عصام الحلبي في ذكرى ولادة نزار قباني

18 03

نزار لم يتراجع في أيامه الأخيرة كما يزعم النقاد

دمشق الآن عاصمة للثقافة العربية، وحريٌّ بها أعلامها من فنانين وموسيقيين وأدباء وشعراء ممن أرّخوا وأسسوا للكلمة، ومن بعدهم من أتوا ليخطوا كلمة أخرى تضاف إلى سجل الثقافة السورية، ونزار قباني أديباً وشاعراً علمٌ من أعلام الأدب في سورية والوطن العربي عامة.
لم تجفْ أقلام الكتاب والنقاد يوماً وهي تنقده وتنتقده أدباً وشعراً، ولم يدّخر المعجبون فرصة تسنح لهم كي يقولوا كلمتهم في شاعر الحب والغزل، شاعر المرأة، وشاعر دمشق. وقد قال في ذلك كلمتَه الباحث عصام الحلبي في المركز الثقافي بأبورمانة في الثامن عشر من آذار 2008 في محاضرة جاءت تحت عنوان «ذكرى ولادة نزار قباني»، وفيها تناول الباحث محاور تتعلق بولادة الشاعر نزار، وحياته، ودور والده في إطلاق ملكاته الفكرية وقبلها الكاريزمية، ثم عكف الباحث على الحديث عن سجالٍ دار بين نزار وعباس محمود العقاد مؤكداً على أهمية هذا السجال الذي اعتبره الباحث جديداً يضاف إلى ذاكرة المتلقي.
يقول الباحث الحلبي «تناولتُ نزاراً منذ لحظة ولادته والأحداثَ التي مرّت به وصقلَته ليكون أدبياً وشاعراً عربياً بغير منازع، واستفضتُ أيضاً في الحديث في وصف شمولية نزار قباني في شعره وقوة نسيج أدبه، وأهمية المواضيع التي اختارها بين القومية وما يتعلق بالمرأة ومواضيع الحياة العصرية التي تهم الشريحة الواسعة من المجتمع حتى يومنا هذا باعتبار أنها ما زالت قائمة ذلك ما تناولته اليوم في محاضرتي هذه».
يقال على ألسنة النقاد والمهتمين بنتاج نزار الأدبي والمعرفي أنه في المرحلة الأخيرة من حياته تراجع وبدأ بريقه يخبو، أما الباحث الحلبي فلديه وجهة نظر مختلفة في هذا الرأي فيقول «على العكس تماماً نزار حلق كيمامة دمشق وتألق كياسمينها، وأقول هذا مع العلم أنني لم أكن من أنصار نزار قباني وإنما من جماعة عمر أبو ريشة، وكنت راوية عمر أبو ريشة ولصيقه وعشت معه لأكثر من خمس عشرة سنة، لأكتشف بعد ذلك أنني مخطئ فنزار كنز حقيقي يغريك إلى البحث والدراسة، لذلك عكفتُ على دراسة ما كتبه نزار وقاله في أكثر من عشر محاضرات ابتداءً من حياته الشخصية مروراً بأشعاره ونتاجه الأدبي، فنزار شاعر كبير سيخلَّد ما حيينا كعمر بن أبي ربيعة "وهل يخفى القمر؟"».
في الآونة الأخيرة كان هناك كمٌّ من المحاضرات التي تناولت نزاراً (نشأةً وشعراً وأدباً ونقداً). فما الشيء الجديد الذي قدمه الحلبي اليوم للمتلقي في محاضرته تلك؟ وفي ذلك يقول «في هذه المحاضرة لم أستهلك نفسي، وكل مرة أقدم شيئاً جديداً، ولعل جديدي هنا المساجلة بينه وبين عباس محمود العقاد حول المرأة. وفي هذا السجال أكون قد قدمت شيئاً جديداً مفيداً للمتلقي مختلفاً عن كل ما قُدم له عن نزار قباني».
عن المساجلة يتحدث الحلبي: « يُقال عن عباس العقاد أنه عدو المرأة، ونزار قباني نصير المرأة، وفي بحثي هنا خرجت بالعقاد نصيراً للمرأة لكونه تناول فكرها، بينما تناول نزار قباني جسدها، وهنا حدث الخلاف بينهما، فقد قال العقاد "إن نزار قباني دخل مخدع المرأة ولم يخرج منه"، ويردّ نزار: "ويقول عني الأغبياء أني دخلتُ مقاصير النساء وما خرجت، وبأنني يوماً عن شؤون حبيبتي كتبتُ، أنا لم أتاجر مثل غيري بالحشيش ولا سرقتُ ولا قتلتُ"، وكان رداً قاسياً على عباس العقاد وكان له تبعات ركزتُ عليها في محاضرتي».
يُذكر أنه من عناوين المحاضرات التي تناول فيها الباحث نزاراً «نزار قباني في الميزان» و«تأبين نزار قباني» و«نزار والمرأة» و«نزار والشعر العربي».


رياض أحمد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق