تحت عنوان «الجزائري في دمشق» 30/تشرين الأول/2008
 نظمت الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008 يوم الثلاثاء 28 تشرين الأول، في قاعة رضا سعيد للمؤتمرات بجامعة دمشق، وبمناسبة مرور قرنين على ولادة الأمير عبد القادر الجزائري مؤتمراً تخصصياً بعنوان «الجزائري في دمشق» وذلك بالتعاون مع المؤسسة الدولية الصوفية ايسا والمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية.
وألقىالدكتور غياث بركات -وزير التعليم العالي، رئيس المجلس الأعلى للثقافة والفنون والآداب والعلوم الاجتماعية- كلمةً، أكد فيها أنّ اختيار الأمير عبد القادر دمشق ليكمل مسيرة حياته ونضاله فيها كان لعلمه بأنها ستحنو عليه كبلده الأم التي خاض من أجلها أكثر من أربعين معركة ضد المحتل.
وأضاف« تشهد سيرة الأمير الجزائري في دمشق التي امتدت لأكثر من ربع قرن، انه لم يشعر بالغربة فيها ومحبته لدمشق لا تقل عن مودة ومحبة أهل الشام له كواحد من أبنائها»، منوهاً بأنه تم منذ أشهر ترميم قصر عبد القادر الذي يعد من أهم قادة الفكر المجددين في ثقافة الأمة العربية وابرز الشخصيات العالمية في عصره التي دافعت عن حقوق الإنسان وحريته قولاً وفعلاً.
وقال السفير الجزائري صالح البوشة: «إنّ الأمير عبد القادر الجزائري هو رمز للكفاح ضد الاستعمار الفرنسي، وقد فتح الباب أمام الثورات التي أتت بعده ونجح في إعطاء الأولوية للقضية الجزائرية على الصعيدين العربي والدولي».
وشكر السفير سورية لاحتضانها هذه الندوة وقال: «أجد أنّ كل مواطن سوري فيه رائحة نضالات الأمير عبد القادر، وأنّ التاريخ ينبض في سورية بذكريات عاشها هنا وهي مسجلة في الكتب المدرسية والتاريخية التي تطالعها الأجيال باستمرار مستمدة جذوة النضال من هؤلاء الأبطال التاريخيين من وزن الأمير عبد القادر».
بدورها أكدت حنان قصاب حسن -الأمينة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية- أهمية هذا المؤتمر في تسليط الضوء على حياة الأمير عبد القادر الجزائري، التي توزعت بين الجزائر، ومصر، وسورية، إضافة إلى فرنسا التي نفي إليها ثم اختار دمشق مستقراً له حتى نهاية حياته.
وألقى حميد ديمو -رئيس المؤسسة الصوفية الدولية في باريس- كلمةً ابرز فيها أهمية هذه الندوة لتسليط الضوء على شخصية الأمير عبد القادر كي تستلهم نضالاته الأجيال العربية باستمرار، مشيراً إلى جوانب تمتعت بها شخصية الأمير من صفات وميزات عديدة ما جعلها محط الأنظار والإعجاب.
يهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على الفترة التي عاشها الأمير عبد القادر الجزائري في دمشق وتأثيره على المدينة وتأثره بها وتأتي أهمية هذه الفترة من كونها غنية بأحداث سياسية واجتماعية وثقافية متنوعة لم يتم تناولها سابقاً بالدرس والتمحيص والبحث حيث لا يزال الغموض يكتنف بعض جوانبها.
يشارك في المؤتمر باحثون من جنسيات مختلفة متخصصون بدراسة تراث الأمير عبد القادر وحياته في دمشق ويتناول المؤتمر في محاوره حياة الأمير منذ مولده وحتى وفاته وتحديداً دوره في دمشق وأثره في حياة دمشق السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية وتأثره بها وكذلك دوره خلال فتنة عام 1860، والعلاقة التي تربطه بابن عربي خصوصاً وبالصوفية عموماً.
كما يرافق المؤتمر الذي يستمر حتى الثلاثين من الشهر الجاري معرض يوثق لحياة الأمير عبد القادر في مختلف محطات حياته.
وكانت الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008 نظمت مجموعة من الندوات والمؤتمرات الدولية والعربية استقطبت عبرها مجموعة من الأسماء العربية والعالمية شاركت في فعالياتها وخلقت عبر الاختلاف والتعدد مساحة واسعة ورحبة للحوار والتلاقي للاختلاف والنقاش في الوقت ذاته.
وهذه المؤتمرات هي مؤتمر التوثيق الالكتروني للتراث العربي ومؤتمر الثقافة والمدينة ومؤتمر الحمامات ومؤتمر الرواية العربية وآخرها مؤتمر المدينة المشرقية الذي عقد هذا الشهر.
يُضاف إليها مجموعةٌ كبيرة من المحاضرات والندوات التخصصية والعامة التي تناولت مواضيع متعددة قدمها للجمهور محاضرون ومشاركون سوريون وعرب وأجانب.
|