في بيت الرؤى فن الخزف بأيدي أكثر من ستة عشر فناناً وفنانة

17 03

الخزف مادة توسم بالبساطة والتعقيد وفيها طاقة تعبيرية مفتوحة

فن الخزف جزءٌ من الفن عامة والتشكيلي خاصة، وتاريخياً ارتبط ببلاد الشام والرافدين، ويرجع في سورية إلى الألف الثاني والثالث قبل الميلاد، وقد تعدّدت وظائفه من الدينية إلى الجمالية التعبيرية والنفعية الوظيفية.
في العصر الحديث أناط به الفنانون وظيفةً فنية ثقافية وجعلوه رهانَ أدائهم واختباراً لأدواتهم، فكان مطواعاً قابلاً للتشكيل كما أرادوه. ففي السابع عشر من آذار 2008 قدمت جملة من الفنانين معرضاً لأعمالهم الخزفية باسم «نار الخلود» في صالة بيت الرؤى للفنون التشكيلية، حيث ضم المعرض أكثر من أربعين عملاً لأكثر من ستة عشر فناناً: آمال مريود، وإيملي فرح، ورزان حسن، وزكي سلام، وسناء فريد، وعلاء نبهاني، وفواز البكدش، وفوزية خانجي، وكلارا صباهية، ومصطفى علي، ونذير نصر الله، ونزيه الهجري، ونهى علي، وهناء ديب، ووائل الدهان، ووفاء أسعد.
في نار الخلود يقول النحات زكي سلام «المعرض يقام بمناسبة إحياء الذكرى السنوية لافتتاح صالة بيت الرؤى في منطقة جرمانا، ومن جهة ثانية قدّمنا إضاءة على هذه النماذج من الفنون التي لم تأخذ حقها من حيث العرض والإعلام على مستوى علاقة الفن بالجمهور المتلقي، وقد قدمنا في صالة رؤى معارضَ تتعلق بالغرافيك والنحت، وعلاقة الحرف العربي باللوحة، واليوم نقدم الخزف الفني وما آل إليه في سورية، من خلال مجموعة من الخزّافين لكل منهم اتجاهاته وتقنياته وأفكاره ورؤيته للخزف، وهدفنا من هذه المجموعة الكبيرة المقدمة اليوم تسليط الضوء على نحو أفقي على مشهد فن الخزف في سورية».
«إذا أردت أن أستفيض قليلاً في الحديث عن الخزف فإنه من وجهة نظري جزء من الفن التشكيلي، وله جذور عميقة في سورية ترجع إلى الألف السابع قبل الميلاد، وما زال مستمراً حتى اليوم. ومن جانب آخر يدرَّس الخزف على نحو أكاديمي في كلية الفنون الجميلة، وبالرغم من ذلك لمّا يظهرْ حضورُه وتواصله مع المتلقي، ويمتاز بوصفه فناً ومادةً بالبساطة إلا أنه يوسم أيضاً بالمعقد لكونه يحتاج إلى معارف في الفيزياء والكيمياء وما شابه، إضافة إلى رؤية فنية لها علاقة بالشكل والتكوين، ولا بد من أن تجتمع هذه المعارف في الفنان كي يكون خزّافاً».
«قدمت في المعرض ثلاث قطع: قناع تعبيري يعبر عن فكرة معينة منفَّذ بمادة الخزف مطبَّق عليه تقنيات التعبير بأقصى طاقته، وأيضاً قدمت لوحة هي عبارة عن سطح لرسوم بالمعنى التجريدي، وكانت القطعة الثالثة عبارة عن صحن خزفيّ بمنطق الغرافيك. وما تجدر الإشارة إليه أيضاً أن المعرض احتوى على مستويات مختلفة من التعبير تصل إلى مرحلة التراجيدية بالرغم من أنني أعتقد أن الخزف من المواد التي روحها جميلة، وصبغتها أنثوية، ولو كان النحت رجلاً كان الخزف أنثى من الروح اللطيفة الجميلة، وبالرغم من ذلك من وجهة نظر مختلفة تجد أفكاراً تصل إلى حد التطرف في التعبير تتحملها مادة الخزف».
تضيف إلى ذلك الفنانة هناء ديب: «المعرض فرصة للإطلاع على تجارب الآخر والإفادة مما توصل إليه الخزّافون من تقنيات ورؤى، فعالم الخزف عالم كبير ومهما ارتقى الفنان يبقى الكثير ليتعلمه، وقدمت ثلاثة أعمال فيها مسحة نحت واختزال للون تصل إلى البريق المعدني».
يجد الفنان علاء نبهاني أن «مادة الخزف منتقَصة القدر، فمنذ عشر سنوات حتى يومنا هذا لم يُقَمْ سوى معرضٌ واحد وكان في المركز الثقافي بأبو رمانة لطلاب معهد الفنون التطبيقية ولم يَنَلْ حقه من التغطية والاهتمام، والقراءة الثقافية والفكرية الحقيقية للأعمال. ومن هنا يُعتبر هذا المعرض الأول من نوعه الذي ضم نخبة الخزّافين الموجودين على الساحة في معرض خزفي جماعي يتيح للفنان -كما الحضور- الإطلاعَ على عدة تجارب تغنيه ثقافياً وتقنياً، وهذا أمر مهم جداً بالنسبة إلى الخزّاف باعتباره مجموعة تجارب، وكلما زادت كمية تجاربه زادت خبرته ونضج فكره الثقافي الفني فعلياً».
وعن أعماله المشاركة أيضاً يتحدث نبهاني: «شاركتُ بأربعة أعمال تنطوي على قضية إحياء آلة من آلات تشكيل الخزف من قديم الزمن، وهذه الآلة معهود بها أنها تعطي القطع المتناظرة والأسطوانية والكروية، وغايتي هنا أن أحرّك هذه الكتلة فتبقى الحالة النفعية فيها وتخرج في الوقت ذاته عن إطاراتها التقليدية، أي الحفاظ على الناحية التقنية والتطبيقية، أيضاً عدتُ إلى العمل على تقنيات عمرها ثلاثة آلاف سنة، وهي تقنية "الراكو" وهي تقنية الإرجاع المعدني والبريق المعدني بمفهوم الخزف».


رياض أحمد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

    صور الخبر

    بقية الصور..

    اسمك

    الدولة

    التعليق

    محمد:

    سلام عليكم

    العراق