فرقة التخت الشرقي النسائي تمتع كل الأعمار

25 11

اكتشف سورية حضر حفلهم ما زالت النساء تغني

أحيَت «فرقة التخت الشرقي النسائي» حفلاً موسيقياً مساء الأحد 18 تشرين الثاني 2008، على مسرح كلية الفنون الجميلة، تحت عنوان «ما زالت النساء تغني»، وذلك ضمن فعاليات احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية، وحضره نحو 500 شخص ينتمون إلى فئات عمرية مختلفة، رغم أن المتوقع في حفل كهذا أن يحضره جمهور من عمر الاربعين عاماً وما فوق.
كانت البداية مع كلمة ترحيبية تعريفية صغيرة، تلاها صعود أعضاء التخت المشكل من تسعة أعضاء: مغنية وثمان عازفات على آلات: العود، والقانون، والناي، والكمان، والفيولا، والتشيلو، والكونترباص والرق.
كان المسرح مضاءً بشكل متناسب مع ألوان لباس العازفات الشهرزادي، والذي تدرجت ألوانه بين الأصفر والأحمر والبني، في تناغم رفيع لنساء تتراوح أعمارهن بين العشرين ومنتصف الخمسينات.
بدأ الحفل الموسيقي مع مقطوعة «سماعي رست» للمؤلف جورج ميشيل. وهي عبارة عن لحن لطيف من مقام الرست على وزن مركب، لا يلبث أن ينتقل إلى إيقاع سريع ثلاثي الوزن؛ ثم المقطوعة الثانية «لونغا حجاز كار» للمؤلف وانيس وارطانيان، تقسيمة طويلة على آلة القانون أدتها العازفة ديمة موازيني -مدرِّسة القانون في معهد صلحي الوادي للموسيقى-، والتي أهدت عزفها الجميل لشفاء شخص حال المرض دون حضوره الحفل.
لم يقتصر برنامج الحفل على تواجد السماعي واللونغا، بل اشتمل أيضاً على مقطوعتين من النوع الخفيف والايقاع السريع، هما «توتة» للموسيقار فريد الأطرش، و«بلد المحبوب» للموسيقار محمد عبد الوهاب، والذي كان له حصة أخرى في برنامج السهرة هي مقطوعة «ليالي لبنان»، والتي كانت عبارة عن مزيج من ألحان «ليالي لبنان» و«حبيبي» وكليهما لعبد الوهاب، مع لحن للمؤلف السوري عبد السلام سفر، أثارت المقطوعةُ الجمهورَ وتوازت مع تصفيقه عدة مرات.
ومثلما كان لعبد الوهاب حصتان، كذلك كان للسيدة أم كلثوم، حيث أدت المغنية سيلفي سليمان أغنيتي «جددت حبك» و«فات الميعاد»، اللتين تحتاجان إلى أداء متوازنٍ وقدرات تكنيكية غير عادية، فقد استطاعت المغنية سليمان بجدارة تحقيق ذلك، وذلك بمحاولتها الظهور على المسرح بشكل مشابه للسيدة أم كلثوم أداءً وحركة. لقد أعادت الأغنيتان ذاكرة الجمهور إلى الخمسينات والستينات من القرن الماضي، وأعادتا بذلك تقاليد تلك الفترة في التصفيق بين كل مقطع ومقطع وفي الانسجام الجميل بين الفرقة والجمهور، باستثناء رنين الهواتف المحمولة المتناثرة هنا وهناك، والخروج غير اللائق للبعض من المسرح في أوقات مبكرة من الحفل.
حول تقييم أعضاء «فرقة التخت الشرقي النسائي» لتجربتهن وزيادة عدد الأعضاء من أربعة إلى تسعة، توضح لنا السيدة وفاء سفر –عارفة الناي وتقول: «لدينا برنامج عمل ونظام فني وإداري، ويتم التشارك بين الجميع في وضع البرنامج وتنسيقه. نحن نسعى لتطوير هذه التجربة الى الأمام عبر زيادة عدد الأعضاء أكثر فأكثر، بهدف تشكيل أوركسترا شرقية نسائية. كما أننا نعمل على أن نقوم بتلحين القصائد في المستقبل القريب نحو تشكيل أغاني خاصة بالفرقة، بالإضافة إلى أداء المقطوعات الجاهزة».
وعند سؤالها عن المقصود من الشعار المطروح في البطاقة التعريفية للفرقة «نسعى لإعادة الموسيقى إلى مسارها الصحيح»، أجابت السيدة سفر «لا يوجد في وقتنا الحالي موسيقا، إنما الموجود عبارة عن ألحان هابطة وإيقاع سريع فقط. إن موسيقانا الشرقية تسير نحو الانحطاط، وهنا مهمتنا في إعادة الذائقة إلى الأذن العربية، وأعتقد أن أغلب الناس مشتاقون لهذا الأمر ولعودة الموسيقى إلى أمجادها السابقة».
كما التقى «اكتشف سورية» مع رغد حداد -عازفة الفيولا-، وسألناها عن الخبرات التي اكتسبتها بدخولك التخت الشرقي النسائي كونها تعزف في الأوركسترا السمفونية الوطنية، فأجابت «لقد أكسبني العزف في الفرقة خبرات جديدة في طرق العزف -في التكنيك-، وفي أداء السلالم والمقامات الشرقية التي لا نؤديها في الموسيقا الغربية». وعن فائدة “فرقة التخت الشرقي النسائي» من وجود الفيولا في التخت كون التخت الشرقي لا يحتوي عادة على آلة فيولا، تقول رغد: «قبل دخولي للفرقة، كان المستمع يشعر بوجود خلل صوتي ما، حيث لم يكن يسمع سوى الطبقات الرفيعة والغليظة من الأصوات، وكان هذا الخلل يحتاج إلى تعديل عبر إدخال آلة تؤدي الطبقات الوسطى، وبدخول الفيولا أعتقد أنه تمَّ تحقيق ذلك التوازن الصوتي واللوني المطلوب».
كانت العازفة ماري قمر -أستاذة صف الكلارينيت في المعهد العالي للموسيقى- ضمن الحضور، فسألناها عن شعورها تجاه ما شاهدته فأجابت «لقد أعجبتُ بما تمَّ تقديمه من مقطوعات، وبالأداء الجميل فعلاً. إنها المرة الأولى التي أستمع فيها للفرقة وكنتُ متفاجئة بما سمعت. لقد كنتُ مصغية تماماً حتى آخر لحظة، وأعتقد أن وجود الفيولا والكونترباص في التخت الشرقي هو أمر ينمّ عن تطور في تركيبة التخت. بالمقابل كنتُ أود لو كانت هناك تقسيمات أكثر لآلات أخرى كالعود مثلاً وليس فقط لآلات القانون والناي».


مالك كورية

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

نائلة:

يا سلام على سوريا وعلى الفن الراقي للفرقة

لجزائر

لجزائر

محمود 313:

صدقا فرقة أكثر من رائعة ولي كلام أخر عنها عن اعضائها مع المحبة

منال:

أنا من أشد المعجبات بهذه الفرقة الرائعة لما لاحظته من دقة وتقنية جيدة في العزف واختيار رائع لما تقدمه في الحفلات علما وأنني متخرجة من المعهد العالي للموسيقى بتونس العاصمة. أنا فعلا أشجعهن وأتمنى حضور احدى الحفلات.

تونس

تونس

منال:

أنا من أشد المعجبات بهذه الفرقة الرائعة لما لاحظته من دقة وتقنية جيدة في العزف واختيار رائع لما تقدمه في الحفلات علما وأنني متخرجة من المعهد العالي للموسيقى بتونس العاصمة. أنا فعلا أشجعهن وأتمنى حضور احدى الحفلات.

تونس

تونس