الفنان حسان طه والتذوق الموسيقي عبر المعرفة
تعتمد ثقافتنا الموسيقية على التلقي الذكي والإحساس الفطري

01/آذار/2008

«التذوق الموسيقي عبر المعرفة» نشاط دوري يصادف أول سبت من كل شهر تقيمه جمعية صدى الموسيقية بالتعاون مع جمعية المنتدى الاجتماعي في مقر الأخيرة. وينطوي هذا النشاط على هدف تثقيفي موسيقي من أجل الوصول إلى مرحلة التلقي الذكي للموسيقى عند المتلقي، أي العمل على رفع السوية والمقدرة السماعية عند المتلقي فيتجاوز مرحلة التلقي التقليدي للموسيقى الذي يعتمد الإحساس إلى مرحلة التلقي المبني على ثقافةٍ ومعرفة موسيقية. و«التذوق عبر المعرفة» عنوان عريض تضمن جملة من المحاور تناولت مفهوم السيمفونية الأوركسترالية، وقائد الأوركسترا، والتأليف والمؤلف الموسيقي، والآلات الموسيقية ضمن الأوركسترا السيمفونية، وهي المحاضرة التي ألقاها العازف والمؤلف الموسيقي حسان طه في الأول من آذار 2008 في المنتدى الاجتماعي.
وعنها يتحدث السيد طه ويقول «تناولت المحاضرة الآلات الموسيقية ضمن الأوركسترا السيمفونية والغرض من هذه المحاضرة تثقيفي تأسيسي لمفهوم له علاقة بالتلقي الذكي فيتم استقبال الموسيقي بناء على المعرفة، والمشكلة في ثقافتنا الموسيقية أننا ما زلنا نعتمد الإحساس الفطري في تلقي الموسيقى، وهذا عائد إلى عدة قضايا لها علاقة بالتربية الموسيقية وعلاقتنا بتذوق الفن على نحو عام».
يتابع طه «المفروض عند تشكيل فرقتنا السيمفونية منذ خمس عشرة سنة أن يرافق هذا التشكيل شيء ثقافي فالغالبية ممن يتابعون نشاطها يعانون نقصاً في فهم آليات وماهية السيمفونية، وأبعد من ذلك لا يستطيعون ربط الأصوات بأسماء الآلات، ومع أن الفرقة السيمفونية تعتبر ثقافة عالمية إلا أنها أيضاً تعتبر عنصراً دخيلاً على الثقافة المحلية، ومن هنا كان ينبغي التوعية الثقافية بها فهي رديفة للحالة الثقافية العامة وللفرق الموسيقية التقليدية خاصة، وكمحصلة نهائية هذا يعني إغناء للحالة الثقافية السورية».
يضيف طه « ولعل الأفكار والمعلومات التي قدمت في المحاضرة بنيت على اعتبار أننا أمام متلق ليس لديه أدنى معرفة موسيقية سوى الاهتمام الشخصي فقط، مع الأخذ بعين الاعتبار أيضاً أن الأذن الموسيقية العربية مرتبطة بالكلمة والأغنية، فكيف ونحن نطرح موسيقى بآلات بعيدة عن ثقافتنا، وعليه وبطريقة مدروسة قمت بتسمية الآلات وتحديد الفروقات بينها، أيضاً حاولت ربط الصوت بالصورة من خلال شواهد سمعية ومرئية رافقت الشرح لخلق نوع من التفاعل مع الجمهور، كما سلطت الضوء على كثير من القضايا التي تسقط في ميزان حسابات الجمهور لغياب التأكيد عليها».
كما نوه الفنان طه إلى واقع الآلات الموسيقية العربية والمشاكل التي تعترضها من حيث قوله «ضعف صوت الآلات العربية (مثل العود والقانون) قياساً بالآلات الكهربائية الغربية أدى إلى انحسارها لصالح الأخيرة، وهذا يتطلب منّا إحداث التوازن بين الأصالة التي تعبر عن شخصيتنا وهويتنا الفنية وبين ردف هذه الأصالة بمجالات ثقافية داعمة مؤكدة عليها لا ناسفة لها، وهذا يتطلب منَّا إعادة النظر في الآلات العربية والعمل على إحيائها بوصفها جزءاً من الشخصية الموسيقية العربية».
عن استحقاقاته القادمة يقول طه «قريباً ستصدر أسطوانة تتضمن أحد عشر عملاً من أعمالي تحت عنوان "أعلام من سورية"، وحالياً أجهز لعرض ثانٍ في الهواء الطلق بالتعاون مع السفارة النمساوية، والتأليف مشترك بيني وبين المؤلف النمساوي ستيف هول. وفي العام الجاري أيضاً بين الثامن والعشرين و الثلاثين من نيسان ستقام فعالية ملتقى المؤلفين السوريين من الجيل القديم والجديد وتقدّم بعض أعمالي، إضافة إلى محاضرة سألقيها تحت عنوان "أزمة الموسيقة العربية المعاصرة". وفي غضون عام 2008 سيقام مهرجان الفارابي في لندن وتقدم لي أعمالٌ أيضاً.


رياض أحمد
اكتشف سورية

Creative Commons License
طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك