الأمل والثقة من خلال أوركسترا الجيش العربي السوري

15 03

موسيقا في الطريق

حين دُعيت لحضور الأمسية الموسيقية التي تقيمها فرقة الجيش العربي السوري الموسيقية في قاعة الأوبرا في دار الأسد لم أتردد في الحضور، فلا تزال صورة أوركسترا الجيش في أولى سنوات الاستقلال في مخيلتي زاهيةً سعيدة دافعة للهمة والحماس، ولا أزال أذكر تلك الأيام عندما كانت فرقة الجيش تجوب شوارع دمشق وتعزف في ساحاتها للشعب المتحمس الفرح بالاستقلال.
كان يقودها حينئذ ملازم أول من بيت الأرابللي بحسب ما أذكر، وكان معظم أفرادها من الموسيقيين الموهوبين المتحمسين ما زلت أذكر بعضاً منهم: شكري شوقي وعارف ملص على الكلارينيت، وجعفر عبد العظيم على الساكسوفون، ورسلان مظلوم، وغيرهم. وكانوا يعزفون أيضاً في الإذاعة لندرة الموسيقيين في تلك الأيام، وكان شكري شوقي رائعاً مشهوراً كعازف كلارينيت موهوب.
بمناسبة احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية، أُثيرت في جمعية صدى الموسيقية فكرة «مشروع موسيقا في الطريق» تعزف فيه بعض الفرق الموسيقية بعض المقطوعات في الساحات والحدائق العامة، وكانت أوركسترا الجيش هي أولى المرشحين لما لها من قدرة على جذب الجمهور وعلى إثارة روح الإقدام والتفاؤل والوحدة بين كل الفئات والطبقات. وكان ذلك فقد دعي قائد الأوركسترا الأرمني المايسترو أرمين بوغوصيان للقدوم للإشراف على تدريب الفرقة منذ قرابة شهرين، وقد كانت الحصيلة هذه الأمسية الجميلة الممتعة. وامتلأت قاعة الأوبرا بالمستمعين، وأدت الفرقة اثنتي عشرة مقطوعة موسيقية العديد منها مشهور ومعروف من قبل الجمهور مثل «مارش الرفيق القديم» لكارل تيكيه، ومنها مجموعة من الأغاني الشعبية العربية المعروفة مثل «آه يازين»، وبعدها مجموعة من الأغاني الشعبية الروسية، ومارش بردى للسيد غباشي، ثم مرة ثانية مجموعة من أغان شعبية محلية مثل لما بدا يتثنى، وكان مارش راديتسكي ليوهان شتراوس أكثرها شعبية بين الحضور.
بعد ذلك دخلت مجموعة القرب القاعة وهي تعزف وقوبلت بتصفيق عالٍ حماسي، ثم عزفت الفرقة مع القرب العشر مارش داكسون، وهو موسيقا عسكرية شعبية في آن واحد وقد قوبل أيضاً بالتصفيق والهتاف والاستحسان. واختتمت الأمسية بالنشيد العربي السوري الذي أدته الفرقة مع غناء عدد كبير من العسكريين من مختلف القطع، وصفق الجمهور طويلاً لقواد الفرقة الموسيقية الأربع والمدرِّبين وفيهم المايسترو الضيف السيد بوغوصيان وقدمت لهم باقات الورود.
الأمل كبير أن تغادر هذه الفرقة الموسيقية ثكنتها وتخرج إلى الهواء الطلق للعزف في الأماكن العامة لقطاعات الشعب كافة لما لذلك من أثر عميق وكبير في لمّ شمل الشعب وتوحيده وبعث الأمل والثقة في المستقبل. وسوف يكون لمثل هذه الخطوة الهامة تأثير بليغ ليس فقط على الشعب وإنما على الفرقة ذاتها التي ستشعر بمدى أهمية رسالتها ومدى تأثرها خصوصاً بحضور الشباب وطلاب المدارس، وهو الأمر الذي تفعله كل الفرق الموسيقية المماثلة في كل بلاد العالم. وفي انتظار هذا الانطلاق إلى الهواء الطلق نتمنى لأوركسترا الجيش مستقبلاً زاهياً مثمراً في أهدافها الوطنية.


تشرين

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق