معرض ثناء المصري

21/كانون الثاني/2009


من وحي عوالم الإنسان وما تختزله من ذكريات ولحظات تأمل طويلة، أبحرنا في العالم الخاص للفنانة التشكيلية ثناء المصري التي أقامت معرضها الأخير في المركز الثقافي الروسي. وقد اتسمت معظم لوحاتها بالقوة والجرأة من خلال اعتمادها على اللون الأزرق والبني، وبلوحات ذات قياسات كبيرة فرّغت فيها أسئلتها الكبيرة حول ماهية العلاقة الجدلية بين الرجل والمرأة، في هذا المعرض يقف المتلقي أمام تجربة قوية وناجحة لهذه الفنانة السورية التي تبشر بمولد فنانة كبيرة، نظراً لما تمتلكه من رؤية بصرية ولونية خاصة بها.

يقول الدكتور فيروز هزي: «حسمت ثناء خبراتها بعد تردد وهي التي عُرف عنها قدراتها في مجال الرسم وقررت ولوج مملكة اللون، فشرعت بدأب ودونما تهيب تقرع بواباته الموصودة والمحروسة من جنيات الشعر اللواتي لا ترق قلوبهن إلا لكل عاشق متيم. ثناء وهي بنت البحر خَبِرت جيداً رهبته وغموضه، تخوض في باكورة معرضها عباب بحر آخر باحثة بشغف كبير عن كنوزه وأسراره الخفية».

وفي لقاء مع «اكتشف سورية» تقول الفنانة التشكيلية ثناء المصري: «لقد كان بين الحضور أسماء كبيرة من الفنانين التشكيلين ومنهم الدكتور خالد المز والدكتور أحمد مفتي وأستاذ الخط العربي في كلية الفنون الجميلة عدنان الشيخ عثمان والدكتور تحسين عزاوي والدكتور راتب الغوثاني وهو أستاذ في النقد وعلم الجمال، والذي أثنى على المعرض وقال عبارة جميلة هي: ليكن لك في عالم اللون لون ولتكن لك بصمة في حجم لوحة».

وحول دراستها المتواصلة لفن التصوير الزيتي تقول: «هي عبارة عن مرحلة من البحث والدراسة للوصول إلى ما أريده، بداية من دراستي التخصصية في معهد أدهم إسماعيل ثم في كلية الفنون الجميلة. أريد أن أترك بصمة خاصة بعالم الفن التشكيلي من خلال الاستمرار في البحث والغوص في عوالم لونية مختلفة، وهذا يتطلب مني تفرغاً شبه تام للعمل الفني التشكيلي».

وعن هذه التجربة تقول التشكيلية ثناء المصري: «جزء من هذه الأعمال يعود لمشروع التخرج في كلية الفنون الجميلة، والذي كان بإشراف الدكتور فيروز هزي، وتوجد أعمال جديدة تعود لهذه السنة 2009»؛ وتضيف: «بدأت العمل في رسم الفرد ثم انتقلت إلى ثنائية الحياة بين الرجل والمرأة وبحالات إنسانية مختلفة، هنالك نوع من الانتظار والترقب في بعض اللوحات، وقد أوضحت هذا الأمر باللون الحار. إن مفردات هذا العمل هي طاولة وكرسي وشخص واحد، والفكرة الرئيسة في عملي هي اللعب على مزج اللون من خلال بناء وهدم اللون حتى أصل إلى الرؤية الفنية التي أسعى إليها»، وتتابع: «حاولت في هذه التجربة أن اختصر العمل بلونين وهما البني والأزرق، وما يمثلانه من جرأة وخصوصية من خلال دمجهما في لوحة واحدة».

وعن خصوصية اللون الأزرق لديها تقول: «اللون الأول الذي أبتدئ به دائماً هو الأزرق، وهو نقطة الانطلاق في أي لوحة أقوم برسمها، ويمكن أن يكون هذا الأمر متعلق بمدينتي اللاذقية المطلة على البحر.

وفيما يتعلق بالأحجام الكبيرة للوحات تتابع قائلة: «توجد لوحات ذات أحجام كبيرة وهذا يتطلب جهداً أكبر وجرأة، لم أشعر بالخوف من هذه الأحجام، فمن خلال المساحات الكبيرة أشعر بحرية أكبر في التعبير»،وتضيف: «أدخلت الكولاج والرمل في عدد من اللوحات ولكن بطريقة غير مباشرة، لأنني أحب أن يكون الكولاج جزءاً من روح اللوحة».

وحول متابعة الجمهور السوري للمعرض تقول: «إن المجازر الإرهابية التي ارتكبها الصهاينة بحق أهلنا في قطاع غزة أبعدت المواطن السوري عن متابعة معظم النشاطات الثقافية، وهذا شيء طبيعي لهول ما حدث، وأنا شخصياً لم تكتمل فرحتي بمعرضي هذا لما كان يحدث في غزة، فمن الصعب أن تتجاهل هذه المجازر الصهيونية بحق الأطفال، كان لكل الناس هَمٌ واحد وهو الوقوف إلى جانب المقاومة الفلسطينية في غزة ودعمها معنوياً وماديا.ً لذلك يوجد مشروع ليتجول المعرض في حلب واللاذقية، وقريباً سيتم عرض هذه الأعمال في الأردن.

ثناء المصري في سطور:
- الخريجة الأولى في كلية الفنون الجميلة/قسم التصوير الزيتي 2008 من جامعة دمشق.
- خريجة معهد إعداد المدرسين 1997 (تربية فنية).
- خريجة معهد أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية.
- مشاركة في ورشة عمل برعاية شركة شل.
- مشاركة في ورشة عمل «حوض البحر الأبيض المتوسط».
- مشاركة في ورشة عمل المنسق بين المركز الثقافي الفرنسي والألماني.
- مشاركة في ورشة عمل برعاية السيدة الأولى أسماء الأسد 2008.
- حائزة على جائزة الباسل 2007.



مازن عباس


اكتشف سورية


مواضيع ذات صلة
- معرضٌ للفنانة ثناء المصري في المركز الثقافي الروسي
المعرض ركّز على العلاقة الأزلية بين الرجل والمرأة


تعليقات القراء

المشاركة في التعليقات:

*اسمك:
الدولة:
بريدك الإلكتروني:
*تعليقك:

الحقول المشار إليها بـ (*) ضرورية

ضيف اكتشف سورية
أنطون مقدسي
أنطون مقدسي
حصاد عام 2008
حصاد عام 2008
دمشق القديمة
غاليري اكتشف سورية
غاليري اكتشف سورية
 

 


هذا الموقع برعاية
MTN Syria

بعض الحقوق محفوظة © اكتشف سورية 2008
Google وGoogle Maps وشعار Google هي علامات مسجلة لشركةGoogle
info@discover-syria.com

إعداد وتنفيذ الأوس للنشر
الأوس للنشر