بطل العرض دون استثناء، والإضاءة دائماً احترمت الأقوال والأفعال ومناسَبة هذا الوضع، والديكور كان شرطياً ففي كل مقطع هناك ديكور معين يصور حالة هذا الولد الضائع بكل اقتدار، وأيضاً الملابس السوداء أوحت بالحالة السوداء الداخلية للشاب وأشعرتنا بأنه في مأتم وظلمة بعيدين عن الحياة الجميلة، أما الموسيقا فقد تنوعت بين الموسيقا الغربية التي طغت على مجريات العرض ونجحت أكثر من نغمات الرقص الشرقي التي لم تكن مناسبة في تصوير حياة هذا الولد.‏


الثورة

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

    صور الخبر

    بقية الصور..

    اسمك

    الدولة

    التعليق