مسرح الخريف لاكتشف سورية: المنفردة عرض فكري وأداء حركي

08 12

من هو الحاكم والمحكوم سؤال يكبر دون إجابة

المنفردة: كلمةٌ مرعبة للبعض لارتباطها بذكريات ليست بجيدة.
الـمكان: سجنٌ ما.
الأبطال: السجّان والسجين.
المشكلة: سؤال.
في عرض المنفردة الذي قدمته فرقة «مسرح الخريف» سؤالٌ مهم يطرح نفسه: من هو السّجان ومن هو السجين؟ من هو الحاكم والمحكوم؟ ومن هو المنتصر على الأخر؟ يكبر السؤال دون إجابةٍ من أحد، ويبقى دورُ المشاهد في الاستنتاج.
مسرحية المنفردة لفرقة «مسرح الخريف» طرحت الأسئلة أمام الحضور في عرض تماهى مع الفكرة، عرضٌ من الصعب الدخول إلى تفاصيل قصته، فهو عرضٌ فكري وأداءٌ حركي بالدرجة الأولى، فقد استطاع الممثلان أدائياً أن يكونا أكبر من النص المكتوب على الورق.
ليس من المهم التكلم عن المؤثرات البصرية أو السمعية لهذا العمل رغم استخدامها بطريقة حرفية، بل فكرة العمل بالدرجة الأولى والأداء الحركي الرائع الذي أداه باقتدار الممثل نوار بلبل المؤلِّف للعمل، والحلول الإخراجية التي امتلك أدواتها المخرج الممثل رامز الأسود.
حاور «اكتشف سورية» فرقة «مسرح الخريف»، فكان هذا الحوار.
انطلقت فكرة العمل من موضوع السجن لما يمتلكه من بُعدٍ درامي والجدلية القائمة بين السجّان والسجين. ما هو وجه الاختلاف وما هي القواسم المشتركة بينهما؟ من هو الضحية بالنهاية؟
من هنا كانت انطلاقتنا في كتابة النص الذي أثنى عليه بعض الاختصاصين وخاصة الأستاذ فرحان بلبل. نحن كفريق عمل لم نكتب صيغة نص أدبي فلقد كانت لدينا قراءة مستقبلية لطريقة العمل عن طريق تفعيل الخيال بشيء نراه على خشبة المسرح.
وعن طريقته في إخراج العمل، قال المخرج رامز الأسود: «ليس المطلوب من العرض المسرحي أن يطرح مشكلة ما ويقدم الحلول لها، بل المطلوب طرح الأسئلة، ومن هنا كانت نقطة البداية مع وجود الممثل نوار بلبل كشريكٍ في العملية الإخراجية. لدي وجهة نظر خاصة تقول أنّ ما استطيع أن أبنيه في خيال المشاهد أهمُّ بكثيرٍ ممّا أستطيع أن أقدمه له على خشبة المسرح، بحيث أوحي للمشاهد ما أريده، وبدلاً من أن أعطيه الجواب أفتح له المجال ليرسم ملايين الأجوبة».
ويُضيف «تجربتنا هي شغفٌ بأن نذهب في اتجاه التجريب الأدائي والعمل على طاقة الممثل العالية، من خلال الحلول الأدائية البعيدة عن المألوف، أو الكليشية، أو الاستعراض، أو الإبهار، من خلال الديكور أو الإضاءة، مع التذكير أنّ هنالك عروض تتطلب ذلك، ولكن عندما تكون هذه المؤثرات البصرية أو السمعية أهمّ من أداء الممثل أو حتى من أهمية معالجة الفكرة تسقط هذه الأعمال من الذاكرة».
ويُكمل «الجهد الصادق في عملنا في فرقة "مسرح الخريف" وعدم الاستسهال هما سبب نجاحنا الذي حصلنا عليه في سويسرا وكندا وكل المهرجانات التي أعطتنا الجوائز المختلفة. إذا أردنا أن نُقدّم نفس الأفكار ونفس الصور والحلول، ماذا ستكون النتيجة؟ "لا شيء". المهم بالنسبة لنا كيف سنقدّم السؤال وبأي صيغةٍ أدائية، برأيي أيُّ عملٍ مسرحي لا يطرح سؤال ويقف عند جمال العرض أو بشاعته فقط، يمر مرور الكرام».
وعن مشاركات الفرقة بعرض مسرحية المنفردة خارج سورية، يقول: «لقد اعتاد الأوروبيون على عرض أعمالهم في دمشق بهدف تدعيم ثقافتهم لدينا، وقلّما نسمع عن أعمال مسرحية سوريّة تُعرض في أوروبا. استطاعت "فرقة الخريف" أن تقلب المعادلة، حيث تمّ شراء هذه المسرحية ليتم عرضها في سويسرا وهذا نصرٌ معنوي».
و يضيف «شاركنا في مهرجان الأسبوع الشرقي في سويسرا بعرضين لمسرحية "المنفردة" وعرض لمسرحية "حلم ليلة عيد" التي عُرضت في مهرجان "مونت لوريير" الدولي للمسرح في الكيبك بكندا عام 2007، حيث حصل عرض "حلم ليلة عيد" على جائزة هي أفضل ممثل لنوار بلبل، وترشيح لجائزتين إحداهما لأفضل عرض، والثانية لأفضل ممثل لرامز الأسود. كما شاركنا في مهرجان "ياكومو" الدولي للمسرح في اليابان عام 2007، حيث حصل العرض على جائزة أفضل ممثل بدور رئيسي لرامز الأسود، ومهرجان الأسبوع الشرقي "فينترتور" في سويسرا بشهر أيار عام 2008، بالإضافة لأكثر من 12 مهرجاناً مختلفاً حول العالم خلال عامي 2006 و2007».
و يضيف «شارك عرض "المنفردة" في مهرجان "ليفربول" في كندا، ونال الممثل نوار بلبل جائزة أفضل ممثل، إضافةً إلى حصول العرض على جائزة أفضل عرض مسرحي في المهرجان. سنشارك في مهرجان دمشق المسرحي في أول عرض في المهرجان. وهنالك مشروع لعرض مسرحية "المنفردة" في حمص، واللاذقية وطرطوس، وسنشارك في شباط القادم 2009 في مهرجان «FRIGID New York» في الولايات المتحدة الأمريكية. ولأول مرة ستشارك فرقةُ سوريّة في هكذا نوع من المهرجانات، فهذا المهرجان يضمّ 30 عرضاَ مسرحياً، 25 من الولايات المتحدة وأربع عروض من كندا والعرض السوري بمسرحية "المنفردة"، وخصوصية هذا النوع من المهرجانات انه مُخصّص لفرق المسرح المحترفة، أي أنه علينا تحمل كافة التكاليف لمجمل ستة عروض في المهرجان».
يُذكر أنّ مسرحية «المنفردة» قد بدأت عروضها في 1 كانون الأول وتستمر حتى 10 منه، على خشبة مسرح القباني بدمشق.

مازن عباس

اكتشف سورية

بقية الصور..