معرض منظر طبيعي لرضا حسحس في صالة أتاسي

27 03

مزيج بين الطبيعة المجردة والتجريد المطلق

كانت الطبيعة على الدوام موضوع بحثه واهتمامه. وبالرغم من أن الطبيعة في جمالياتها ومقوماتها الخلاقة تختلف من منطقة إلى أخرى، إلا أنه خلال تجواله في بلدان عدة أوروبية ومتوسطية وجد أن جمال الطبيعة واحد في أي بقعة من هذا العالم الرحب، لكن درجة جمالياتها زيادة أو نقصان تختلف بحسب المشاهد وما يختزنه في داخله من استعدادات حسية لتذوق الجمال.
  بناء عليه جمع الفنان التشكيلي رضا حسحس مشاهداتِه للطبيعة وقدمها في معرض «منظر طبيعي» في صالة أتاسي يوم السابع والعشرين من آذار حتى السابع عشر من نيسان 2008. ومع أن هذا المعرض هو الأول بالنسبة له عن الطبيعة إلا أنه كما ذكرنا كان موضوع بحثه الدائم.
 تضمن المعرض أربع عشرة لوحة لمناطق مختلفة من العالم (إيران، وألمانيا، وتركيا، ورومانيا، وسوريا). وفي المعرض يقول الفنان حسحس «نتيجة لظروفي الحالية لكوني جوالاً ومسافراً على الدوم بين بلدان عدة، حظيتُ بفرصة المشاهدة والتعرف على مشهدية بصرية أكثر موسوعية، وقد أخذتُ الكثير من المناظر واللقطات التي وجدتُها استثنائية من البلدان التي زرتُها، فقد أخذتُ مثلاً من رومانيا أثناء إقامتي فيها ثلاث سنوات، ومن ألمانيا، وإيران التي عشتُ فيها قرابة ثلاث سنوات، مروراً بتركيا، وبما أن تجربتي كانت الطبيعة فقد خرجتُ بهذا المعرض بعنوان "منظر طبيعي" لنعيد لياقة الطبيعة وأهميتها بالنسبة إلى الفنان وما تحمله من جماليات كثيرة ومهمة ولنفتحَ أمامه عالماً فسيحاً هو عالم الطبيعة».
  يتابع حسحس «نعم! المعرض في كليته دعوة للعودة إلى الطبيعة، التي هي مرجع كبير للون وللمشاهد التي فيها لمسات خلاقة، فالفنان يجب أن يعتمد على الطبيعة في دراسته ولا أعني هنا أنه يجب أن يعمل طبيعة على نحو واقعي وإنما يستمد منها جماليات الطبيعة، وهذه تجربة مهمة، وقد عملتُ عليها».
يضيف حسحس «لست انطباعياً وتداولي وأسلوبي خاصان في معالجتي للطبيعة، ولا أتناولها بمعنى الانطباعية أو التصوير أو الواقعية وإنما استخلاصات قائمة على التجريد واللون ضمن مفاهيم الطبيعة».
  «لا أقول إنني جملتُ الطبيعة في لوحاتي، وعندما أرسم لا أجمل الأشياء، بل الفنان يرسم حتى يكتشف معالم الجمال وحقائقه في داخله، والطبيعة تساعده وتتيح له التعرف إلى الجماليات واستخراجها من نفسه عن طريق الطبيعة».
  إذن هو معرضه الأول عن الطبيعة ومزيج بين الطبيعة المجردة والتجريد المطلق، وفي هذا يقول حسحس «المعرض نقلة نوعية من عالم التجريد المطلق إلى عالم يعتمد على حضور الطبيعة بالبنية القائمة عليها الطبيعة المبنية على مفاهيم التجريد لا على مفاهيم الصورة الفوتوغرافية، وعموماً في هذا المعرض أقدم احتياجاتي الروحية والجمالية الخاصة بي دائماً. وما أود التأكيد عليه هو أنه لا يوجد مكان في العالم أبعد من جماليات الطبيعة، وهي مصدر مهم جداً ولا بديل عنها».


رياض أحمد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق