الرسائل بين كوليت خوري ونزار قباني ستبصر النور قريباً

06 03

في اللقاء الذي جمعها قبل أيام بلفيف من رفاق دربها وعشاق أدبها استعادت الأديبة السورية كوليت خوري عشقها الدمشقي للمدينة «التي تسكنني»، وهي تلملم ذكرياتها مع عشاق رحلوا وأصدقاء بقوا رغم أن وجوههم فقدت ألقها مع الزمن.
غير أن كوليت (أو خولة، اسمها الأول) التي أعادت طباعة مجموعتها الأولى «دمشق بيتي الكبير» أقرت بأن دمشق تغيّرت كثيراً، و«أصبحت كبيرة ومبعثرة، كنا عندما نمر في شارع أبي رمانة، نحسّ بعبق الياسمين مع موجة الحر، الآن نشم رائحة المازوت، لكني ما زلت أشعر بأنها بيتي الكبير، لكنه لم يعد مرتباً كما كان».
حول عدم خوضها بما يسمى «الأدب الجريء أو المكشوف»، ورغم أن الحب حاضر بشكل مكثف في جميع عطائها الأدبي، قالت خوري «أنا لا أعترف أن ثمة أدباً مكشوفاً وآخر غير مكشوف، هناك أدب ولا أدب، وأنا بطبيعتي امرأة عاطفية ولكنني أخجل من الحديث عن الأمور الجنسية، والحب بالنسبة لي هو أمر سامٍ، أما الجنس فيأتي تتويجاً للحب، أي أنه يسمو معه، أي أنني لا أفهم الجنس ميكانيكياً، بمعنى آخر أنا لست مع الأدب المكشوف ولست ضده، أنا مع الأدب الذي يشبهني».
استعارت خوري عبارة من روايتها «ومرّ صيفٌ» لتعرّف بها الحب «أنا التي قضيت عمري أختلق روايات الحب، وأتحدث عن الحب، وأصف الحب، وأملأ صفحات كتبي بشتى أنواع الحب، من قال إنني أعرف معنى الحب؟ عيون تندى، قلوب تنزف، أيد تنفرج في صلاة، أبطال يستشهدون، أصدقاء يرحلون، شموس تغيب، حروف تبكي، دموع تزغرد وصفحات تطوى».
حول ورود أسماء لعدد من الشعراء والأدباء مثل نزار قباني، وكمال ناصر، وعبد السلام العجيلي، وعمر أبو ريشة قالت خوري «هم أصدقاء رحلوا فكمال ناصر صديق عمر عرفته منذ سن الرابعة عشر، وهو شاعر وفنان كبير، والعجيلي وأبو ريشة أيضاً. أما نزار قباني فكان صديقاً حميماً جداً، وكنت ذات يوم سأتزوج به، وسأنشر رسائله عما قريب».
عادت خوري التي كتبت مجموعتها الشعرية الأولى باللغة الفرنسية في السادسة عشرة إلى سرد بعض المقاطع من قصائد بعنوان «اغتراب» تصف فيها شعورها بالغربة في دمشق تقول فيها «مد لي ذراعيك ولا تسل من أنا، أنا التراب المحروق وهو غارق في الدماء، بلادك أنا، أعيش من غير سماء، مشردة ، وحيدة، بائسة، لا أبغي الهناء، ولا أطمع بالمنى، لا تسلني من أنا، يا رجلاً يتنفس في حروفي الغزلية، أنا المرأة الأزلية، أنا الباحثة عن الوحشة، في صدر رجل لا ينحني، فأين صدرك؟ يا وطن الغربة الحقيقية».
في ردها على سؤال سابق أُثير في مقابلة تلفزيونية حول رأيها بمسلسل باب الحارة قالت خوري «أكرر ما قلته مجدداً: المسلسل عمل جميل، لكنه لا يعكس واقع مدينة دمشق في تلك الفترة، هو يتحدث عن حارة واحدة في دمشق القديمة، ومن الظلم أن نحصر دمشق في هذه الحارة بعاداتها وتقاليدها وصورة المرأة التقليدية وظلم الرجل لها، هذه ليست دمشق "الجوهرة متعددة الألوان"، وهذه الحارات لا تمثل دمشق، ورجالها لم يصنعوا الجلاء، بل كانوا للعراضات فقط، أين البرجوازية الدمشقية التي صنعت الجلاء؟ أين حارات باب توما التي عشت بها؟ أنا لم أرَ في هذا العمل كوليت خوري أو بنات جيلها.


الشرق الأوسط

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق