دور المثقف في مجتمع يتآكله الإحباط والتعصب 22/تشرين الأول/2008

تحوَّل المنتدى الاجتماعي يوم الاثنين الماضي ساحة للسجال الساخن. كان ذلك في الندوة الحوارية التي أقامها المنتدى حول مسلسل «ليس سراباً»، من تأليف فادي قوشقجي وإخراج المثنى صبح. وكان النقاش على مستوى الطرح الجريء للمسلسل، ويتمحور حول الخطوط الحمراء التي يتوقف عندها الإنسان المعاصر. كما خاض المحاورون في مجموعة من الأسئلة، تتركز حول وصول مجتمعاتنا العربية إلى طريق مسدود في الوقت الراهن، وعمّا إذا كان المثقف العربي قد وصل إلى مرحلة من الإحباط واليأس وفقدان الأمل في رؤية النور والمستقبل من خلال مجتمعه الحالي.
ضيوف الندوة التي أدارتها سمر حداد مديرة دار أطلس، هم -بالإضافة إلى قوشقجي وصبح- كل من: الفنان عباس النوري، والفنانة سلافة معمار. وقد تعرض ضيوف الندوة للعلاقات الاجتماعية التي تتعلق بالوعي والمعرفة والثقافة المعاصرة، وعلاقة الإنسان المثقف الحالي بمجتمعه الكبير، الذي هو المجتمع الفكري والسياسي والاقتصادي، والذي يتعلق بمفهوم الحريات والديموقراطية في الوطن العربي.
الفنان عباس النوري قال: «إنَّ المعتقد في مجتمعاتنا لم يخضع للعقل، لذلك فهو يقف في مواجهة أيّ ارتداد لانتماءاتنا الضيقة»، وأضاف: «الثقافة تبدأ من اختيارنا لمعتقداتنا». وتعرَّض لحركات التحرر التي تغاضت عن العامل الديني الذي يحرك المجتمعات.
من جهتها تساءلت الفنانة سلافة معمار، عن سبب عدم تعلق التعليم في مجتمعاتنا بالمواطنة، التي هي الطريق لتعزيز ونشر ثقافة الحوار، وقالت إنها تعاملت مع الشخصية في المسلسل كامرأة منحازة للنساء.
من زاوية أخرى، أكد المخرج المثنى صبح أهمية التعليم المدني، في مجتمع يتواطأ في جميع القضايا التي تمسّ وجوده، وأضاف: «الفرد يصبح قادراً على التواصل بشكل أفضل مع المحيط الاجتماعي، فيما لو أتيحت له فرصة التعليم المدني».
أما الكاتب فادي قوشقجي، الذي أفاد بأنه لم يتردّد نهائياً عندما رسم شخصيات مسلسله، فعبَّر عن رضاه عن الشخصيات التي قام برسمها في المسلسل، واعتبر أنها نماذج حية مجتمعية تعيش بيننا في أيّ مكان وزمان.
وأكد الفنانون المشاركون في الندوة أنَّ الثنائيات القائمة في المجتمع ليست ثنائيات قطعية، بل هي ثنائيات وهمية ضمن مفهومات اختلاف الأديان، واتفقوا على أنَّ الثنائيات هذه تقوم على فكرة المتطرفين والمعتدلين فقط لا أكثر.
|