بورتريه سوسن الزعبي في مرسم فاتح المدرس

12 01

برعاية وزارة الثقافة افتتح مساء الأحد 28/ 12/2008 معرض بورتريه للفنانة التشكيلية الدكتورة سوسن الزعبي في مرسم فاتح المدرس، بحضور حشد من الفنانين التشكيليين والمهتمين بالفن التشكيلي.
وقد عاد «اكتشف سورية» من الافتتاح بهذا الحوار مع الفنانة سوسن الزعبي، والذي اتسم بالعفوية واللطف:
دكتورة سوسن، ماذا يعني لك عرض هذه اللوحات في صالة فاتح المدرس؟
يشرفني أن تُعرض هذه اللوحات في صالة فاتح المدرس فهو أستاذنا بالدرجة الأولى، وله اسم كبير في تاريخ الفن التشكيلي، مذ كنّا نأتي إلى هذا المرسم ونحن طلاب في كلية الفنون الجميلة، لقد كان بالنسبة لنا أسطورة ولا يزال، وسيبقى رائداً من رواد الفن التشكيلي السوري للأبد، وبالنسبة لي لا أعتبر نفسي في صالة خاصة، بل أعتبر هذه الصالة رسمية من حيث أهميتها الكبيرة، فهذه الصالة ببساطة كانت المرسم الخاص للفنان الكبير فاتح المدرس.
شبه البعض إحدى اللوحات بلوحة «السيد المسيح»، وهناك لوحة أخرى سماها البعض «بالعشاء» ما تعليقك؟
لست دائماً مع تسمية اللوحات، فاللوحة التي شُبهت للسيد المسيح هي لوحة مهداة لشخص كبير بالنسبة لي في أخلاقه وقيمه وإنسانيته، أما لوحة العشاء فهي ذكرى عن مرض ثقيل ألمَّ بي في السنة الماضية، ويمكنك أن تشاهد الأصدقاء في اللوحة، وهم يشاركونني فرحتي بنهاية هذا المرض.
وما قولك في شعور بعض زوار المعرض بنفحة صوفية في بعض أعمالك؟
يسعدني أن أسمع هذا التعليق، فإني أعتبر أن الصوفية هي أعلى درجات الحالة الإنسانية، وإن شعورهم بهذه النفحة في بعض أعمالي هو شيء رائع، أنا بالحقيقة أرسم بطريقة تعبيرية، وكما يقول أنسي الحاج «اخطف كل نفسِكَ بكلمتك»، ومن هنا أحاول أن أخطف حتى النَفَس الذي أتنفسه مع أية لوحة أرسمها، مما قد يكون بمثابة تخليد للحظاتٍ مرت في حياتي، وإذا استطاع المتلقي التواصل مع الأعمال بطريقة صحيحة، سيصل إلى حقيقة اللحظات التي رُسِمَت بها تلك اللوحات.
وماذا عن البورتريه المهيمن على المعرض؟
هذه أول مرة أرسم فيها «بورتريه»، وفي هذه التجربة قررت أن أرسم البورتريه كما هو معروف لدى الأغلبية، وهذه التجربة هي تصوير حقيقي يعكس الحالة الشعورية الصادقة للإنسان بشكل عام. ما يجمع هذه اللوحات هو تقنية واحدة، حيث يوجد فيها شيء من «الكولاج» وبطرق مختلفة، فقسم كبير منها تشّكل الكولاج فيها من خلال صدفة ممسوكة ومسيطر عليها، وتوجد لوحات أُخرى فيها كولاج مقصود ومعمول وكأنه صدفة.
البعض يقول أن بعض الأعمال متأثرة ببيكاسو، ما تعليقك على هذا الرأي؟
لهذه اللوحات تجربة خاصة، هو فعلا الشبه بالشكل لبعض أعمال بيكاسو، وليس بالموضوع، ولكن المهم هو ذلك القدر من الحرية التي تستطيع من خلالها أن تدخل عوالم الآخرين وأن تلتقط الشيء الجميل فيهم. لقد استطعت أن ألتقط هذه الحرية الجميلة لدى بيكاسو، وقمت برسم هذه اللوحات، وعندما حاولت أن أقوم بتكرار التجربة لم أستطع ذلك، وكما يقول بيكاسو: «أنا أخاف من أن أنسخ نفسي»، وبالمناسبة فقد شارَكت هذه اللوحات بمعرض لي في إسبانيا منذ فترة.
كيف تنظر الدكتورة سوسن الزعبي إلى المشهد التشكيلي السوري المعاصر؟
لا أريد أن يُعتبر كلامي تحيزاً لسورية، وبصدق أريد أن أقول أن سورية تملك من كل شيء الأهم وهذه حقيقة، ابتداءً من الشعب السوري المنفتح على كل الحضارات ووصولاً إلى طلابنا في كلية الفنون الجميلة، فبالحقيقة لدينا فنانون تشكيليون مهمون على مستوى العالم، وقد وصلوا إلى العالمية بجهد شخصي منهم، بعكس أوروبا التي لديها مؤسسات ضخمة لنشر نتاج فنانيها. وكذلك الأمر بالنسبة للفنانين الرواد ونحن في صالة أحدهم، الفنان الكبير فاتح المدرس، فالمشهد التشكيلي السوري هو واعد بالتأكيد.
وفي حديث مع الفنان التشكيلي غسان السباعي قال: «سوسن تحمل في شخصيتها الحس الصوفي والتعبيري، إنها فنانة مجتهدة من خلال استمرارية تجاربها الفنية»، وأضاف: «يوجد اتجاهان في هذا المعرض، الاتجاه الصوفي والاتجاه التعبيري، ولفتت انتباهي لوحة جميلة وهي لوحة تشبه السيد المسيح، إنها لوحة مهمة تحوي وجهات النظر الانفعالية والصوفية، ومن أجمل الأعمال أيضاً لوحة العشاء، طبعاً هي لم تسمِّ اللوحة، وقد قلت لسوسن يجب أن تحتفظي بهاتين اللوحتين».
التقينا أيضاً الفنان الدكتور عبد الناصر ونوس الذي أثنى على المعرض الأخير للدكتورة سوسن وقال: «الشيء الأهم في معرض سوسن هو أنها تعطينا هامشاً للمشاركة في تكملة صياغة لوحتها من خلال حوار ضمني بين اللوحة والمتلقي، وهي محاولة ذكية منها تسمح للمشاهد فهم ما تريد أن تقوله من خلال هذه اللوحات»، وتابع: «أريد أن أشير إلى القيمة الصوفية العالية لهذه اللوحات، حيث اللون الطاغي هو الخمري والبرتقالي، فهي تسعى دائماً لحوار صوفي جميل جداً من خلال رسم وجوه في حالات وطرق فنية ذكية، وأضاف الدكتور عبد الناصر: «يوجد جزء قليل من اللوحات تتميز بأنها انطباعية، ولكن من الطرف الأخر توجد أعمال واقعية مطلقة وبحوار مع كولاج ذكي يتناسب مع اللون والتكوين، وهذه اللوحة قدم فيها الكولاج بطريقة رائعة ومبهرة».
يذكر أن المعرض مستمر لغاية 15/ 1/ 2009 يومياً من الساعة 6 حتى 9 مساءً في صالة فاتح المدرس في ساحة النجمة بدمشق.


مازن عباس

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

maryana:

انا من محبي اعمال الدكتورة سوسن وهي من الفنانين الذين تفخر سورية بهم

syria