إعادة إحياء نبع أفقا التاريخي سر الحياة في تدمر

17 03

بعثة أثرية فرنسية تُعد مخططات للكهف ومتابعات جادة من قبل المعنيين

يعد نبع أفقا الكبريتي التاريخي سبب حياة مدينة تدمر التاريخية في البادية السورية وسر وجودها، ويرجع تاريخه إلى أكثر من ستة آلاف عام بحسب ما أكده الباحث والخبير الأثري التدمري خالد أسعد، وقد جفّت مياه هذا النبع منذ ما يقارب خمسة عشر عاماً بعد أن تدفقت منه المياه المعدنية كل تلك الفترة.
كانت درجة حرارة مياه نبع أفقا ثابتة عند عتبة ثلاث وأربعين درجة مئوية صيفاً وشتاء، وجرت عدة محاولات لاستثمار هذا الكهف وإعادة المياه إلى مجراها من الآبار المحيطة به.
يشير المهندس وليد أسعد مدير آثار تدمر إلى أن المديرية العامة للآثار والمتاحف قامت بالتعاون مع بعثة أثرية فرنسية بدراسة كهف نبع أفقا وإعداد الرسوم والمخططات الخاصة به ودراسة الكتابات المنقوشة على مذابح نذرية مقدمة إلى آلهة النبع الطيب المبارك الرحيم وذلك طلباً للبركة ودوام نعمة المياه، كما أجرت المزيد من التوثيق الفوتوغرافي والرقمي داخل الكهف وإعادةَ تدقيقٍ واستكمالاً للمخطط الأول للكهف مع إجراء مسح طبوغرافي أولي بسيط للمنطقة المجاورة للنبع.
بيّن مدير آثار تدمر أن هناك متابعات جادة من قبل المعنيين لإعادة إحياء هذا الكهف الذي جفت مياهه منذ عام 1993 من أجل تأهيله سياحياً بوصفه معلماً هاماً كان سبباً في نشوء الحياة وتطورها في قلب الصحراء.
ربط المهندس أسعد عملية إعادة إحياء الكهف بتوفر الدراسات الهندسية والهيدرولوجية اللازمة لأعمال تكتيم مجرى النبع وإعادة تأهيله لاستقبال المياه التي يمكن استجرارها بأساليب فنية خاصة، ولا يزال هذا الأمر قيد البحث والدراسة بالتنسيق بين المديرية العامة للآثار ومحافظة حمص ومديرية الموارد المائية.
أضاف مدير آثار تدمر أن النادي اللبناني للتنقيب في الكهوف والمغاور قدّم دراسة أولية تضمنت تحريات هندسية طبوغرافية وجيولوجية للكهف والنبع، وشكلت المديرية العامة للآثار والمتاحف لجنة أثرية هندسية لدراسة المقترحات التي تقدم بها فريق العمل اللبناني، وأوصت اللجنة بضرورة إعادة الإحياء والتأهيل والاستثمار السياحي للموقع ضمن ضوابط محددة تحافظ عليه بوصفه أثراً هاماً لا يجوز الإساءة إليه.
تذكر المصادر التاريخية أنه يوجد عند مخرج الكهف بقايا الدرج والمحراب والمذبح وغرفة المائدة التي تؤلف المعبد التدمري المقدس لآلهة نبع أفقا. تم العثور عند مدخل الكهف على عدة مذابح من الحجر المنحوت، ومنها نعرف أن المياه كانت موزعة بأمر من الرب يرحبول آلهة الشمس بين التدمريين وأن مسؤولاً من رجالات المدينة كان ينفذ هذا الأمر الإلهي ويسمى القيّم، وبعض هذه المذابح معروض الآن في أروقة متحف تدمر.
لا بد من الإشارة أخيراً إلى أن أفقا تعني الفجر أو البداية بالتدمرية، وكان مصدر مياه هذا النبع عبارة عن ثمانية آبار مجهزة بيد الإنسان في العهد التدمري وكانت مياهه تتدفق على نحو طبيعي من بين الصخور لتجري في كهف طوله يقارب الثلاثمئة وخمسين متراً.


سانا

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق