الموقع قيد التحديث وسيتم تشغيل جميع الأقسام قريباً

معرض الفنان ممدوح قشلان والبحث الفني في حنايا دمشق

يقام في صالة الشعب للفنون الجميلة وبرعاية جمعية أصدقاء دمشق وبالتعاون مع اتحاد الفنانين التشكيليين معرض الفنان ممدوح قشلان وتبدو على العرض حالة تكريمية لفنان أثمرت تجاربه الفنية عن نتاج إبداعي جدير بالقراءة والتحليل والتأمل، خاصة وأن الفنان يعتبر من المحدثين في الحركة التشكيلية السورية.
فهو ممن بدؤوا في بلورة الفن المحلي المعاصر والإحاطة بمعالمه وإدخال الثقافة الفنية الغربية والحداثية إليه عبر خطى جريئة سعياً لتقدم هذا الفن وانتشاره وتقبله على كافة المستويات.
يرصد الفنان مجموعة كبيرة من اللوحات المشغولة بالزيت وهي بحجوم صغيرة نسبيا ومتوسطة إضافة لمجموعة اللوحات المرسومة بشكل مباشر على الورق بواسطة أقلام الحبر وتلك الصغيرة المحفورة على المعدن وهي من مجموعة «تجربة الفنان» التي تسبق الطبعات النهائية لتلك الأعمال الغرافيكية.‏
يقدم الفنان منذ تجاربه الأولى المواضيع الشعبية التي تلامس حياة المجتمع الدمشقي وهذه البيئة العريقة، وذلك من خلال تناول فني واقعي بهيئة جديدة تتأرجح ما بين الاتجاه التكعيبي والاتجاه التعبيري عبر أسلوب يميز إبداع الفنان قشلان إلى حد كبير عن باقي التجارب الفنية، ليساهم في النصف الثاني من القرن الماضي وفي مراحل زمنية حرجة في تأهيل التشكيل المحلي وفتح المجال للبحث عن هويته.‏
من الأعمال المتميزة في العرض اللوحات الغرافيكية الصغيرة والتي تحمل تأثيرات خطية وقيماً لونية متفاوتة من الرماديات التي تحدثها تهشيرات جريئة وثابتة تظهر التكوين والتفاصيل من خلال مهارة وحساسية فنية هامة وتتناول هذه اللوحات بعض الأحياء الدمشقية. ولا تقل عن هذه اللوحات تميزاً تلك اللوحة المرسومة بالحبر عبر خطوط رفيعة ودقيقة لمشهد واسع من مدينة دمشق يجمع بين التفاصيل والرؤية العامة ضمن مقطع واسع يظهر فيه الأفق .‏
أما أعمال الزيت المنتجة على القماش فتسودها درجات من الأزرق والأخضر والأحمر التي تتخللها بعض التفاصيل الملونة بحزمة كبيرة من الألوان، وتظهر هنا حالات اجتماعية مختلفة تعبر عن نشاط اجتماعي يغلف الحياة الدمشقية، ومن هنا تنبع حيوية الأعمال وغناها المعهود لدى تجربة الفنان قشلان. يميل الفنان إلى حد كبير لتسجيل حالات إنسانية وهذا ما يتضح من خلال اللون في اختيار درجاته وتنوعه ما يعني دلالات عديدة. أيضا يميل الفنان إلى الخوض في تفاصيل صغيرة من عناصر العمارة والأخرى الملاصقة للمشهد الذي يختاره، وتنحسر عملية اختزاله وتبسيطه للعنصر ذاته الموجود على السطح ضمن وحدة لونية وصياغة واحدة تسيطر عليها بعض مبادئ الاتجاه التكعيبي التي تظهر في تقاطعات اللون دون العنصر التشكيلي، والمقصود هنا العنصر أياً كان على السطح .والملحوظ في كافة الأعمال أن المنظور ينحرف عن الواقع قليلاً في محاولة إبداعية واضحة في ابتكار منظور يخدم اتجاه الفنان والأسلوب المحيط بتجاربه. يذكر أن الفنان من مواليد دمشق ودرس الفن في إيطاليا منتصف الخمسينيات وأعماله موزعة على نطاق واسع.‏

قصي بدر

الثورة

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق