معرض خريجي الفنون الجميلة في المركز الثقافي الفرنسي

المعرض اختصر الزمن ووضعنا أمام مسؤولياتنا

05/آذار/2008


أقام المركز الثقافي الفرنسي بدمشق في الخامس من آذار معرضاً جماعياً لمجموعة من الفنانين الشباب الرسامين والنحاتين من خريجي كلية الفنون الجميلة بدمشق للعام الحالي.

المعرض سابقة فنية هامة ولفتة طيبة متميزة تنم عن دراية ثقافية ووعي بضرورة رعاية الفنانين الجدد وإعطائهم دورهم ومكانهم على الساحة الفنية ليكونوا بمستوى مسؤولياتهم أمام المتلقي، وتأتي أهمية هذه التظاهرة من كونها تقام ضمن احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية.

إنها التجربة الأولى للخريجين على صعيد العمل، لذا فقد تباينت أراؤهم فيما قدموه ومهنةِ التشكيل على نحو عام، ووضعوا في هذا المعرض أولى تصوراتهم لمستقبل مهني عنوانه «الحلم والأمل»، ويقول جوزيف موسى «قدمت في هذا المعرض لوحتين أخذت فكرتهما عن أيقونات وطوّرتها بأسلوبي الخاص وجردتها من أي معنى ديني فاعتمدت فقط على الشكل والحركة الموجودة فيها، وقدمتها من جديد على نحو مختلف تماماً. ويعزيني في الفن التشكيلي عامة تقنياته وإمكانياته التكوينية الجميلة، وأرى نفسي متجهاً نحو الحفر وفن الأبيض والأسود لقوة هذا اللون وقدرته التعبيرية وبخاصة عندما يسمح لك بتقديم اللون الأحمر من سواده، وقد لا يرى المتلقي الأحمر ولكنه موجود بتدرجاته».

أما الفنان سمير الصفدي فيقول «قدمت عملَي تصوير زيتي اشتغلتُ فيهما على جسم الإنسان وعملية ربط خط التصوير بالغرافيك، ولعلني اعتمدت على الأبيض والأسود في ربط مساحاتي اللونية متأثراً جداً بالتعبيرية التي تمنحني حرية ومقدرة على التعبير بفطرية إبداعية».

أيضاً قدم عبد الله قرقوط لوحة واحدة تتحدث عن «المودرن» وعنها يقول «أنا أعمل في الخط الأكاديمي على الإضاءات الكلاسيكية، وفيها قدمت الجسم الذي يخرج من العتمة، ورغم أن تقنياتها مبنية على طبقات كلاسيكية إلا أن الناظر إليها يراها للوهلة الأولى حداثية ومجرد سطوح، ففيها جمعتُ التسطيح مع العمق من خلال اللون الأسود غير التقليدي. كما اشتغلتُ أيضاً على مبدأ الظل والنور من خلال بروزات النقط الحمراء حيث تقدم حساً واقعياً وهذا ما أحبه وأريده، ولعلني أردت في لوحاتي هذه التأكيد على مبدأ الأكاديمي الذي يساعد الفنان على التمكن من أدواته التقنية بطريقة حرفية وبالتالي ترجمة العمل بطريقة حداثية مرنة».

أما الفنان خالد فاضل فشارك بلوحة فردية وثنائية، وعنهما يقول «تنطوي اللوحتان على فكرة القيد والحرية التي رمزتُ إليها بالسمكة وفيها نَحوتُ منحى التعبيرية، ولعلني متأثر جداً بأعمال الفنان الكبير يوسف عبدلكي وعندما شاهدت لوحاته شدتني وفتحت الأبواب أمامي لأعبر بأسلوبه الذي يوصل الرسالة والمشاعر بطريقة تعبيرية معبرة أكثر من الشكل التجريدي، ولعلني أجد في هذا المعرض خطوة جميلة مهمة للخريجين فقد منحتنا فرصة الوصول إلى المتلقي وبمعنى آخر اختصرت الزمن علينا».

قدمَتْ وسام الحاوي لوحتين أيضاً وفيهما تقول «اللوحات عبارة عن بورتريهات لأشخاص موجودين حولي، وفيهما اشتغلت على مبدأ التقنية في العمل أكثر من موضوع الفكرة. وأحب التعبيرية الواقعية».

فكرة الانتظار القلق قدمها النحات خالد ضوا في منحوتاته وفيها يقول «الفن عبارة عن ثقافة مجتمعية للحالات الإنسانية التي تؤثر بالفنان وتنعكس في أعماله، وقد قدمت الإنسان في حال مائلة إلى التشويه، وهو تشويه فكري يعيشه الإنسان، عكسته في مظهره الخارجي وتشوهه النفسي».

بحبها للرؤية التعبيرية والعمل على تحوير الحال قدمت عهد النجم لوحتَين وفيهما تقول «فيهما عبرتُ عن مشروع كان في داخلي في حقبة ما، وقدمتهم بطريقة تحويرية، ولا أدري إلى أين أريد أن أصل ولكنني سأجرب الابتعاد قدر الإمكان عن حصر نفسي في زاوية ضيقة».

تجد الفنانة رباح القاري المعرض خطوة مهمة لها ولزملائها، بوصفهم خريجين لاهتمامه بالحفر أيضاً مع التصوير، وتَعتبر إقامة المعرض في المركز الثقافي الفرنسي فرصة مهمة وحقيقية لهم. وقدمت الإنسان بجسده الكامل وتقول «قدمتُ جسد الإنسان بطريقة تعبيرية وجعلتُ اللون يتحدث أكثر من الجسد، وما أردت قوله كان أن الحياة والإنسان جزء لا يتجزأ من بعضهما، ولست متأثرة بأي مدرسة بل أعتمد على مشاهداتي وتجربتي الشخصية فقط.

يذكر أن المعرض قدم أعمالاً لأكثر من عشرين من خريجي كلية الفنون الجميلة لعام 2008 تتجاوز الأربعين عملاً فنياً من منحوتات ولوحات زيتية غرافيكية.



رياض أحمد


اكتشف سورية


مواضيع ذات صلة
- معرض الفن التشكيلي البريطاني
تطور الفن ومدارسه في بريطانيا في كلية الفنون الجميلة بدمشق

- خريجو الفنون الجميلة يعرضون في المركز الثقافي الفرنسي
- طلاب الفنون الجميلة يستلهمون إبداعهم من تدمر
- تبو كوفان في ثلاث أمسياتٍ في سورية
كوفان هو احد عازفي الغيتار الذين أجمع النقاد والجمهور على موهبته

- خالد الساعي يُحلِّق في فضاءات الخط العربي
في معرضه بالمركز الثقافي الفرنسي

- حروف حية تنطق بالأفكار والمشاعر
معرض للفنان خالد الساعي في دمشق

- أمسية موسيقية لثلاثي زفير في الثقافي الفرنسي
عمل موسيقي يغوص في جذور الكلاسيكية الأوروبية وألحان التانغو الهادئة

- الكتاب في مسيرة التبادل الثقافي في عيد القراءة
مسيرة باتجاه واحد من الشمال إلى الجنوب

- «أخبار سارة» في المركز الثقافي الفرنسي
معرض فني يحتفي بالصحافة والتشكيل والقراءة

- في محاضرة للكاتب الفرنسي كلود كوست
تلمّس المشترك في السرديات المختلفة والمعنى الإنساني فيها

- في محاضرة هامة ألقاها الآثاري الفرنسي بوترلان
ماري من أهم المؤسسات المدنية بالألف الثالث قبل الميلاد

- المراكز الثقافية الفرنسية في سورية تطلق فعاليات عيد القراءة
فرصة لاكتشاف الأدب الفرنسي والفرنكوفوني

- العولمة على بساط البحث في المركز الفرنسي
العولمة بالعمق تقليص للمكان وتسارع في الزمان


تعليقات القراء

المشاركة في التعليقات:

*اسمك:
الدولة:
بريدك الإلكتروني:
*تعليقك:

الحقول المشار إليها بـ (*) ضرورية

ضيف اكتشف سورية
أنطون مقدسي
أنطون مقدسي
حصاد عام 2008
حصاد عام 2008
دمشق القديمة
غاليري اكتشف سورية
غاليري اكتشف سورية
 

 


هذا الموقع برعاية
MTN Syria

بعض الحقوق محفوظة © اكتشف سورية 2008
Google وGoogle Maps وشعار Google هي علامات مسجلة لشركةGoogle
info@discover-syria.com

إعداد وتنفيذ الأوس للنشر
الأوس للنشر